الشارقة ـ العُمانية: يكتسب كتاب (مانديلا والجنرال) أهمية خاصة، نابعة من تجربة مؤلفه (جون كارلين)، الذي عمل مراسلًا لتغطية الأخبار في جنوب إفريقيا بين عامي 1989 و1995، في فترة تاريخية أتيح له خلالها التعرف على تجربة مانديلا، منذ إطلاق سراحه من السجن حتى انتخابه أولَ رئيس لجنوب إفريقيا بعد إلغاء نظام الفصل العنصري.وعبر تعاون فني مع الرسام الإسباني (أوريول مالي)، جسّد (كارلين) في هذا العمل الصادر عن دار (كومكس)، مسيرة الانتقال الصعبة، من دولة إفريقية تحكمها أقلية أوروبية بقبضة حديدية، إلى نظام ديمقراطي يحقق المساواة لجميع الأعراق اعتمادًا على المقابلات الصحفية، ليس مع (مانديلا) وحده، وإنما مع شخصية أخرى لا تقل محورية في هذا الصراع، وهو الجنرال المتقاعد (كونستان فيلجوين)، الذي تدرج في المناصب العسكرية حتى توليه قيادة قوات الردع الجنوب إفريقية حتى عام 1985.وعلى خلاف الكتب الأخرى التي تناولت سيرة حياة (مانديلا) ونضاله، استندت الحبكة التي اختارها الكاتب إلى وجهة نظر أعداء الزعيم الإفريقي السابقين، عبر مقابلة أجراها مع الجنرال (فيلجوين) اعتمدت على تقنية (الفلاش باك) لاستعادة سيرته. وبينما كانت الحكومة تتعرض لضغوط خارجية شديدة، وجد (فيلجوين) نفسه أمام معضلة أخلاقية، انتهت بمرحلة تغيّر جذرية، أسهم فيها شقيقه التوأم (برام فيلوجين)، الذي وإن بدا نسخة مطابقةً له، إلا أنه امتلك وعيًا إنسانيًّا أعمق، جعله في ذروة الأحداث يرتب للقاء بين (فيلوجين) و(مانديلا) بعد إطلاق سراحه، أملًا في تغيير النظام من دون دفع جنوب إفريقيا إلى هاوية الحرب الأهلية.يشار إلى أن العالم يحتفل في 18 يوليو بذكرى (مانديلا)، إذ أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخَ مولده يومًا عالميًّا، اعترافًا بإسهاماته في الكفاح من أجل الحرية والمساواة بين البشر، وترويج ثقافة السلام في أنحاء العالم.