البيان العماني الجزائري المشترك: القائدان يعبران عن استهجانهما واستنكارهما الشديدين
لحرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال «الإسرائيلي»
مسقط ـ العُمانيَّة: ثمَّن حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ وأخوه فخامةُ الرئيس عبد المجيد تبون رئيسُ الجمهوريَّة الجزائريَّة الدّيمقراطيَّة الشَّعبيَّة إنشاء «الصندوق الجزائري العُماني للاستثمار» باعتباره أداة لتمويل الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين والرفع من حجمها وضمان تنوعها وتوسعها لكافة المجالات.
وقد نصَّ البيانُ المشترك الصادر بمناسبة زيارةِ «دولةٍ» لحضرةِ صاحبِ الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم - حفظهُ اللهُ ورعاهُ - إلى الجمهوريَّة الجزائريَّة الديمقراطيَّة الشَّعبيَّة يومي 4 و5 مايو 2025م على الآتي:
تلبيةً لدعوة كريمة من فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهوريَّة الجزائريَّة الدّيمقراطيَّة الشَّعبيَّة قام حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق سُلطان عُمان، بزيارةِ «دولةٍ» إلى الجزائر، يومي 4 و5 مايو مرفوقًا بوفدٍ رفيع المستوى.
وفي مستهل الزيارة، رحَّب فخامة الرئيس عبد المجيد تبون بأخيه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم مشيدًا بهذا اللقاء المتجدد الذي يعكس علاقات الأخوَّة والتعاون وروح التضامن التي تجمع الشَّعبين الشقيقين الجزائري والعُماني.
ومن جانبه، عبَّر حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق عن سعادته بزيارة الجزائر وعن شكره لحفاوة الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق له، منوِّهًا عاليًا بالعلاقات الوطيدة التي تجمع الشَّعبين الشقيقين الجزائري والعُماني، وما يُميزها من روابط تاريخيَّة وثقافيَّة وتضامنيَّة ومصير مشترك. وفي جوٍّ سادته روح الأخوَّة والتوافق والانسجام، أجرى قائدا البلدين محادثات معمَّقة وبنَّاءة على انفراد تناولت العلاقات الثنائيَّة وسُبل تعزيزها في مختلف المجالات، وكذا التشاور حول القضايا الإقليميَّة والدوليَّة ذات الاهتمام المشترك، كما ترأسا اللقاء الموسَّع الذي جمع وفدي البلدين. وقد أشاد الجانبان بالمسار الذي قطعته هذه العلاقات في السنوات الأخيرة والتي تعززت بعد زيارة «دولةٍ» التي قام بها فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهوريَّة الجزائريَّة الدّيمقراطيَّة الشَّعبيَّة إلى مسقط في الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2024، وانعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة بالجزائر يومي 11 و12 يونيو 2024. كما نوَّه الجانبان بالخطوات التي قام بها الطرفان تنفيذًا لمخرجات زيارة فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهوريَّة الجزائريَّة الدّيمقراطيَّة الشَّعبيَّة ولما تمَّ الاتفاق عليه خلال الدورة الثامنة للجنة المشتركة. وأكَّد قائدا البلدين على مواصلة العمل على تعزيز علاقات التعاون والشراكة والارتقاء بها إلى آفاق رحبة تعكس الإرادة التي تحذوهما، وبما يتوافق والإمكانيات التي يزخر بها البلدان.
ففي مجال الاستثمار عبَّر الجانبان عن تشجيعهما للمشاريع الاستثماريَّة المشتركة للقطاعين العام والخاص، والتي ستضاف إلى سجل الشراكة الناجحة في إنتاج المخصبات والأسمدة، والأمونياك واليوريا بالمنطقة الصناعيَّة بأرزيو، بقيمة 2.4 مليار دولار. كما أشادا، في هذا الصدد، بالاتصالات الجارية لتجسيد مشاريع في مجال صناعة السيارات والطاقة والأدوية وغيرها، وطالَبا بالتعجيل بتجسيدها وضرورة استكشاف مجالات أخرى للشراكة والتعاون وتبادل المنافع والمصالح بين البلدين الشقيقين. وثمَّن الجانبان إنشاء «الصندوق الجزائري العُماني للاستثمار» باعتباره أداة لتمويل الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين والرفع من حجمها وضمان تنوعها وتوسعها لكافة المجالات.
