[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم يكشف نتنياهو عن جديد في تأثير إسرائيل على الولايات المتحدة، لكن الذي ينكشف دائما ذلك الخبل لهذا الكونجرس الاميركي الذي يصفق لنتيناهو وقوفا وقعودا، متنبها او سارحا لايهم، هنالك دائما ميكانيكية في التصفيق لاعلاقة لها بما يقال، ثم هي الجبرية في ان تحرك يديك، أمر من عل، او ربما مراقبة من بعض من يحبون كتابة التقارير في نهاية المشهد.
من المؤكد ان نتنياهو لم يمتع احدا في اميركا سوى الخائفين على مصالحهم امام اللوبي اليهودي. هذا العالم الذي قليلا ما يتطلع حواليه لأنه غارق في تبعياته الى حد نكران الذات، باع شخصه تماما، وهرع ليقول الموافقة على كل شيء.. اجل كل شيء هو اللاشيء في النهاية من عبيد حشدوا أنفسهم بالتفاهم مع هذا الصهيوني الوقح الذي قال ولم يقل سوى الكلام المبيت في قاموسه، وهو ايران التي لم تسمعه ولا سمعه العرب، وكل ما في الأمر انه وضع نفسه امام مسؤولية كبرى حين أصر على العمل منفردا اذا لم تقم الولايات المتحدة بدورها في منع النووي الإيراني.
لكن اميركا ستعطي الايراني لأنها تريد ان تأخذ، ليس هنالك منح مجانية، ولا يقوم العالم على الصدقات، منذ عصر لم تتفتح فيه معرفة الاستفادة كانت المصلحة. ماقاله نتنياهو مجرد كلام للنسيان ساعة الانتهاء منه، اما على الطرف الآخر، فقد كان اللقاء بين وزيري الخارجية الاميركي والايراني في ذروته. تم افهام الصهيوني ان كلامه لن يخرج من الكونجرس، بل سيقبر هناك وليس التصفيق المتكرر الا من اجل اضفاء نوع من الموسيقى على لحظات النسيان.
ومع ذلك، سمحت اكبر دولة في العالم وعبر مؤسستها المهمة كل عناصر التحدي الذي مارسها صهيوني قادم لتخريب امكانيات دولة عظمى في ماتراه مناسبا لها وللعالم. لانقول ان الولايات المتحدة صارت امينة على مصالح البشر، بل لأنها باتت تعرف حدود المصلحة الايرانية من اجل عالمها النووي غير الضار للبشرية، اما الصهيوني فلسوف يقرأ في كل حين ليس مخاوفه، بل فرض شروط على دول ذات سيادة وقدرة وقوة إمكاينات علمية، ان تستجيب له.
لكن القافلة تسير، لكي لانقول إن الكلاب تنبح .. وسيد البيت الأبيض لم يستمع الى خطاب النسيان، واني واثق من ان مشاهدات الاميركيين كانت في واد مختلف، معدة الاميركي همه المقدس وكذلك جيبه ودولاره، وما تبقى فليتدمر العالم ولتفنى كل حجج الافكار، وليذهب نتنياهو الى الجحيم.
ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها هذا الصهيوني بهذه الطريقة المتغطرسة التي يحشد فيها مصفقيه من اجل الصورة التي لن تكتمل، ومثلما ذهبت طلاته الكونجرسية السابقة الى الارشيف، هاهي كلماته الجديدة جلابة للنسيان ومحطة لاعادة اكتشاف مواهب هذا الكونجرس التصفيقية التي يعرف نتنياهو انها كاذبة لكنه يحتاجها امام غياب البيت الابيض عنه، ولكي يسمع الحشد الانتخابي في إسرائيل ما يجب ان يفعله في صندوق الاقتراع بعد أيام.