■ تسببت فـي فقد أبرياء وحدوث إصابات وآلام بدنية ونفسية
■ استحداث سجل إحصائي وترقيم الإبل وإبعاد الحظائر عن الأماكن العامة والطرقات
■ مقترح بتشديد العقوبة والمساءلة على المقصرين فـي رعايتها وزيادة الغرامات المالية على المخالفين

تحقيق ـ سعيد بن علي الغافري:
تُعدُّ ظاهرة الجمال السائبة أو الطليقة في الشوارع والطرقات وخطورتها على الحركة المرورية، وخصوصًا في أوقات المساء من القضايا الاجتماعية القائمة والعالقة التي تدق ناقوس الخطر لما تمثله من مآسٍ وجروح في المحيط الاجتماعي لخطورتها البالغة والتي تسببت في ذرف دموع العين للعديد من الأسر في فقد عزيز عليها راح ضحية هذا الحيوان وحدوث إصابات مؤلمة نفسية وبدنية مستديمة فادحة في نفوس المصابين. فبالرغم من وجود المواد القانونية والقرارات التنظيمية التي تنظم آلية رعاية الحيوان وعدم التقصير في تربيته وإهماله إلا أن المخالفات ما زالت مستمرة.

فهل تبقى هذه الظاهرة قائمة دون وجود آلية وحلول كفيلة باحتوائها تعمل على ضبطها وتضمد الجروح بما سببته من خسائر بشرية ومادية.
فالنداءات مستمرة التي تدعو إلى إيجاد حلول للقضاء على هذه الظاهرة وما تشكله من خطورة للحركة المرورية وما تشهده الطرقات والشوارع العامة من حوادث مؤلمة سببها جمل طليق في الشارع، فكم من عزيزٍ فُقِد، وكم هم ممن أصيبوا بعاهات جسيمة ذبلت فيها أوراق العطاء، وتعطلت الطاقات الإنسانية بالعاهات المستديمة من جراء هذا الشبح المخيف الذي يقلق راحة مرتادي الطريق ليلًا.

(الوطن) كان لها حوارات حول هذا الموضوع والتي أجمعت فيها الآراء بضرورة صياغة تشريعات صارمة وتشديد العقوبات على المقصرين في رعاية وتربية هذه الحيوانات والمتسببين في إهمالها.

مقترحات
يقول مسلم بن سالم المحرزي: ظاهرة الحيوانات السائبة أصبحت خطرًا يهدد حياة مستخدمي الطريق ويؤدي إلى إرباك السائقين ومستخدمي تلك الطرق، وبالتالي وقوع الحوادث المرورية القاتلة، والتي يروح ضحيتها أبرياء، ومعظم الحوادث المرورية التي يكون الحيوان السائب طرفًا فيها، تكون قاتلة، فكم من أروح أزهقت وأطفال تيتموا وبيوت أغلقت، مؤكدًا بقوله: إن هناك مقترحات عديدة يمكن تطبيقها لوقف نزيف الشوارع منها: تركيب سترات فوسفورية لكافة الحيوانات السائبة أو شريط فوسفوري في عنق الحيوان، خصوصا في الطرق المظلمة، تمكن السائق من مشاهدتها من مسافة بعيدة، وأيضًا فرض غرامات كبيرة على مُلَّاك الحيوانات السائبة، وتحميلهم المسؤولية الكاملة أثناء الحوادث وعمل سياج على حافتي الطريق وفي مكان مخارج الطريق توضع أنابيب أرضية لا تؤثر على المركبات وكذلك لا يستطيع الحيوان تجاوزها وهذا مطبق في معظم مناطق الامتياز. وطالب المحرزي الجهات المعنية بسرعة وضع الحلول الناجعة، فكل يوم يمر نفقد عزيزًا علينا وهذا ما لا تتحمله قلوبنا.

عقوبة مشددة
ويقول سلطان بن راشد الكلباني: لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد ظاهرة انتشار الجِمال على قارعة الطرق والأماكن العامة مما أدى ذلك إلى وقوع حوادث راح ضحيتها أبرياء فارقوا الحياة، وما خلفته أيضًا من آثار جسيمة لمصابين كانوا ضحايا إهمال هذه الحيوانات من الإبل السائبة، وهذا أمر مقلق، وهنا يجب أن تكون هناك متابعة مستمرة وتشديد في العقوبات للمُقصّر ومحاسبته على فعلته من إهمال وتقصير في رعايته لحيوانه وكذلك تكثيف الرقابة والمتابعة على الأماكن العامة والقريبة من الطرق الرئيسية والشوارع الداخلية وإزالة الحظائر وإبعادها في أماكن آمنة عن الشوارع والأحياء السكنية وضرورة وضع ضوابط أكثر شمولية معنية بتربية الحيوان ورعايته وتسجيل الإبل في الجهة المختصة وترقيمها لضبط المخالفين وحماية مرتادي الطريق منها والتعرف على مالكيها في حالة تسببت بأي حوادث ـ لا قدّر الله.

