فارس كريم:
إنّ علم القراءات هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقًا واختلافًا مع عزو كل وجه لناقله، وعدد القراءات (عشرة متواترة) وهي: قراءة نافع وابن كثير وابو عمرو وابن عامر والكوفيون وأبو جعفر ويعقوب وخلف العاشر وأربعة زائدة على العشرة وهي قراءة الحسن البصري، وقراءة الأعمش وقراءة اليزيدي وقراءة ابن محيصن وهناك قراءات أخرى يطلق عليها القراءات الشاذة.

أما أقسام القراءات فهي: القراءات المتواترة، وهي من رواها جماعه عن جماعة (قيل عشرون رجل) يمتنع تواطؤهم على الكذب وهي قراءة العشرة، والقراءات الأحادية المشهورة: وهي القراءة التي صح سنده ولم يبلغ حد التواتر ووافقت رسم المصحف ولو احتمالًا ووافقت وجها من العربية واشتهرت عند القراء بالقبول، ومثالها ما انفرد به بعض الرواة وبعض الكتب المعتبرة، نحو: قراءة هشام عن ابن عامر (أفئيدة) بياء بعد الهمز من قوله تعالى:(فاجعل أفئيدة من الناس تهوي إليهم) وقراءة قنبل عن ابن كثير (حسبته لجة وكشفت عن ساقيها) بهز الألف بعد السين ونحو:(فاستوى على سوقه) بهمز الواو وبوجه آخر بهمز الواو وزيادة واو بعدها، والقراءات المردودة: وهي التي خالفت ركن من أركان القراءة الصحيحة، الأول: القراءة التي صح سندها ووافقت الرسم وخالفت العربية نحو:(وجعلنا لكم فيها معائش لعلكم تشكرون) (الأعراف ـ 10) (رواية خارجة عن نافع(، والقراءة التي لم يصح سندها كقراءة ابن السميفع وابن السمال (فاليوم ننحيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) بالحاء، وفتح لام (خلفك).

وهناك قراءات متوقف فيها وهي القراءة التي صح سندها ووافقت العربية وخالفت رسم المصحف فهذه تسمى قراءات تفسيرية لا يجوز القراءة بها لا في الصلاة ولا في غيرها، إلا أن هذا النوع من القراءة يستعان به في فهم مراد الله تعالى وتفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيه، كقراءة ابن مسعود (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى) من غير (ما خلق)، وكقراءة ابن عباس (وإما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان إمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا)، وكقراءة عائشة وحفصة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر)، وكقراءة ابن مسعود (فاقطعوا إيمانها).

* اختلاف القراءات

الاختلاف في القراءات لا يخلو من ثلاثة أحوال:

(1) اختلاف اللفظ، والمعنى واحد، نحو (السراط، والصراط) و(عليهم وإليهم ولديهم) بضم الهاء وكسرها.

(2) اختلاف اللفظ والمعنى، مع جواز اجتماع القراءتين في شئ واحد نحو:(مالك يوم الدين، وملك يوم الدين)، و(ننشزها وننشرها) فالجامع بينهما هو الله سبحانه وتعالى. (3) اختلاف اللفظ والمعنى مع عدم امتناع جواز اجتماعهما في شئ واحد، نحو قوله تعالى:(وظنوا أنهم قد كذبوا) قراءة التشديد، أي: كذبوا من اقوامهم، وقراءة التخفيف أنهم قد كذبوا من قبل من أرسل قبلهم من الرسل في وقوع العذاب بأقوامهم.

* استاذ في القراءات العشر