لأنّكَ مِنْ شَقائِكَ لَسْتَ تَصْحَى
رَضَيْتَ لِجُرْحِكَ الأَبَدِيِّ.. مِلْحَا
ولِلصّمْتِ الطَّويل.. بَدَوْتَ حَدْسًا
يُنَبِّئُ عَنْ كَلامٍ.. لَيْسَ مَزْحَا
يُنَبِّئُ: إِنَّ في الآتِي سَرابًا
بِهِ تَجْرِي المِياهُ.. ولَنْ تَشِحَّا
وفي حَرْبِ انْتِظارِكَ قَدْ تُلاقِي
صَدِيقًا.. مَدَّ للأَعْداءِ صُلْحَا
سَتَمْتَحِنُ الحَقِيقةُ كُلَّ وَهْمٍ
لِيَبْكِيَ لَيْلُكَ العَادِيُّ.. صُبْحَا
سَيَكْبُرُ في هَوَى عَيْنَيْكَ سَطْرٌ
تَوَقَّعَ أنّهُ يَوْمًا.. سَيُمْحَى
سَتَحْتاجُ التَّحَرُّرَ.. ما تَبَقّى
بِخَوْفِكَ قَدْ يظُنُّ الذَّمَّ.. مَدْحَا!
سَتَخْتَلِطُ اللُّغاتُ عَلَيْكَ حتّى
تُراهِنَ أنَّ في الشُّبُهاتِ.. فُصْحَى
وتَعْزُو لِانْكِسارِكَ سُوءَ حَظٍّ
وتَلْعَنُ فُرْصَةً.. سَلَبَتْكَ رِبْحَا
هُناكَ.. وصَوْتُكَ النَّاجِي تَمَنّى
لِيَأْسِكَ أنْ يَكُفَّ.. وأنْ يَبُحَّا
لِسَعْيِكَ.. أنْ يَصِيرَ مَدًى بَعِيدًا
ولِلطُّرُقاتِ أنْ تَأْتِيكَ.. فَتْحَا
لِيَوْمِكَ.. أنْ يَكونَ بِلا ضَبابٍ
فَأَمْسُكَ.. لَمْ يَكُنْ يَرْجُوكَ نُصْحَا
لِرُؤيتِكَ البَصِيرةَ.. حِينَ كادَتْ
تُمَهِّدُ عُمْقَكَ الأَخَّاذَ.. سَطْحَا
سَتَصْطَدِمُ الرُّؤى، فَتَرى امْتِثالًا
فَـ (إِسْماعِيلُ) لَيْسَ يَخافُ ذَبْحَا
وفي جُبِّ ابْتِلائِكَ.. كَمْ سَتَبْدُو
كَـ (يُوسُفَ)؛ والسَّماءُ تُعِدُّ قَمْحَا!
لِأنّكَ لا تُريدُ بأنْ تُضاهَى
ولا أنْ تَفْقِدَ المَعْنى المُلِحَّا
بَنَيْتَ بِقَلْبِكَ العاجِيِّ نَصًّا
تُقَدِّسُهُ.. ولا يَحْتاجُ شَرْحَا
ونازَلْتَ المَسافَةَ.. مُسْتَمِيتًا
وحُلْمُكَ لَمْ يَزَلْ.. يَزْدادُ جُرْحَا
ودَرَّبْتَ الأَسَى.. تَعَبًا كَثيرًا
فَإِنَّكَ كادِحٌ.. للهِ كَدْحَا
لِأَوْجاعِ الحَياةِ.. أَقَمْتَ صَبْرًا
فَسالَتْ مِنْكَ آمالٌ.. لِجَرْحى



قصي النبهاني
شاعر عماني