كتبت ـ ليلى الرجيبية:
■ ■ واصلت أسعار الذهب في أسواق السلطنة ارتفاعها حيث بلغ سعر الجرام عيار 21 يوم أمس 21 ريالا و200 بيسة، وعيار 22 بسعر 22 ريالا و200 بيسة، وعيار 18 بسعر 18 ريالا و200 بيسة. ■ ■
وبحسب عدد من تجار الذهب في السلطنة فإن هذا الارتفاع يعود لتحسن اسعار النفط و الغزو الروسي لاوكرانيا، مؤكدين أن أقل معدل لتسعيرة الذهب منذ اندلاع الحرب الروسية سجل 21 ريالا عمانيا و 800 بيسة، وقد وصل أعلى سعر للبيع 23 ريالا عمانيا وكانت التوقعات تشير الى هذا التذبذب منذ العام 2021 حسب توقعات خبراء ومختصين لتداولات أسعار الذهب في هذا الجانب بالاضافة الى الكشف عن نسبة البيع من ممتلكات الذهب خلال الأشهر الماضية ومقارنتها بالشهر الجاري، مؤكدين بأن هناك اقبالا كبيرا من المستهلكين للبيع خلال هذه الفترة.

وقالوا: تتنوع عمليات الشراء والبيع بين المستهلكين لديهم فمنهم من يجدها الفرصة التي لا تعوض للبيع وكسب المال ومنها من يعدها الخسارة الكبيرة للشراء وبخاصة للمقبلين على الزواج بالرغم من ان السنوات الماضية كان الذهب والأوقية الذخر الذي يستند اليه الجميع خوفا من أيام غير متوقعة !! وهذه الأيام بالفعل جاءت بها جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا، فقد وصل العديد من المهتمين في اقتناء المجوهرات والسبائك الذهبية الى وعي تام أن الذهب حاله من حال النفط وغيرها من المعادن الثمنية القابلة للارتفاع والانخفاض.

وقال سليمان بن محمد السليماني (تاجر ذهب سابق، ومهتم باسعار الذهب): السوق يتفاوت بين فترة وأخرى ففي مواسم الأعراس وعندما ينزل سعر الذهب تلقائيا السوق ينشط كثيرا وعند ارتفاع السعر يسير في المنحنى الأصعب وبشكل عام فإن السنوات الخمس الماضية شهدت انخفاض في سوق الذهب بشكل كبير، وشهد خلالها فترات نشط في ارتفاع السعر ولكنه لم يتعد الشهرين ليعاود الإنخفاض مرة أخرى.

وأضاف: سابقا كانت أسعار الذهب مناسبة والقدرة الشرائية ممتازة، ومنذ العام 2018 انخفضت العملية الشرائية بشكل تدريجي بالإضافة الى ما تم تسجيله من انخفاض حاد في العام 2019م، وبسبب تأثر كوفيد 19 في عامي 2020 و2021 بقي السعر على ما هو عليه ووصل سعر الجرام الى 22 ريالا عمانيا و800 بيسة لعيار 21 وهو حاجز لم يكسر ولأول مرة يصل الى هذا السعر وذلك بسبب انخفاض عدد الأعراس في السلطنة وقلة الطلب الشرائي بسوق الذهب اضافة الى ذلك ارتفاع سعر الذهب جعل من المشتري يقنن بشكل كبير في المقتنيات الذهبية. وفي هذا العام وبسبب الاوضاع العالمية من الحرب الروسية على أوكرانيا لا يزال الذهب بدون تعافي بسبب قلة عدد المشترين وتكاد تكون نسبة الشراء ضعيفة جدا مقارنة بالاعوام السابقة.

وتابع السليماني: الكثير من محلات بيع الذهب تعتمد نظام الاستبدال في الذهب ويتم ذلك بتسليم المال ومن ثم القيمة، ولكن رغبة تجار الذهب في الاستبدال تكون بسبب التذبذب في الصعود والنزول لقيمة الذهب مما يتسبب في خسارة كبيرة للتاجر اذا أبقى لديه النقد بمعنى اذا باع بـ 20 ريالا عمانيا ومن ثم ارتفع الذهب الى 20 ريالا و500 بيسة فعندما يشتري برأس المال سوف يخسر في سعر الجرام وتاجر الذهب لديه عملية تدوير في البيع والشراء لذلك يسعى لشراء الذهب او سبائك الذهب خوفا من ارتفاع سعره.

وتابع حديثه قائلا: من الصعب جدا التأويل في اسعار الذهب للمستقبل ولكن هناك الكثير من المحللين ولديهم القدرة في التكهن لمستقبل الذهب في الصعود والهبوط ولكن تبقى قراءات تقديرية ولكنني لا استبعد أن يأتي هبوط حاد او ارتفاع حاد ففي العام 2004 حدثت نفس الاشكالية في اسعار الذهب فقد وصل سعر الجرام 3 ريالات عمانية في فترة حرب الخليج الثانية وارتفعت الى 4 ريالات عمانية واستمرت في الارتفاع الى 7 ريالات عمانية في 2007 ووصلت في العام 2011 إلى 21 ريالا و400 بيسة اي وصل الى الضعف ثم هبطت بعد سنوات الى 11 ريالا عمانيا.
من جهته قال زهير شوكت صاحب محل ذهب شوكت: منذ اندلاع الحرب الروسية واسعار الذهب متذبذبة بين الصعود والهبوط بدرجات ولكن هذه الاسعار لم تستقر اطلاقا فقد سبق الحرب كوفيد 19 وبالتالي فإن حركة سوق الذهب في السلطنة لم تعد الى الفترة الخصبة التي تعودنا عليها في السابق حتى خلال موسم الأعراس لم يعد الطلب كما في سابق عهده وبسبب الاوضاع الاقتصادية العالمية فمن المتوقع أن يصل الى أقل سعر خلال الفترة القادمة وبالنسبة للطلب من قبل المستهلكين فالغالب يقبلون على اقتناء ذهب عيار 21 وبالنسبة لحركة بيع المستهلك للذهب فقد سجلت ارتفاعا كبيرا خلال الشهرين الماضيين بسبب ارتفاع تسعيرة الذهب لذا فإن معدل الشراء أقل بكثير نسبيا.

