أبدى رئيس وزراء العدوِّ الصهيوني بنيامين نتنياهو رغبته بتمديد الهدنة وأن لا بأس لدَيْه من تمديدها، ممَّا أتاح الفرصة لإجراء اتِّصالات بَيْنَ الأطراف المعنيَّة لِتمديدِ التهدئة والوصول إلى هدنة قَدْ تمتدُّ إلى عشرة أيَّام، والفرص متاحة لذلك بعد أن أثبتتِ الحرب فشل اليهود في تحقيق أهدافهم، وأن أحَد تلك الأهداف وهو عودة الأسرى قَدْ تحقَّق بفضل الهدنة فقط وليس بسبب الآلة العسكريَّة الصهيونيَّة، وهو الهدف الأوَّل الَّذي يتحقق من أسباب الحرب المُعلَنة على حماس. أمَّا الهدفان اللذان يطرحهما الكيان المحتلُّ بالقضاء على حماس واحتلال غزَّة العزَّة، فقَدْ فشلت فيه ولَمْ تنجحْ إلَّا في قتل الأبرياء المَدنيِّين وتدمير مدينة غزَّة العزَّة الَّتي خرجت ترحِّب برجال المقاومة الفلسطينيَّة وهُمْ يستعرضون وسط غزَّة، بعد انسحاب دبَّابات العدوِّ، ممَّا يثبت أنَّ المقاومة تبسط يدَها على غزَّة، وأنَّ معلومات المحتلِّ الإسرائيلي عن المقاومة مجرَّد معلومات واهية، بل تمكنت حماس من خلال بسالتها وإدارتها للحرب وللهدنة من اكتساب شَعبيَّة كبيرة بَيْنَ الأسرى الإسرائيليِّين؛ بسبب المعاملة الجيِّدة الَّتي وجدوها أثناء فترة الأسْر والَّتي ولدت تلك الحميميَّة الَّتي ظهرت في ثوانٍ معدودة أثناء تسليمهم، وهو عكس الادِّعاءات الصهيونيَّة الكاذبة والَّتي ثبتَ أنَّها مجرَّد ادِّعاءات منذ اليوم الأوَّل بعد خروج أوَّل أسيرتَيْنِ واعترافهما بالمعاملة الجيِّدة.
كما أنَّ شَعبيَّة حماس ازدادت أيضًا وسط أهالي الضفَّة الغربيَّة بعد إعلان كشوفات الأسرى المطلوب الإفراج عَنْهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، والَّتي وضح فيها عدم التمييز بَيْنَ أبناء الشَّعب الفلسطيني وتفضيل فصيل على فصيل آخر، سواء شارك في الحرب أم لَمْ يشارك، لِتقضيَ على ألاعيب العدوِّ الصهيوني الَّذي يحاول زرعها دومًا بالتفريق بَيْنَ أفراد الشَّعب الفلسطيني لِيسهلَ له القضاء عَلَيْه. إنَّ السِّياسة الَّتي اتَّبعتها حماس سياسة القوَّة والعزَّة والَّتي نتج عَنْها تحكُّمها في كُلِّ أدوات اللعبة، سواء خلال الهدنة أو الحرب، حين وجدتْ أنَّ العدوَّ الصهيوني يُماطل في تسليم المفرَج عَنْهم فأوقفت تسليم الأسرى حتَّى يعودَ إلى الاتِّفاق وإجباره على ذلك ممَّا أجبره على العودة إلى المسار الصحيح بخلاف ما قامت به المقاومة في تكبيد العدوِّ لخسائر كبيرة والَّتي وصلت إلى (3865) قتيلًا و(13708) جريحًا وعشرات الآلات العسكريَّة من مدرعات ودبَّابات الميركافا، وهي تُمثِّل ربع مخزون الجيش الصهيوني حسب تسريبات روسيَّة من مسؤول رفيع المستوى، عكس ما يُخفي جيش الاحتلال الأعداد الحقيقيَّة لقتلاه، حيث يفرض العدوُّ رقابة صارمة على ما يُنشر حَوْلَ خسائره في المعارك مع رجال المقاومة، ودائمًا ما يُعلن مقتل جنوده في ظروف غامضة مِثل حوادث السَّير أو الانتحار، هذا بخلاف الأسرى من الجنود والضبَّاط والَّذين قَدْ يبلغ عددهم أكثر من (200) أسير من بَيْنِهم جنرالات وقائد منطقة غزَّة ورجال مخابرات، كُلُّ ذلك كان نتاج هجوم المقاومة على (11) نقطة عسكريَّة وهي الكتلة الأهمُّ من الأسرى والَّتي ستطلب حماس في مقابل الإفراج عَنْهم هو تبييض السجون، وخروج كُلِّ المعتقلين بمَن فيهم أهالي القدس، وستضطر دَولة الاحتلال إلى الموافقة على ذلك، بعد أن كثرت المطالبات داخل الكيان بالإفراج عن الكُلِّ مقابل الكُلِّ، خوفًا من العودة مرَّة أخرى لمشاهدة المثلث الأحمر الأقرب إلى القلب وهو يصطاد الآلات العسكريَّة الصهيونيَّة، وأصبح بمثابة مثَّلث برمودا الَّذي يبتلع ويدمِّر جيش الاحتلال الإسرائيلي.


جودة مرسي
[email protected]
من أسرة تحرير «الوطن»