نظام تسجيل الإبل
ويشاركه الرأي سعيد بن المر الحاتمي فيقول: نظرًا لما تمثله الحيوانات السائبة من أضرار جسيمة وخصوصًا الجِمال في الفترات المسائية فإنَّ الحاجة داعية ومُلحَّة بأن تكون هناك حلول سريعة للقضاء عليها، وهنا نقترح بأن يكون هناك نظام تسجيل معين للإبل ومربيها، حيث يحتوي على ترقيم على كل رأس من الإبل، ومن خلاله يتم الاستدلال على صاحبه والتواصل معه ويتم وضع الترقيم على أُذن الإبل بعد ولادته مباشرة لضمان سير عملية الترقيم والتتبع بشكل سليم على أن يرافق ذلك استصدار شهادة مشمولة بكل البيانات من الجهات المعنية بهذا الشأن مع الإلزام بتسجيل الإبل في النظام.

شريحة للإبل
ويقول علي بن صالح الصلتي: ما زالت أغلب الولايات تشكو من ظاهرة الحيوانات السائبة لا سيَّما الجِمال على قارعة الطرق والشوارع العامة والتي تمثل الخطورة البالغة لمرتاديها فهذه المشكلة قائمة منذ سنوات والغرابة عند وقوع الحوادث التي سببها حيوان نافق على الشارع ليلًا لم يتم التعرف على صاحبه للهروب من المسئولية، وهنا تتفاقم هذه الظاهرة بصورة لافتة وتتكرر بصفة مستمرة، ولأجل غلق ملف هذه القضية الاجتماعية يجب أن تتكاتف الجهود وتتشارك بإيجاد آلية منظمة لها، ونقترح بعمل شريحة فوسفورية تكون في كل رأس من الإبل مرتبطة برقم تسجيل في سجل الثروة الحيوانية مع بيانات مربيها وأرقام التواصل وذلك لسرعة الوصول لصاحب الحيوان، وهذا في حد ذاته سوف يسهم في الحد من تفاقم هذه الظاهرة ويلفت من مربيها بحسن العناية وعدم الإهمال أو التقصير من تربيتها.

ضوابط رقابية وإرشادية
أما عواطف بنت فاضل السعدية فتقول: ظاهرة الحيوانات السائبة وخصوصًا الجِمال على قارعة الشوارع والطرقات في جنح الليل مشكلة تؤرق بال جميع الأسر، فآن الأوان أن نضع النقاط على الحروف للقضاء عليها بسنّ نظام قانوني وإداري ووضع المساءلة والغرامات المالية على كل من أهمل في إدارة ورعاية حيواناته والتي تسببت في إزهاق الأرواح وحدوث إصابات وعاهات مستديمة، وهنا نقترح أيضًا بضرورة وضع شريط فوسفوري حول رقبة الحيوان يعكس الإضاءة ليلًا لتنبيه السائقين من بعيد بوجود حيوان على الطريق وأيضًا تسجيل مُلَّاك الحيوانات من كل نوع في سجل الثروة الحيوانية في كل دائرة أو قسم معني بالثروة الحيوانية مع التحديث سنويًّا، بجانب التوعية المستمرة من خلال المختصين وأئمة المساجد والجوامع والخطباء والبرامج الإرشادية للأهالي بضرورة الوعي بمخاطر الحيوانات السائبة على المزارع والبيوت والطرقات وتوزيع المنشورات الإرشادية التي تتضمن الشروط والأحكام التي يتحتم على أصحابها وخصوصًا الإبل الالتزام بها لضمان سلامة الأرواح البشرية من مخاطرها والحوادث المتكررة والمأساوية، بالإضافة إلى تنظيم العِزب بحيث تكون بعيدة عن الطرقات والمزارع والبيوت وأن تكون مسورة بسياج حديدي وذلك لضمانة عدم خروجها من أماكنها والسلامة المرورية في الطرقات من وجود هذه الحيوانات السائبة.