د٫ جوخة بنت سالم الكلبانية:يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة مستقبلًا مجهولًا، وخصوصًا بعد تركهم للمقاعد الدراسية، حيث لا تتوافر لهم الخدمات المناسبة والدعم الذي يلبِّي احتياجاتهم وتطلعاتهم أسوة بالأشخاص العاديين. وعادة ما تكون الخيارات المطروحة أمام الأشخاص ذوي الإعاقة محدودة جدًّا كصعوبة الحصول على قبول في مؤسسات التعليم العالي، كما أنهم يواجهون صعوبة في البحث عن العمل لعدم توافر أنشطة نهارية مضمونة لتحل محل الحضور المدرسي الإلزامي، بالتالي تُعدُّ المرحلة الانتقالية من المدارس إلى البحث عن الوظيفة، أو الحصول على قبول في مؤسسات التعليم العالي، مرحلة مرهقة ومتعبة للعديد من أسر الأشخاص ذوي الإعاقة.وظهرت في العقود الأخيرة دعوات لتقديم خدمات فعالة ومناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة تساعدهم على الحياة بشكل مستقل من خلال إعدادهم الإعداد الصحيح بما يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم. فقد ظهرت البرامج والخدمات الانتقالية كإحدى الممارسات التي تدعم وتحسن من جودة الحياة للأفراد ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى إكسابهم المهارات التي تدعم انتقالهم إلى عالم مختلف عن عالمهم المدرسي. لقد كان للضغوط التي مارستها الأسر الأثر البالغ في ظهور هذه الخدمة من أجل أن يصل أبناؤهم إلى الاستقلالية والحصول على مهن تتناسب مع القدرات والإمكانات لهؤلاء الأفراد من ذوي الإعاقة. ولقد استندت مراحل تطور تقديم الخدمات الانتقالية لذوي الإعاقة إلى مجموعة من الأُسس منها: أُسس تشريعية، أُسس علمية، ممارسات عملية لتوضيح الأهداف من تقديم هذه الخدمة. فقد نص قانون تعليم ذوي الإعاقة 2004 Individuals with Disabilities Education Act (IDEA) على تقديم الخدمات الانتقالية من عمر 16 عامًا وإدراج الأنشطة التي تساعد التلاميذ ذوي الإعاقة من الانتقال من المدرسة إلى مرحلة ما بعد المدرسة في البرنامج التربوي الفردي IEP، ومن المهم أن تشتمل الخطط التربوية الفردية IEP للمراهقين من ذوي الإعاقة على خطة خدمات انتقالية، وقد تشتمل الخطط الانتقالية على توجيه مشترك للوظيفة المنشودة بحيث يتم إعداد الطلبة للانتقال الوظيفي من خلال المدارس المهنية، وذلك بمساعدتهم في التدريب لمرحلة ما بعد المدرسة الثانوية. ولكي يتم دعم الشباب وعائلاتهم بالشكل المطلوب وتصميم البرامج الانتقالية ومن الأهمية بمكان أن نكون على وعي بالأنواع المختلفة لمنهجيات واستراتيجيات الانتقال. لذا قام كل من جيليان كينج, وباتريسيا بالدوين, وميليسا كيري, وجان إيفانز (Gillian A. King, Patricia J. Baldwin, Melissa Currie, Jan Evans) بتطوير نموذج شامل ومتكامل من المنهجيات والاستراتيجيات التي استخدمت لتناول تخطيط دور الانتقال للشباب من ذوي الإعاقة مكونة تلك من 10 استراتيجيات. ومن تلك المهارات التي يحتاجها التلاميذ ذوو الإعاقة مهارة تقرير المصير، والدفاع عن الذات، والاختيار بين البدائل، والقدرة على اتخاذ القرارات، ومعرفة الطالب للدعم الذي يحتاج إليه والتعبير عن ذلك للآخرين ذوي العلاقة.المراجع:ـ الفوزان، سارة، خالد؛ الراوي، جميلة شبيب. (2019). البرامج الانتقالية المقدمة للطالبات ذوات الإعاقة الفكرية من وجهة نظر المعلمات بالمنطقة الوسطى: دراسة نوعية. المجلة الدولية التربوية المتخصصة، 8 (6) 43-51.ـ القريني، تركي، عبد الله. (2018). البرامج والخدمات الانتقالية للتلاميذ ذوي الإعاقة في ضوء الممارسات العالمية. دار الزهراء.