لُقِّب بهذا اللقب صحابي جليل من قدماء الصحابة وكبارهم، ذكر الواقدي عن موسى بن مُحَمَّد عن أبيه عن عمير مولى آبي اللحم قَالَ:(كان أبي اللحم من غفار، له شرف. واختلف في اسمه فقال خليفة بن خياط: اسمه عَبْد الله بن عَبْد الملك، وقال الهيثم بن عدي: اسمه خلف بن عبد الملك، وقال غيرهما: اسمه الحويرث بن عَبْد الله بن خلف بن مالك بن عَبْد الله بن حارثة بن مليل الغفاري. من غفار. وقيل: اسمه عَبْد الله بن عَبْد الله بن مالك، ولا خلاف أنه من غفار)(الاستيعاب في معرفة الأصحاب 1/‏‏ 135)، و(قيل اسمه: الحويرث بن أجمع عبد الله الغفاري) (شرح أبي داود للعيني 5/‏‏ 14)، وروى صاحب (نزهة الألباب في الألقاب 1/‏‏ 52): (أنَّه صَحَابِيّ اسْمه عبد الله، وَقيل: خلف، وَقيل: الْحُوَيْرِث، ويكنَّى أَبَا عبد الله، وَقد غلط من ذكره فِي الكُنى وظنها أَدَاة كنية).
ـ سبب تلقيبه بهذا اللقب:
جاء في (شرح أبي داود للعيني 5/‏‏ 14): قيل له آبي اللحم ـ بمد الهمزة ـ اسم فاعل من أبى بمعنى امتنع، لأنه كان لا يأكل اللحم. وقيل: لا يأكل ما ذبح على النصب. وقيل: إن هذا اسم لبطن من بني ليث بن غفار)، ويقول السيوطي في (شرح سنن ابن ماجه، ص: 205):(أبي اللَّحْم هُوَ اسْم فَاعل من أبى يأبى لقب بذلك، لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَأْكُل لَحْمًا مُطلقًا أَو لحم مَا ذبح للأصنام)، وفي كتاب (التحبير لإيضاح معاني التيسير 3/‏‏ 116): (وفي “سنن أبي داود”: قال أبو داود: قال أبو عبيد: كان حرّم اللحم على نفسه، فسمي آبي اللحم. وقيل: آبه اللحم أو آبة اللحم، وقيل: آبي اللحم).
ـ تصحيح لا بُدَّ منه:
يجدر بالذكر أن صاحب (الإصابة في تمييز الصحابة 7/‏‏ 25) يقول:(إن ابن عبد البرّ ذكره في الكنى في حرف الهمزة قبل ترجمة أبي الأعور وبعد ترجمة أبي أحمد بن جحش، وقال ما نَصُّه: تقدم ذكره في العبادلة، وليست هذه بكنية له، ولكنها صارت له كالكنية. وقال أيضًا: رأيت حاشية على الاستيعاب بخط ابن دحية فيما أظن ما نَصُّه: يا ليت شعري؛ إذا علم أنها ليست كنية، فلم أدخله في الكنى، ولم قال: إنها صارت له كالكنية، ولم يقل إنها صارت له كاللقب؟ اللَّهمَّ إلا أن يظن أن من رأى الألف والياء والباء يظن أنها كنية، فيشتبه عنده بالكنية في حالة الخفض، فناهيك جهلًا ترتفع عنه رتبة البادي في العلم فضلًا عن هذا الشيخ).. انتهى، وقد سبق أبا عمر إلى جعلها كنية التّرمذي في الجزء الصغير الذي له في الصحابة؛ فقال في الكُنى منه:(أبو اللحم له صحبة، وكذا صنع الحافظ أبو أحمد الحاكم في الكنى في الأفراد من حرف الهمزة؛ ووقع لابن مندة فيه وهم آخر؛ وكلّ ذلك خطأ).

محمود عدلي الشريف
[email protected]