دمشق " الوطن"
كشفت دمشق عن رؤيتها ذات المراحل الثلاث لحل الأزمة الداخلية التي استمرت قرابة السنوات الأربع . فيما أكدت موسكو وطهران برفضهما المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لتسوية الأزمة. كشف نائب وزير الخارجية فيصل المقداد عن وجهة النظر السورية لحل الأزمة وقال: إنها تقوم على ثلاث مراحل، الأولى تتمثل بمحاربة الإرهاب، والثانية بتشكيل لجنة تضم السلطة والمعارضة الوطنية وشخصيات مستقلة لصياغة ميثاق وطني، والثالثة تشكيل حكومة مؤقتة وتحديد مهامها وعودة المهجرين والنازحين إلى سورية. وطالب المقداد من الرياض مراجعة مواقفها «الداعمة للإرهاب في سورية منذ البداية وحتى الآن»، موضحاً أن هذا «الإرهاب سينعكس عليها آجلاً أم عاجلاً». وأثنى المقداد على الدور العماني وقال: نحن نشجع هذا الدور وسنتشاور مع أشقائنا العمانيين ومع الآخرين في هذا المجال»، كما أشار إلى أن إيران ستقدم مبادرة أيضاً. وفي سياق متصل وصف وزير الإعلام عمران الزعبي أي حل سياسي يقصي الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة بالفاشل والساقط. وقال الزعبي في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الثامنة لاجتماع الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتليفزيونات الإسلامية في ‫‏طهران، إن أي مسار سياسي يمس الشعب السوري وخياره وحكومة سوريا وقيادتها ورئيسها “هو خيار فاشل وساقط ولا محل له من الإعراب”. وأضاف أن الأسد سيظل رئيسا لسوريا إلا إذا قرر الشعب السوري خلاف ذلك، في إشارة إلى أن السبيل الوحيد لتركه الرئاسة هو إجراء انتخابات جديدة. وأعلن الزعبي رفض دمشق فرض منطقة آمنة في شمال سوريا أو جنوبها، وقال إن السوريين لن يسمحوا باقتطاع أي شبر من أراضي بلادهم ولو قاتلوا "الدهر كله". وكان الزعبي يشير إلى خطة كشفت عنها تركيا لإقامة منطقة آمنة بطول 94 كيلومترا وعمق 40 كيلومترا في ريف حلب الشمالي عند الحدود التركية السورية.
وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، رؤية بلديهما الموحدة في ما يتعلق بالأزمة السورية، رافضين أي إملاءات تفرض من الخارج على الشعب السوري، كما رفضا أن يكون مصير الرئيس بشار الأسد شرطاً مسبقاً لأي حل. وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني، أن موسكو لا تقبل بالمطالبة الأسد عن السلطة، كشرط مسبق لتسوية الأزمة سياسيا، داعيا لتشكيل وفد يمثل جميع أطياف المعارضة لبدء مفاوضات دون شروط مع "الحكومة الشرعية" في سوريا. وأضاف موضحا أن "بعض شركائنا يرى أنه يجب الاتفاق مسبقا على رحيل الأسد من منصبه في ختام المرحلة الانتقالية وهو موقف غير مقبول بالنسبة لروسيا، إذ يجب على الشعب السوري أن يقرر مسألة مصير الأسد". مضيفا، أن "الموقف الروسي من تسوية الأزمة السورية لم يتغير وهو يكمن في ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده على أساس بيان جنيف دون أية تدخلات خارجية أو فرض سيناريوهات مسبقة". واعتبر ، أن "على اللاعبين الخارجيين المشاركين في تسوية الأزمة السورية الكف عن التظاهر بأن المنظمة الوحيدة فقط للمعارضة السورية والتي قدمها ما يسمى بالمجتمع الدولي تتمتع بالشرعية الكاملة". وأردف، أنه "يجب تشكيل وفد للمعارضة يمثل جميع أطيافها"، مضيفا أنه "ستتمثل مهمة هذا الوفد في وضع قاعدة بناءة دون أية شروط مسبقة لإجراء المفاوضات مع وفد الحكومة الشرعية في سوريا". بدوره، قال، ظريف، إن "على السوريين تقرير مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم أما الدول الأجنبية فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة بالنسبة للسوريين". وأردف "إننا نرى أن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية يحمل طابعا سياسيا وتطابق موقفنا مع روسيا حيال تلك الأزمة سيستمر".