فى اطار مساعي مشروع عُمان للإبحار من أجل تأهيل المزيد من أبطال المستقبل في رياضة الإبحار الشراعي، اختتم 14 بحاراً ناشئاً لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة، بالإضافة إلى مدربين اثنين، أول تجربة لهم في المسابقات الدولية، وذلك من خلال مشاركتهم في البطولة الآسيوية للشراع الحديث للشباب الأسبوع الفائت في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتّحدة، وتأتي هذه المشاركة جزءاً من خطة التطوير والتدريب المرسومة لهؤلاء البحارة والمدربين في برنامج عمانتل للناشئين الذي تشارك في دعمه الشركة العمانية للنقل البحري.
وقد ضمّت تشكيلة فريق عمان للإبحار في هذه المنافسات بحّارة مبتدئين تم اختيارهم من مدارس الإبحار الشراعي في الموج مسقط، وولايتي صور والمصنعة، بالإضافة إلى فريق من المدربين يضم المدرب سليمان الوهابي من مدرسة الموج مسقط، والمدرب راشد المجرفي من مدرسة صور بقيادة المدرب سلطان الزدجالي الذي انضم إلى الفريق مباشرة بعد مشاركته مع الفريق الوطني في بطولة الخليج للشراع.
وخاض هؤلاء البحارة منافسات قوية مع 60 بحّاراً من مختلف أنحاء آسيا في فئة قوارب الأوبتمست، بمن فيهم فريق الأوبتمست الوطني الماليزي الذي يصنف كأحد أقوى فِرق الأوبتمست على مستوى العالم، واستمرت المنافسات على مدى ستة أيام تراوحت سرعة الرياح فيها بين الخفيفة والمتوسطة.
وكانت هذه التجربة ثرية جداً وفق ما أشار إليه المدرب الوطني عبدالعزيز الشيدي الذي رافق الفريق أيضاً في هذه البطولة. ويقول الشيدي بأن هدف هذه المشاركة يتمحور حول إعطاء البحارة والمدربين المشاركين فرصة لتجربة المنافسات الدولية كفريق وطني يمثل السلطنة، ومن أجل التعلم والاستفادة من خبرة الفرق الأخرى المشاركة في البطولة، سواء في مهارات الإبحار أو مهارات إدارة البحّارة وخوض السباقات والتعامل مع الظروف المتقلبة.
وركز المدرب الوطني عبدالعزيز الشيدي على أن المشاركة في هذه البطولة لا تهدف إلى تحقيق نتائج ومراكز متقدمة، بل تهدف في المقام الأول إلى إعداد الفريق وتأهيله لخوض المشاركات الدولية، ورفع مستوى قدراتهم ومهاراتهم من خلال الاحتكاك بالبحارة والمدربين المجيدين من مختلف الدول، والتعلم من أساليبهم المتنوعة كيفية رسم الطريق إلى النجاح في المنافسات، والاستفادة من ذلك كله في رفع معايير الإبحار والتدريب في مدارس الإبحار الشراعي في السلطنة.
ويقول الشيدي معلقاً على تجاوب الفريق واستفادته: "كانت التجربة ثرية جداً لجميع أعضاء الفريق من البحّارة والمدربين، وكانت انطباعاتهم إيجابية عن مدى الاستفادة، ونحن فخورون بالتقدم الملحوظ الذي حققوه، وهم يدركون الآن بأن عليهم بذل المزيد من الجهود والتركيز على كل التفاصيل من أجل التفوق".
ويضيف الشيدي: "برنامج الناشئين لدينا لا يقتصر على البحارة المجيدين ذوي النتائج العالية، فمن أجل رفع مستوى الأداء بشكل عام، يتوجب علينا التركيز كذلك على البحارة في المستويات المتوسطة، وكلما زاد عدد البحّارة المنافسين، زاد الضغط على البحارة المجيدين، وتوفرت الظروف لهم لرفع مستواهم، ومن الضروري جدً أن نقدم الدعم للبحّارة الناشئين بجميع مستوياتهم من أجل الحفاظ على دافعيتهم، ومن الضروري كذلك أن ننمي قدراتهم من أجل تمثيل السلطنة وتحقيق أفضل النتائج في المستقبل".
ومع ختام بطولة كأس الشباب للاتحاد الآسيوي للشراع لعام 2015م، عاد البحّارة العمانيون إلى الوطن، وسيواصلون السير على خطة التدريب المرسومة استعداداً لخوض الدورة الأولى من سباقات تحديد المستوى المزمع إقامتها يومي 15 و16 مايو في المدينة الرياضية بولاية المصنعة، على أن تقام الدورة الثانية من هذه السباقات في شهر يونيو.