وبخصوص المبادلات التجاريَّة أسدى القائدان توجيهاتهما السَّامية لتكثيف الجهود المشتركة من أجل الرفع من حجمها وتطويرها واستغلال القدرات الاقتصاديَّة والتجاريَّة المتوافرة لدى البلدين. ونوَّها في هذا السياق، بمخرجات ندوة رجال الأعمال المنعقدة بالجزائر بتاريخ 11 يونيو 2024، والتي حضرها رجال الأعمال والشركات من البلدين. ونوَّها باختيار سلطنة عُمان ضيف شرف النسخة الـ56 في مَعرِض الجزائر الدولي الذي سينظم من 23 إلى 28 يونيو 2025، وباختيار الجزائر ضيف شرف النسخة السابعة في مَعرِض عُمان للزراعة والثروة السمكيَّة والغذاء (Oman Agrofood ) التي ستنظم في الفترة من 1 وإلى 3 ديسمبر 2025. كما رحَّب الجانبان بالتوقيع على مذكّرات تفاهم وبرامج تنفيذيَّة للتعاون في مجال العدل والشؤون القانونيَّة والاستثمار والزراعة والثروة السمكيَّة والصناعة الصيدلانيَّة والطاقة والمنجم والعمل والتشغيل. كما أشاد القائدان بعمق الروابط الإنسانيَّة التاريخيَّة والثقافيَّة التي تجمع الشَّعبين الشقيقين، وبالدور المتميز الذي تضطلع به الجاليَّة الجزائريَّة في سلطنة عُمان ودورها في تعزيز العلاقات الثنائيَّة. وفيما يتعلق بالقضايا التي تهم البلدين الشقيقين على الساحتين الإقليميَّة والدوليَّة، تبادل القائدان وجهات نظرهما حول مستجداتها، مؤكّديْن على حرصهما على العمل على تنسيق مواقف بلديهما حول هذه القضايا، بما يتماشى ومبادئ سياستهما الخارجيَّة، وبما يخدم مصالحهما ومصالح الأمَّتين العربيَّة والإسلاميَّة ويُعزز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وفيما يخصُّ الأوضاع في العالم العربي، أكَّد القائدان ضرورة مواصلة العمل بالتنسيق مع أشقائهم العرب سواءً على المستوى الثنائي أو ضمن إطار جامعة الدول العربيَّة لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ولمواجهة التهديدات والتحدِّيات المتعددة التي تهدد أمنها واستقرارها. كما تطرَّق القائدان إلى الأوضاع المأساويَّة في فلسطين، وعبَّرا عن استهجانهما واستنكارهما الشديدين لحرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها سُلطات الاحتلال «الإسرائيلي» ضد الشَّعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وما خلَّفته من مآسٍ غير مسبوقة فضلًا عن الدمار المروع الذي طال البنية الأساسيَّة الحياتيَّة من مستشفيات ومدارس ودُور العبادة في القطاع، وطالَبا المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن للاطلاع بمسؤولياته لوقف فوري للحرب على غزَّة وإيجاد تسوية شاملة وعادلة للقضيَّة الفلسطينيَّة على أساس قرارات الشرعيَّة الدوليَّة ذات الصلة ومبدأ حل الدولتين، بما يكفل للشَّعب الفلسطيني حقَّه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس. وقد أشاد الجانب العُماني بالمساعي الحثيثة والجهود المكثفة التي تقوم بها الجزائر دفاعًا عن القضيَّة الفلسطينيَّة في مجلس الأمن باعتبارها عضوًا فيه ممثلًا عن المجموعة العربيَّة. ونوَّه الجانب الجزائري بالدَّور البنَّاء الذي تضطلع به سلطنة عُمان للتوسط بين الولايات المتحدة الأميركيَّة والجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة، مشيدًا بالنهج الذي تتبناه الدبلوماسيَّة العُمانيَّة في حلّ الخلافات بالطرق السلميَّة والحوار والاحتكام إلى الحكمة لفض النزاعات الإقليميَّة والدوليَّة.
وفي ختام الزيارة أعرب حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم عن شكره وامتنانه لما لقيه والوفد المرافق من حُسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنيًا لأخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهوريَّة الجزائريَّة الديمقراطيَّة الشَّعبيَّة دوام الصحة والعافية، وللجزائر المزيد من التقدم والازدهار.