في يوم الثامن عشر من نوفمبر من كل عام يستقبل الوطن والمواطن بزوغ فجر جديد للنهضة العمانية، كان ولايزال يرسخ معنى الوحدة والتلاحم بين القائد والشعب ويحتفى فيه بالمنجزات التي تحققت وتتحقق، عبر مسيرة تنمية مداها ثلاثة وخمسون عاما، جعلت من سلطنة عمان واحدة من الدول ذات التأثير الايجابي على القرار العالمي، خاصة في الجانب السياسي لحيادها وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للغير فضلا عما تحمله من رسالة سلام وتسامح انطلاقا من مبادئها وقيمها العربية والاسلامية الاصيلة، ومع ان البدايات كانت صعبة وواجهتها العديد من التحديات خاصة في التعليم الصحة، الا ان الاصرارعلى التغيير والحرص السامي على النهوض بالانسان وتحقيق الرفاهية له واسعاده ومشاركته في البناء ومواكبة ما كان يشهده العالم من تطورات نتيجة اكتشاف النفط خاصة في منطقتنا العربية والخليجية، فقد كان الحراك متسارعا في هذين المرفقين الخدمين لأنهما اساس الحياة، الى جانب العديد من المرافق الأخرى ذات العلاقة المباشرة بحياة افراد المجتمع، وفي ظرف سنوات معدودة تغير المشهد الوطني لتصبح القرية مدينة ترتبط بعدد من وسائل المواصلات بالقرى الأخرى والمدن، وبالتعليم اصبح بعد سنوات قليلة ذلك الشاب الذي يسكن في أعلى قمة جبل يصعب الوصول اليها ينهل تعليما جامعيا، ليعود بعدها للوطن بتخصص سخره لخدمة ابناء وطنه ويتفاخر بعمانيته.
ان الثامن عشر من نوفمبر له خصوصيته ورمزيته في نفوس كل العمانيين، فهو يتجلى في كل منجز تحقق ويتحقق، نستشعره في نفوسنا ووجداننا وننتظره في كل عام لنعبر من خلاله عن فرحتنا وسعادتنا بما وصلنا اليه من رخاء وامن واستقرار تفتقدها بعض دول العالم، ولعل من أعظم الانجازات التسامح والتعايش الداخلي والترابط الاسري والالتفاف حول القيادة والعمل معا ليس فقط من اجل المحافظة على الانجازات واستمرارها وانما ايضا كل ما من شأنه زعزعة الاستقرار والأمن، انطلاقا من ان سلطنة عمان اسرة واحدة من اقصاها الى اقصاها ولا تقبل أي دخيل يحاول ان يغرس بذور الفتنة والتفرقة، واذا كان السلطان الراحل طيب الله ثراه قد وضع ذلك المنهاج من العمل الوطني طوال العقود الخمسة الماضية، فان جلالة السلطان هيثم ـ حفظه الله ورعاه ـ قائد نهضة عمان المتجددة عززه بفصول اخرى من المسارات والاستحقاقات الوطنية، عكستها النتائج المحققة ليس في الجانب الاقتصادي والمالي وانما تماسك المجتمع رغم الظروف الصعبة التي شهدتها البدايات نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية وجائحة كورونا.
ولعل من ابرز المنجزات التي ستتحقق في الجانب الاجتماعي مع بداية العام القادم بدء العمل بمنظومة الحماية الاجتماعية التي يعول عليها ان تخفف الكثير على افراد المجتمع، وتسهم في تحسين المستوى المعيشي من ناحية والمحافظة على ديمومة واستمرار الحراك التجاري من ناحية اخرى، الى جانب استثمارات واعدة بعضها اعلن عنه والبعض الاخر في الطريق وصولا الى حلحلة اكبر لقضية تحتاج الى معالجة الا وهي قضية الباحثين عن عمل، فهم بعد الخطط والبرامج الاستثمارية والاقتصادية والمشاريع الصناعية التي نسمع عنها في اجندة الحكومة، على موعد مع الالاف من فرص العمل خلال المرحلة القادمة لتترجم الاهتمام السامي بهذه الشريحة من ابنائه المواطنين ولتؤكد على تحقيق المنجزات النوفمبرية المستمرة. ‫
طالب بن سيف الضباري ✱
[email protected]