دعت حكومة سلطنة عُمان دوَل العالَم لترجمة خطَّة التنمية المستدامة التي أطلقتها الدوَل الأعضاء في الأُمم المُتَّحدة، والتي يطلق عليها خطَّة التنمية المستدامة «2030»، والتي تتضمنها رؤية عُمان 2040 الطموحة، والهادفة إلى إحداث نقلة نوعيَّة في مَسيرتها التنمويَّة، التي تنطلق من أُسُس راسخة تتوافق مع الأبعاد الاجتماعيَّة والقِيميَّة التي تحملها البلاد في مساعيها نَحْوَ بناء منظومة اقتصاديَّة واجتماعيَّة بنَّاءة تُحقِّق الفارق المَرجوَّ في المستقبل القريب، الهادف إلى تحقيق التنويع الاقتصاديِّ المأمول، الذي يقضي على الفقر والجوع، وبناء منظومة صحيَّة جيِّدة، والحرص على تحقيق الرفاهيَّة للمواطنين العُمانيين، عَبْرَ استخدام منظومة تعليميَّة جيِّدة، وتحقيق المساواة بَيْنَ الجنسَيْنِ، وتوفير المياه النَّظيفة، والطَّاقة النَّظيفة بأسعار معقولة، والعمل اللائق والنُّمو الاقتصاديِّ، والابتكار الصناعيِّ، وإقامة منظومة من البنية الأساسيَّة في المُدُن والمُجتمعات المستدامة. ومن هذا المنطلق، أكَّدت السَّلطنة أنَّ رؤيتها المستقبليَّة «عُمان 2040» وأهداف «التنمية المستدامة 2030» تحظى باهتمام بالغ من لدُن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ــ حفظه الله ورعاه ــ وتعكس القِيَم الرَّاسخة في المُجتمع العُمانيِّ التي ترتكز على مبادئ السَّلام والتَّعايش والاستدامة والمساواة والعدالة وإشراك المُجتمع، حيث تُولِي سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا لتحقيق الأجندة الأُمميَّة وذلك منذُ المصادقة عليها في سبتمبر من عام 2015م، من خلال إدماج أهداف التنمية المستدامة 2030 مع الأولويَّات والأهداف الوطنيَّة للرؤية المستقبليَّة «عُمان 2040». وجاء إبراز تلك الأهداف في كلمة السَّلطنة في المنتدى السِّياسيِّ الرفيع المستوى المعنيِّ بالتنمية المستدامة، والمنعقد برعاية المجلس الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ للأُمم المُتَّحدة في نيويورك.إنَّ الجهود العُمانيَّة لتحقيق تلك الأهداف تأتي عَبْرَ عزم السَّلطنة وفق الرؤية السَّامية لجلالة القائد المُفدَّى، للوصول نَحْوَ الحياد الصفريِّ الكربونيِّ بحلول عام 2050م، حيث تركِّز خطط سلطنة عُمان على مشاريع الطَّاقة المُتجدِّدة لإنتاج الهيدروجين والهيدروجين الأخضر كأحد بدائل الطَّاقة المُتجدِّدة، وهناك توجُّه لجعل سلطنة عُمان مركزًا عالميًّا لإنتاج الهيدروجين، إلى جانب التَّأكيد على جاهزيَّة البلاد للتحوُّل لعصر المعرفة والابتكار والصناعة وتطوير البنية الأساسيَّة لإنشاء مُدُن ومُجتمعات محليَّة مستدامة وذلك من خلال النِّظام الأساسيِّ للدولة، كما تؤكِّد السَّلطنة أنَّ التعليم حقٌّ لكُلِّ مواطن، وتشجِّع على إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات الخاصَّة والأهليَّة وذلك وفق الأنظمة والقوانين مع المحافظة على جودة التعليم، وأنَّ القَبول للتعليم العالي فيها متاحٌ للجميع على قَدَم المساواة وعلى أساس الكفاءة والجدارة.وتأتي حُريَّة البحث العلميِّ والإبداع الفكريِّ مكفولة، والدولة حريصة على تشجيع ورعاية الباحثين، والمبتكِرين، والمُبدعِين والنُّهوض بالفنون والآداب، وحماية وصيانة التراث الوطنيِّ المادِّيِّ وغير المادِّيِّ وترميمه كواجب وطنيٍّ تحرص الدولة عليه، كما تؤكِّد أنَّ الاعتداء على التراث الوطنيِّ العُمانيِّ أو الاتجار غير المشروع فيه يُعدُّ جريمة يعاقب عليها القانون، وأنَّ سلطنة عُمان حريصة على الوفاء بكافَّة التزاماتها الدوليَّة والإقليميَّة تجاه المنظَّمات المختلفة والدوَل الصَّديقة والشَّقيقة من خلال تنفيذ كافَّة الاتفاقيَّات التي صادقت عليها مع تلك المنظَّمات مع كافَّة دوَل العالَم. |