بدوره قال محمد نويد صاحب محلات مجوهرات محمد : لاشك أن الارتفاع والانخفاض في البيع والشراء بالذهب مرتبط كثيرا بالاسعار العالمية للنفط بالاضافة الى الحروب وما شابه ذلك لذلك كنا متوقعين لكساد حركة السوق فتوالي الأحداث جاء تباعا من الاحوال الاقتصادية وكوفيد 19 والحرب الروسية على أوكرانيا لذا اتجه أغلب المستهلكين الى البيع والاكتفاء بالأموال النقدية في حين اتجه البعض الاخر إلى الاستبدال وهو ما ترحب به أغلب محلات الذهب في السلطنة حتى يكون السوق أكثر انتعاشا ولكن بشكل عام فإن تجار الذهب في السلطنة نظرتهم تتجه إلى استقرار الأسعار اليومية لأن التغيير في الأسعار لم يشهد الطفرة المتوقعة إلى اليوم وبالنسبة لأكثر المقبلين على شراء الذهب فئة ولجودة التصنيع كما يراها البعض فأكثر الاتجاه إلى اقتناء عيار 21 .

الاستبدال أفضل من البيع
وقالت تيمورة المحروقية (مستهلكة): ارتفاع اسعار الذهب مرتبط أولا بتأثيرات الحروب ومتى ما اندلعت الحروب في أي بقعة في العالم يسجل الذهب ارتفاعا كبيرا، وعندما يصل سعر النفط الى الأدنى مباشرة يرتفع سعر الذهب فالعلاقة الطردية ما بين الذهب والنفط هي من تحدد التسعيره بشكل عام ويتأثر، لذلك هذه التسعيرة متوقعة بأن تظل على ما هي عليه بسبب الحرب الروسية، ومن وجهة نظري كمستهلك فانني اتجه الى الاحتفاظ بما لدي من ذهب وأن لزم الأمر فاني اتجه الى البيع لانني سوف أخسر كثيرا في الجرام ولكن تظل تبديل القطع الذهبية وفق الشرع هي الأنسب للمستهلك لأن أغلب المحلات من الممكن الموافقة على بيع القطع الذهبية ولكن بسعر الجرام بدون نقصان اذا توافقت مع المحل بالشراء من محلهم.

موسم الأعراس يرفع الطلب
زهرة الشكيلية (مستهلكة) قالت: إن أكثر أنواع الذهب اقتناء هو عيار 21 كما ان حركة البيع لم تستقر من قبل المستهلك وانما الاتجاه في الاستبدال أفضل بكثير وفق الشرع ونتمنى أن تعود حركة سوق الذهب الى ما كانت عليه، فبسبب الأوضاع العالمية الراهنة لم يتمكن المستهلك في الشراء كما كان في السابق وبالتالي فإن الأضرار تلحق بتجار الذهب أيضا في كساد السوق كما أن الفترة الحالية هي فترة خصبة لطلب الذهب نظرا لموسم الأعراس لذلك لابد من ايجاد آلية معينة لعملية الشراء.

وقالت جوهرة بنت علي البحرية (مستهلكة): الذهب من المقتنيات الثمينة، وأنا ارتاد اسواق الذهب بين الفترة والأخرى ولكن لاحظت تغيرا كثيرا في الاسعار بسبب كورونا والحرب الروسية، فإلى اليوم السعر متذبذب وغير مستقر ما بين سعر الجرام 20 ريالا ويصل الى 21 ريالا عمانيا حيث توجد محلات قليلة تستبدل الذهب والأكثرية يرفضون فكرة الاستبدال لذلك يتجه المستهلكون الى البيع وبعض المحلات تستفيد من الاستبدال لكي يعاد تدويره، والجميع ينتظر استقرار الأسعار ليعود السوق إلى سابق عهده.بدورها قالت الدكتورة لطيفة البلوشية (مستهلكة): حاليا بما أن سعر الذهب مرتفع يفضل البيع لقصد المتاجرة وفي حالة انخفاضه يفضل الشراء سواء بقصد المتاجره او للاستخدام الشخصي في السوق العماني يقبل الزبون ويشتري عيار ٢١ وذلك لانه يسهل تشكيل الطرازات منه مقارنه بعيار ٢٢ وعيار ٢٤ وأيضا يتوفر عيار ٢٢ وهو افضل من عيار ٢١ وهناك علاقة بين مرونة الذهب والعيار فكلما زاد العيار زادت المرونة وصعب التشكيل بالنسبة للمحلات تفضل البيع وعادة يقوم التاجر بتخفيض ريالا عمانيا من سعر الجرام في حالة البيع وهنا يستفيد بينما في حالة الاستبدال يتم حساب سعر الجرام كسعر السوق وهنا تقل فائدة البائع ولا نعلم الى متى يستمر الحال في اسواق التداول ولكن الواضح ان الحكومات اتخذت من الذهب الملاذ الآمن في ظل التغير في سعر العملات والنفط ومن النظرة الحالية أجد أنه يفضل شراء الذهب اثناء هبوطه بقصد التصوغ أو المتاجرة.