بناها سلطان بن سيف اليعربي قبل 300عام ملاحظة : المادة مصححة

زارها - سعيد بن علي الغافري تصوير - سلطان بن سيف المقبالي:
عندما نتحدث عن معلم من معالمنا التراثية والتاريخية في ولاياتنا العمانية العريقة فإننا نبحر بأشرعتنا في شواطئ مفردات تاريخنا العريق الذي تتجلى فيه كل قيم الحضارة العمانية الممتدة عبر حقب سحيقة وتتجمل بها عناوين صحائف تراثنا الحضاري الخالد، وعند تطوافنا في القرى العمانية تبهرنا الجماليات المتنوعة وتتزاحم الكلمات المعبرة عن وصف المشهد.
هذا ما انتابني من شعور وأنا انتقل من حارة الى حارة في بلدة السليف بعبري وقلعتها التاريخية الشهيرة التي جمعت كل المفردات الحضارية والتراثية لتصبح بوابة عبري عبر التاريخ .بخصوصيتها وموقعها على مشارف ولاية عبري بإطلالتها البهية.
بنيت القلعة في عهد دولة اليعاربة وشيدها الامام سلطان بن سيف اليعربي في عام 1718ميلادية أي منذ 300عام على سفح جبل شنبوه الذي يطل على وادي السليف ويتميز حصنها بسوره الكبير الذي يحيط بها من كل الجوانب وابراجه السبعة وأشهرها برج الريح وتتميز ببيوتها الأثرية القديمة والبالغة 110 بيوت وبسوقها الأثري وبزخرفتها التي تجسد فنون العمارة العمانية.

وتبعد بلدة السليف عن مركز ولاية عبري مسافة خمسة كيلومترات وهي مدينة تتمتع بمقومات تاريخية وطبيعية وقد حظيت بالعديد من المنجزات التي زادتها جمالا ورونقا، واشتهرت بلدة السليف منذ القدم بالنخيل وبمختلف المحاصيل الزراعية.
ويعد العلامة الفقيه والطبيب عمر بن مسعود المنذري من أبرز الشخصيات التي أنجبته بلدة السليف بعبري والذي نبغ منذ صغره في علوم الطب والفلك والرياضيات وله كتاب قيم يحمل عنوان (كشف الاسرار المخفية في علم الاجرام السماوية والرقوم الحرفية) قامت وزارة التراث والثقافة بطباعته ويقع في عدة مجلدات ووصف العلامة والاديب الشيخ سعيد بن خلف الخروصي رحمة الله عليه قلعة السليف بأبيات شعرية في قصيدته التي نظمها في عام 1413هجرية
تكملة ترميم القلعة
يتطلع أهالي بلدة السليف بعبري ويأملون قيام وزارة التراث والثقافة بتكملة ترميم قلعة السليف وحارتها حفاظا على تراثها المادي والتاريخي من الاندثار بفعل عوامل التعرية.
وقال الشيخ علي بن عبدالله المنذري تعتبر قلعة السليف وحارتها العريقة من المعالم التاريخية البارزة بشواهدها والتي تطل على مشارف البلدة والتي تحكي تاريخ الحضارة العمانية وقيمها الاصيلة وقد قامت وزارة التراث والثقافة بتنفيذ المرحلة الأولى والتي شملت تنظيف موقعها وبعض الأعمال الترميمية وننتظر تكملة ترميم جميع مرافقها واستغلال موقعها كمتحف تراثي وسياحي.
ويقول سالم بن سعيد المنذري إن قلعة السليف وحارتها وماتشمله من بيوت وسوق تراثي وابراج وغيرها تعد مدينة تراثية تتحدث عن حضارة تاريخية وتبرز فنون واصالة البناء المتين الذي برع فيه العمانيون وجسدوا به معالم تقف شامخة في كل مدينة وقرية في ارضنا الطيبة.
وقال راشد بن خلفان المنذري إن التاريخ العماني حافل بالامجاد والقيم الاصيلة الزاخرة بمعطيات شامخة وهذا مايلاحظه القاصي والداني في القلاع والحصون والابراج، وقلعة السليف وحارتها الشهيرة بمثابة قناة تواصل للتراث العماني المنفرد بخصوصياته ونامل بأن تكتمل اللوحة بترميمها وهذا مطلب ننشده ونأمل تحقيقه.
فيما قال خليفة بن سالم العزري وعبدالله بن ناصر اللمكي: بلادنا تنفرد بالعديد من المقومات الاثرية التاريخية والطبيعة المتنوعة بجمالياتها، ففي كل موقع هناك مفردة تتحدث عن حضارة انسانية صاغها الانسان العماني عبر الأزمان، وقلعة السليف وحارتها الشاسعة بمبانينها وموقعها من الكنوز التاريخية التي تتحدث عن الارث الفكري العماني وهنا نناشد وزارة التراث والثقافة بضرورة تكملة مشروع الترميم لهذا المعلم الهندسي المهم.