مسقط ـ العمانية: يسهم المختبر المركزي للصحة النباتية وسلامة الغذاء التابع لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في ضمان سلامة وجودة مختلف المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية.ويضم المختبر المركزي عدة مختبرات، منها مختبرات أمراض النباتات والحشرات والديدان الثعبانية “نيماتودا” ومختبر جودة وصحة البذور التي تعد النواة الداعمة في الكشف والتشخيص عن الآفات والأمراض الزراعية وتعمل على مدار الساعة في التحاليل المخبرية لتعزيز تدابير الحجر الزراعي التي تتخذ من أجل حماية الثروة الزراعية من الأمراض الوافدة.ويعد مختبر أمراض النباتات التابع للمختبر المركزي للصحة النباتية وسلامة الغذاء الجهة المرجعية الوطنية للكشف عن المسببات المرضية في الشحنات الزراعية الواردة بهدف تنظيم دخول أي من هذه المسببات الضارة للمحاصيل الزراعية ذات الأهمية الاقتصادية في السلطنة. كما يقوم المختبر بدور مهم في تشخيص المشاكل المرضية في المحاصيل الزراعية والتي تواجه المزارع العُماني والتي قد تكون ناجمة عن الإصابة ببعض المسببات المرضية النباتية الفطرية والبكتيرية والفيروسية باستخدام طرق الفحص والتشخيص التقليدية والحديثة.وقالت الدكتورة يسرى أحمد خبيرة أمراض النبات بالمختبر المركزي إن آلية تشخيص الأمراض النباتية هي الأساس الذي تعتمد عليه مكافحة الأمراض “فالتشخيص الدقيق والسريع للمشكلة المرضية يكون له بالغ الأثر في محاصرة المرض ومنع أو تقليل الخسارة الاقتصادية الناجمة عنه”.وأضافت الدكتورة يسرى أن مفتشي الحجر الزراعي التابعين لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في مختلف منافذ السلطنة يقومون بالتفتيش على الشحنات الواردة وملاحظة وجود أية أعراض على المحاصيل والمنتجات ليتم إرسالها إلى المختبر المركزي مباشرة لفحصها وتحديد نوع الإصابة، حيث قام المختبر بتحليل 235 عينة خلال العام الحالي 2021م.وبينت الدكتورة أن المختبر يمتلك القدرة على فحص الإرساليات الزراعية والمحاصيل المحلية للتأكد من خلوها من الممرضات المحجرية المختلفة مثل بكتريا العفن البني أو مرض الذبول البكتيري في البطاطا (مرض ذو تأثير سلبي على اقتصاد مزروعات البطاطا في معظم البلدان) والعفن الحلقي في البطاطس وهو أحد الأمراض النباتية الخطيرة التي تصيب نباتات البطاطا والدرنات، كذلك مرض تقرح الحمضيات وهو من الأمراض البكتيرية التي تهاجم جميع أجزاء شجرة الحمضيات فوق سطح التربة كالأوراق والأغصان والجذع وحتى الثمرة وتنتهي بموت النبات بالكامل. وأشارت الدكتورة يسرى إلى أن المختبر يشرف عليه خبراء في تشخيص ومعرفة تأثير آفات النباتات المحجرية على العوائل النباتية المختلفة طبقًا لقوانين الحجر الزراعي في السلطنة واعتمادًا على بروتوكولات فحص معتمدة دوليًّا، كما تم تزويد المختبر بالأجهزة والمجاهر الحديثة لمساندة الخبراء في الوصول إلى النتائج الدقيقة في التحليل. كما يختص مختبر الحشرات والديدان الثعبانية في الكشف عن الآفات الحشرية والعث (الحلم أوالعناكب) والديدان الثعبانية (النيماتودا) في جميع المحاصيل والمنتجات الزراعية والشتلات والتربة الزراعية والأسمدة العضوية المستوردة والمحلية. من ناحيته ذكر علي الرئيسي الخبير في تشخيص الآفات الحشرية بالمختبر المركزي أن للمختبر دورًا كبيرًا في تنظيم وتفادي دخول شحنات واردة ملوثة بآفات حشرية مختلفة قد يتسبب دخولها في السلطنة بالتأثير على التوازن البيئي الحيوي، كما يمكنها أن تسبب تفشي آفة قد تصيب المحاصيل المحلية الأساسية والتي يصعب حلها مستقبلًا. وأضاف الرئيسي أن من أهم أنشطة ومهام المختبر رصد الآفات الحشرية المختلفة متضمنة المحجرية التي قد تكون مصاحبة للشحنات والإرساليات الزراعية مثل أنواع مختلفة من ذبابة الفاكهة وذبابة حوض البحر المتوسط وذبابة القرعيات بالإضافة إلى دودة حفار أفرع الخوخ وسيليد الآسيوية والأفريقية الناقل الحشري لمرض الاخضرار في الحمضيات.وأضاف:إن الديدان الثعبانية الممرضة للنبات هي عبارة عن ديدان صغيرة ميكروسكوبية لا يمكن رؤيتها إلا بالمجاهر المكبرة، وسميت بهذا الاسم بسبب حركتها المماثلة للثعبان. مشيرا إلى أن هذه الديدان إذا انتشرت في التربة الزراعية يصعب التخلص منها وتبقى سنوات في التربة ومنها دودة البطاطا الثعبانية المكيسة وديدان العقد الجذرية الثعبانية نيماتودا التقرح. وأوضح الرئيسي بأنه تم خلال هذا العام تحليل (438)عينة في مختبر الحشرات والديدان الثعبانية (النيماتودا) منها ( 304 ) عينات لتحديد نوع الإصابات الحشرية و(134) عينة لتحديد نوع إصابات الديدان الثعبانية (النيماتودا).