تحمّل الديانة (اليهودية) المرأة كل شر يحدث في العالم، فقد جعلوها السبب في خروج آدم (عليه السلام) من الجنة؛ وبالتالي فهي المسئولة عن الخطيئة البشرية الأولى وما ترتب عليها من خطايا.والأدهى من ذلك أن المرأة في (اليهودية) كانت تعتبر سلعة تُبَاع وَتُشْتَرى! وهذا موجود حتى في نصوصهم المقدسة، كما في سفر الخروج:(وإذا باع رجل ابنته أمة، لا تخرج كما يخرج العبيد) (خروج، 21: 7).ومن أول يوم تأتي فيه الأنثى للدنيا تلقى تفرقة عنصرية بغيضة؛ إذ تعتقد اليهوديّة أنّ النجاسة المترتبة على ولادة الأنثى ضعف نجاسة ولادة الذكر! كما في سفر لاويين:(إذا حبلت امرأة وولدت ذكرًا تكون نجسة سبعة أيام.. ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يومًا في دم تطهيرها.. وإن ولدت أنثى، تكون نجسة أسبوعين.. ثم تقيم ستة وستين يومًا في دم تطهيرها) (لاويين، 12: 1 –5).ولقد وصفت المرأة بأبشع الأوصاف؛ حيث صنفت في العهد القديم على أنها (شباك، وقلبها شراك، ويدها قيود) (الجامعة، 7: 26).فتعجب معي لهذه الأوصاف التي تحمل المرأة مسؤولية كل المصائب التي تقع في الكون.ويمكن تلخيص مكانة المرأة في اليهوديّة بذِكْر ما قاله ويليام باركلي:)كان مقام المرأة رسميًا مُتدنيًا جدًّا. لم تكن المرأة تُعدّ كبشر في الشريعة اليهودية، وإنّما كانت تُعَدّ شيئًا.كانت تحت سلطان أبيها أو زوجها. كانت ممنوعة من تعلّم الشريعة، وكان يعدّ تعليم المرأة الشريعة كإلقاء اللؤلؤ إلى الخنزير(، وفي مرحلة العادة الشهرية، تكون فيها نجسة منجسة لكل ما حولها، سواء كان أثاثًا أو ثيابًا أو متاعًا أو حتى من البشر، فمن يلمسها أو حتى يلمس فراشها أو متاعها يكون نجسًا إلى المساء، وعليه عندئذٍ أن يغسل ثيابه ويستحم ليخرج من هذه النجاسة؛ بل إنهم يعمدون لكسر الآنية الخزفية التي يصدف أن تلامسها الحائض، ولتخرج من هذه النجاسة عليها أن تعيش منعزلة عن العالم المدة المعتبرة عندهم للحيض، وهي سبعة أيام، تندب خلالها حظها العاثر الذي جعلها امرأة، ثم تغتسل وتتقدم بـ(دجاجتين أو فرخي حمام)، إحداهما ذبيحة الخطيئة والأخرى محرقة (قربانًا) ليكفر عنها!..وأما في الزواج فالزواج بالنسبة لها يفقدها ما تبقى لديها من كرامة، ويحولها إلى مجرد أمة مملوكة لهذا الزوج، فلا يحق لها الاعتراض أو الامتناع عن تنفيذ أوامر زوجها، وإذا ما لاح منها أي تقصير فالويل لها؛ تفقد حقوقها المبخوسة؛ وتطرد من بيتها شر طرد ـ وتجد نفسها بين يوم وليلة ـ طريحة الشارع لا حول لها ولا قوة! كما جاء في (سفر التثنية الإصحاح: 24، الآية الأولى):(إذا لم تكن الزوجة لدى زوجها موقع القبول والرضا، وظهر منها ما يشينها، فإنه يكتب إليها ورقة طلاقها ويخرجها من منزله).وهكذا جعلت اليهودية المرأة المتزوجة خادمة مجدة مثابرة، لا تكل ولا تمل، تؤدي الأعمال المنزلية.. وغيرها وكأنها آلة وليست روحًا!، وتنظر اليهودية بكثير من التشكك في القدرة العقلية للمرأة، ومن ثَمَّ تتجه إلى الحجر على تصرفاتها المادية؛ فمنهم من يحرم عليها الميراث عمومًا مادام للميت نسل من الذكور، كما ساوتها الوصايا العشر بالبهائم، فهي توازي الحمار والثور وكذا بالعبد والأمة؛ فقد جاء في سفر الخروج الإصحاح العشرين منه: (لا تشته امرأة قريبك، ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئًا مما لقريبك) (خروج 20: 17)، في حين نجد التلمود يقول:(يجب على الرجل ألا يمر بين امرأتين، أو كلبين أو خنزيرين، كما لا يجب أن يسمح رجلان لامرأة أو كلب أو خنزير بالمرور بينهما).* محمد عبد الحليم القاضيإمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية