عبري ـ من سعيد الغافري:
تصوير ـ خالد بن سيف الفارسي:
تزخر القرى العمانية بالعديد من المفردات الجمالية في طبيعتها البكر كالأفلاج التي تنساب في قنواتها والعيون المائية التي تشكل صورة جمالية في واحاتها الزراعية وروعة التضاريس الجبلية والأودية والتراث الحضاري المتمثل في القلاع والحصون والأبراج.
واحة زراعية
وتُعد قرية ظاهر الفوارس بولاية عبري بمحافظة الظاهرة ـ والتي تبعد زهاء 64 كيلومترًا عن مركز الولاية ـ واحدة من الواحات الزراعية التي تتراءى لزائرها من بعيد بزهو بساتينها وبيوتها ومعالمها التاريخية ومنجزات النهضة المباركة التي زادتها رونقا وبهاء الوصول إلى هذه القرية الجميلة عبر الطريق المؤدي إلى ولاية ينقل والمنعطف يمينًا بمسافة 12 كيلومترًا، وتجاور قرية ظاهر الفوارس من الشمال الشرقي سلسلة من الجبال الممتدة من جبال الحجر الغربي المتصلة بين محافظتي الباطنة والظاهرة، ومن الشمال الغربي قرية صيع بولاية ينقل، ومن الغرب ولاية ينقل، ومن الجنوب قرية فدى بولاية ضنك، ومن الجنوب الشرقي قرية المحيول التابعة لولاية عبري.
أفلاج وعيون
الزراعة تُعد الحرفة الرئيسية لأهالي قرية ظاهر الفوارس منذ القدم وتمثل مصدر رزق لهم، حيث ساعد على ذلك خصوبة أراضيها وتعدد الأودية والعيون المائية والأفلاج التي قام الأهالي بشق قنواتها لمسافات بعيدة.
وقد وصفت ظاهر الفوارس منذ القدم بأنها نعيم الدنيا وموطن لرغد العيش لخصوبة اراضيها ووفرة المياه بها، وقد اشتهرت القرية بتميز منتجاتها الزراعية وتنوعها وشهرة نخيلها الباسقة كالخلاص والخنيزي والخصاب والجبري والفرض وأبو معان والهلالي وقش حرمه وقش زبد ونخلة اللولو ونخلة الشهلة والسويح، بالإضافة إلى نخلة النغال، ويمتهن الاهالي بزراعة العديد من الخضراوات والفواكه كالمانجو والجح والشمام والعنب والخوخ والتين والزيتون والرمان والسفرجل والطماطم والخيار والجزر الأبيض والجزر الأصفر والملفوف والزهرة والخس والفجل والبصل والثوم والبطاطس والباذنجان بجانب المحاصيل الموسمية المحاصيل كالقمح والشعير والبرسيم والأعلاف الحيوانية، وقد شهد النشاط الزراعي تطورًا بفضل استخدام الأساليب الحديثة في عمليات الحراثة والري والحصاد، وساهمت البيوت الزراعية الحديثة على زيادة وتنوع المنتجات الزراعية، كما تم زراعة بعض المحاصيل التي تزرع لأول مرة في القرية مثل البرتقال والأناناس.. وغيرها من المحاصيل الإنتاجية والتسويقية واهتم الأهالي بتربية نحل العسل مما وفر لهم دخل اضافي من هذه المهنة بجانب تربية الأغنام والمواشي.
معالم تراثية
تزخر قرية ظاهر الفوارس بمعالمها الأثرية والحضارية كالأبراج ومسجد الجامع وسور الحارة القديمة والذي يُعد أشهر معلم تاريخي بالقرية، وتتمتع قرية ظاهر الفوارس بمقومات سياحية، حيث تتناغم فيها المعالم الطبيعية والحضارية مشكلة لوحة جمالية بديعة تشد الزائر إليها من أول وهلة وتمتزج الجوانب السياحية المنتشرة في بيئتها الحضرية والريفية والبدوية وتراثها العريق ومبانيها الجميلة وأبراجها الشامخة وحارتها التراثية وسورها العالي ومياهها الدافئة وخصوبة أراضيها وأوديتها الشاسعة، وتضم هذه القرية التراثية العديد من الأبراج كبرج القبيل وبرج خنفور وبرج الريح وبرج الحارة وبرج قرين العيد وبرج لمحيشيرة وبرج الصباح وبرج الجامع، وهذه البروج حيث تختلف في هندستها المعمارية وذلك حسب طبيعة المكان المبني عليه البرج، كما أنها تختلف في تصاميم هندستها المعمارية من برج إلى آخر، فمنه من بني على شكل دائري والآخر على شكل مربع وهذا يدل على فلسفة فنون العمارة والبناء التقليدية العمانية.
وقد حظيت قرية ظاهر الفوارس بالعديد من المنجزات التنموية التي امتدت إلى ربوعها، ويأمل الأهالي بضرورة إنشاء سد للتغذية الجوفية لاستدامة المياه ومد شبكة مياه حديثة لبيوت الأهالي وأعمال الإنارة وإنشاء حديقة عامة تسهم في عجلة النمو الاجتماعي بالقرية.