صور ـ من عبدالله باعلوي:
■■ تضم ولاية صور العديد من القرى الجبلية والتي تزخر بمقومات سياحية خلابة، ومن هذه القرى قرية واد وهي ضمن القرى التي تقبع بين سلسلة الجبال وتتبع وادي المنقال وتحدها من الشرق قرية عبات ومن الشمال قرية سناف وتبعد عن مركز المدينة بولاية صور بحوالي 50 كيلو مترًا وأغلب سكانها من قبيلة بني داود وبعض القبائل الاخرى.■■

مهن متعددة
يقول فايل بن راشد الداودي ـ أحد سكان القرية: تتميز قرية واد بالعديد من المقومات السياحية لوقوعها وتمركزها بين سلسلة جبلية من جميع الجهات عدا جهة الشرق إلى جانب تميزها بمناظر خلابة يستمتع بها الزائر وتميز أهلها بالعديد من الحرف والفنون التقليدية، حيث يزاول أهلها عددًا من المهن كالزراعة وتربية الأغنام والنسيج والتجارة إلى جانب بعض الحرف التقليدية كصناعة الصاروج العماني الجص والذي يُصنع من الطين في موقع على شكل مربع تسمى محليًا بـ(المهبة) وصناعة المعمول البدل (الرصاص) والباروت والذي يصنع من شجرة فحم الشخر وتضاف عليه بعض من الأدوات والكبريت وصناعه الحلوى العمانية.

فنون تقليدية
وأضاف الداودي: أما في مجال الفنون التقليدية فتمارس في القرية فن الرزحة والشرح وذلك في مناسبات الأعياد والزواج وفن المقايظ لتجهيزات العروس من زينة وعطورات إلى جانب تميز القرية بشعراء بارزين على مستوى الولاية وخارجها، ومن ضمنهم الشاعر حمد بن سليم الداودي (رحمه الله) (شاعر ومدرس قرآن كريم وطبيب شعبي)، وأيضا الشاعر راشد بن عامر الداودي العطاس (رحمه الله) والشاعر سالم بن ثني الداودي (رحمه الله).

منجزات تنموية
موضحًا بأن القرية تنقسم الى قسمين بسبب وادي القرية وتُسقى بفلجين هما (الفلج الكبير والفلج الصغير)، وفي ظل الجهود الحثيثة من لدن جلالة السلطان متمثلة في الحكومة الرشيدة فقد تمتعت القرية بالعديد من المنجزات كشق الطرق والمساعدات السكنية وأيضًا تم إنشاء جسر مشاة يربط بين شقي القرية، حيث كان الاهالي اثناء نزول الامطار والاودية لا يستطيعون التواصل بين شقي القري إلا بعد أن تجف الاودية وأيضًا تنظيم الري بواسطة حفر آبار..
وغيرها وكشاهد عيان للجميع فإنّ نظام الري بالقرية بواسطة النجوم ليلًا وعددها 25 نجمًا على سبيل المثال (الشابك واللدم والخلو والطير والكوكبين والظلمي والصاره والراكضة وأبو مخارف والنجيم والنجم والمعترض والزهرة أبوزبيرة) أثناء غروبها وهي مسميات متعارف عليها محليًا، إما الري أثناء النهار فيتم بواسطة عمود يسمى (النمر) وهو في أرض فضاء تكون الشمس عليه عمودية وتحيط به مجموعة من الحجارة قد وضعت حوله عموديًا يتتبع الشخص الذي له الماء ظل الشمس على الحجارة التي حوله ثم ارتفاع الشمس والزمن هنا يسمى بـ(الأثر).مؤكدًا بأنه توجد بالقرية عدد من الأبراج والقلاع أبرزها قلعة واد والتي تتوسط القرية والتي تم بناؤها في القرن 18 الميلادي.

وقد قامت الحكومة بترميمها ويحيط بالقرية سور لم يبق منه سوى جزء بسيط ومبنى قديم يقع على تلة يطل على المنطقة، وكان يقطنه شيخ القبيلة ويُسمى بالحصن، كما يوجد بها مسجد أثري قديم وقد تم ترميمه وتحوليه الى جامع وتم افتتاحه في 2014م بالإضافة إلى ثلاثة مساجد وبها عدد من الكهوف أبرزها كهف يسمى محليًا بـ(الجينز) ويأوي إليه أهالي المنطقة أثناء الأمطار، كما يوجد بالقرية شجرة معمرة تسمى (الصوقمة) ويزيد عمرها عن 300 سنة، ويوجد أيضًا بيت أثري عمره ما يزيد عن 120 سنة. كما أن القرية تشتهر بوجود العديد المزروعات كالنخيل مثل: المدلوكي والبونارنجه والبرني ونخلة الخشكار، ومن الحمضيات المانجو والرمان والصفرجل بأنواعه الثلاثة والليمون وهناك مزروعات موسمية أبرزها الشعير ونباتات على قمم الجبال أبرزها الزعتر والبوت..
وغيرها من النباتات الصحراوية، ومن أهم الطيور المهاجرة بالتسميات المحلية (طير اللباد ذو لون البني والجادع والوسواس والعقعق والسوما والبوصرد).