لُقّب بهذا اللقب الصحابي الجليل: أبو رهم كلثوم بن الحصين الغفاري ـ رضي الله عنه ـ صحابي مشهور، اسمه:(كلثوم بن الحصين بْن خلف بْن عُبَيْد بن معشر بْن زَيْد بْن أحيمس بْن غفار بْن مليك بْن ضمرة بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ،وهو مشهور بلقبه هذا وبكنيته أيضًا، وقد أسلم بعد قدوم رَسُول اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ المدينة، ولم يشهد بدرًا وشهد أُحدًا) كذا في (الطبقات الكبرى، ط: العلمية 4/‏ 184).
ـ سبب تلقيبه بـ(المنحور):
(لم يشهد بدرًا، وشهد رضي الله عنه أحدًا، وكان قَدْ رمي يَوْم أحد بسهم فِي نحره، فجاء إِلَى النَّبِيّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فبصق فِيهِ، فبرأ، ولهذا كان أَبُو رهم يسمى “المنحور”)(أسد الغابة، ط: العلمية 4/‏ 466).
ـ مما أُثر عنه: أسلم أبو رهم ـ رضي الله عنه ـ بعد قدوم النبي (صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ) المدينة، ولم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا، وفيها سُمّي (المنحور)، وكان ممن شهد بيعة الرضوان وبايع تحت الشجرة، ففي (الطبقات الكبرى، ط: العلمية 4/‏ 184): (عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ أَسُوقُ الْهَدْيَ وَأَرْكَبُ عَلَى الْبُدْنِ فِي عَمْرَةِ الْقَضِيَّةِ.قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَسِيرُ مِنَ الطَّائِفِ إِلَى الْجِعْرَانَةِ وَأَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ إِلَى جَنْبِ رَسُول اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ لَهُ غَلِيظَتَانِ، إِذْ زَحَمَتْ نَاقَتُهُ نَاقَةَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال أَبُو رُهْمٍ، فَوَقَعَ حَرْفُ نَعْلِي عَلَى سَاقِهِ فأوجعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوجعتني أخر رجلك، وَقَرَعَ رِجْلِي بِالسَّوْطِ، قَالَ فَأَخَذَنِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِي وَمَا تَأَخَّرَ وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ لَعَظِيمِ مَا صَنَعْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا بِالْجِعْرَانَةِ خَرَجْتُ أَرْعَى الظُّهْرَ وَمَا هُوَ يَوْمِي فرقا أن يأتي للنبيرَسُولٌ يَطْلُبُنِي، فَلَمَّا رَوَّحْتُ الرِّكَابَ سَأَلْتُ فَقَالُوا: طَلَبَكَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـفَقُلْتُ: إِحْدَاهُنَّ وَاللَّهِ. فَجِئْتُهُ وَأَنَا أَتَرَقَّبُ فَقَالَ:إِنَّكَ أَوْجَعَتْنِي بِرِجْلِكَ فَقَرَعْتُكَ بِالسَّوْطِ وَأَوْجَعْتُكَ فَخُذْ هَذِهِ الْغَنَمَ عِوَضًا مِنْ ضَرْبَتِي، قَالَ أَبُو رُهْمٍ: فَرِضَاهُ عَنِّي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا،قَالَ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَبَا رُهْمٍ حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى تَبُوكَ إِلَى قَوْمِهِ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ وَأَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَهُمْ بِبِلادِهِمْ، فَأَتَاهُمْ إِلَى مجالهم فشهد تبوك منهم جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو رُهْمٍ مَعَ النَّبِيّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بالمدينةيَغْزُو مَعَهُ إِذَا غَزَا، وَكَانَ لَهُ مَنْزِلٌ بِبَنِي غِفَارٍ، وَكَانَ أَكْثَرُ ذَلِكَ يَنْزِلُ الصَّفْرَاءَ وَغَيْقَةَ وَمَا وَالاهَا، وَهِيَ أَرْضُ كِنَانَةَ).


محمود عدلي الشريف
[email protected]