بيروت ـ العمانية: صخرة الروشة التي يطلق عليها اللبنانيون "حارسة البحر" تعتبر من أهم وأجمل الوجهات السياحية في لبنان، فهي تتميز بعنفوانها وارتفاعها، وتعد معلماً سياحياً طبيعياً يطل على واجهة لبنان البحرية، وهي أول ما يشاهده الزائر أو السائح في الطائرة قبل نزوله بدقائق على أرض "مطار رفيق الحريري الدولي" في العاصمة بيروت. ويقطن الصخرة صيفاً وشتاء أعداد هائلة من الطيور كالنورس واليمام، وتحتوي على أعشاب خضراء وحشرات صغيرة تقتات منها الطيور، كما يصعب على الزائر الصعود إليها والاكتفاء بمشاهدتها من على الأرصفة المجاورة، وتمكن روعتها بمشاهدتها عن بعد خاصة وقت غروب الشمس. وصخرة الروشة عبارة عن صخرتين كبيرتين وسط البحر الأبيض المتوسط وقريبة من شاطئ منطقة الروشة في بحر بيروت الغربي، وتتكون من كتلة صخرية كبيرة هائلة مجوفة في الوسط وتبلغ قمة الصخرة ما يقارب الـ 70 مترًا ومتوسط ارتفاع 25 مترًا، وفي الاتجاه المقابل توجد صخرة مدببة مرتفعة متأثرة بعوامل التعرية الجوفية. وقد عثر علماء الآثار في الصخرة على الصوان وأدوات أساسية تم عرضها في المتحف الأثري بالجامعة الأميركية في بيروت، والتي تدل على انه قد سكنها الانسان قديما. ويفترض بعض علماء الجيولوجيا أن صخرة الروشة ظهرت بسبب عدة زلازل قوية ضربت بحر بيروت الغربي في القرن الثالث عشر الميلادي، ما أدى إلى القضاء على العديد من الجزر المأهولة في ذلك الوقت وظهر في محلها صخور كثيرة منها صخرة الروشة وهي تكوينات طبيعية ضخمة، وتبرز مثل الحراس في البحر. ويتمتع الناس بالمشي والركض على الرصيف قبالة شاطئ البحر، كما يوجد بها عدد من المطاعم والمقاهي التي تقدم المأكولات المحلية والأجنبية ومجموعة متنوعة من الوجبات الخفيفة والسريعة اضافة الى وجود عدد من الفنادق من خلالها يمكن رؤية الصخرة من نوافذها. وقد شكلت الصخرة ميدانًا تنافسيًا للسباحين الماهرين الذين يتنافسون على تسجيل الأرقام القياسية في قفزهم من أعلى نقطة منها، حيث تحدى أحد الشبان اعاقته وهو مصاب بشلل نصفي وتسلقها بمعاونة الجيش اللبناني. ويتمتع الزائر عند زيارته لصخرة الروشة بركوب القوارب بجانب الصخرة لروعة مظهرها وارتفاعها من على البحر. ويستقطب شاطئ الصخرة العوائل والمحبين الذين ينشدون الاستجمام والترويح عن النفس بأقل كلفة ممكنة، وقد قامت وزارة السياحة اللبنانية بإنارة محيط صخرة الروشة لتصبح فرجة للسياح عند التقاط الزوار صوراً لهم مع الصخرة ساعة مغيب الشمس.