أميمة الشبليـة: الوسيلة التي تمنحنا حياة جديدة



سالم الشكيلي: الأزمات ساعدت الفنانين على تخطي العقبات



غدير المجيزية: يحفزنا على التفكير في كيفية التعبير عن الأزمات بطريقة فنية



خلود الياسيــة: جعلنا نخرج من إطار كلمة حظر لـ(مُتنفس)



عزان الزدجالي: من الفرص الاستثمارية التي يجب على الفنان التفكير والابتكار فيه



سعيد الندابــي: متنفس للإبداع وتنمو به الذات والكاريزما



مسقط ـ الوطن: تكمن جمالية الفن في اختلاف منتسبيه في تعريفه أو توصيفه، حيث اعتبروا أن الفن مفهوم مفتوح، كما أن الأعمال الفكرية تختلف عن بعضها البعض، وتتغير من جيل إلى آخر، ولذلك يصعب تحديد تعريف واحد للفن، فهو يتغير باستمرار عبر الزمن ويتغيّر كذلك من عمل فني لآخر. يقول إرنست فيشر:(الفن آداه أو سلاح سحري في يد الجماعة الإنسانية في صراعها للبقاء).

وقد تلون شبابنا بمعاني الفن ليغذوا أرواحهم ويتخطوا العقبات النفسية أو المادية، بل وسعوا في استغلال الفرص للخروج في كيفية التعبير عن الأزمات بطريقة فنية. من هنا، كان للجنة الوطنية للشباب هذا الاستطلاع مع شباب عمانيين، إذ تتابعهم اللجنة ضمن اشتغالاتها على القطاع الشبابي والتفاعل مع نشاطاتهم والتعرف عليها عن بعد، حيث سلّطت اللجنة الضوء على موضوعات الفن عبر قناتها في اليوتيوب في سلسلة فيديوهات (مسافة الأفكار) في حديث حول (الفن كوسيلة للتضامن الإنساني) بضيافة طارق الهاجري مصور وفنان بصري، ومزنة المسافر مخرجة سينمائية وكاتبة سيناريو، فضلاً عن مشاركة وتبني المبادرات الشبابية في مختلف مجالات الفنون للتأقلم مع الوضع الحالي.

شباب عمانيون عبرّوا عن رأيهم اتجاه الفن تحديدا في ظل الأزمات، فمنهم المهتم بالفنون الأدبية والكتابة، المسرح والدراما العمانية، الرسم والتصميم والتصوير الفوتوغرافي وغيره، فكيف ينقذهم الفن للخروج من المألوف والعادي؟.

تقول أميمة الشبلية، متذوقة للفن بجميع أشكاله وهاوية للكتابة: الفن هو الوسيلة التي نخرج فيها بمشاعرنا من قالبها المربع ونمنحها حياة جديدة. مع عصر مواقع التواصل الاجتماعي فإن أعمالنا تحضى بفضاء أوسع خارج إطار نوافذنا. فكيف إذا كُنا نعيش في ظروف أُجبِرنا على التخلي فيها عن حياتنا المعتادة دون تدريب مُسبق! الأمر في غاية البساطة. إننا نصنع بالفن عالما بلا حدود ونفرشه بالغيم غير أن هذا العالم يستطيع الدخول إليه كل من يصله فننا بطريقة ما.

وأضافت الشبليــة: دائماً ما أؤمن أنني أنتمي إلى مستويات طاقة مختلفة، أجد نفسي في الهندسة والأدب، أهوى الكتابة ودائما ما أحاول أن تكون جميع الكلمات التي أكتبها هي محطات عبور لي ولمشاعري. هي الطريقة الأمثل التي أجد فيها ذاتي. بشكل أو بآخر فأنا متذوقة للفن بجميع أشكاله، كأن تسرقني معزوفة بيانو وتجذبني كلمات أغنية أخرى ثم أعبر إلى لوحات فن مختلف.

من جانبه يتحدث سالم الشكيلي، وهو مهتم بكل ما يخص القيم الفنية والجمالية كالرسم، التصميم والتصوير الفوتوغرافي: من الجانب الاجتماعي: الأزمات تساعد المجتمع على تسليط الضوء على الجانب المهمش نوعاً ما، لذلك يستطيعالفنان أن يبحث بشكل دقيق في مختلف المجالات الفنية في الأزمات عن بيئة اجتماعية تُركز على المجالات التي يجتمع فيها الفنانين لحماية الفن والتركيز على جوانبه التي ولربما كانت مجهولة فالأزمات ساعدت على صنع هذه البيئة للبحث عن نقاط الضعف والقوة الغير واضحة سابقا والتي يحتاج الفنان تطويرها والتركيز بها في الفن الذي يتقنه.

وحول الجانب الاقتصادي يقول الشكيلي: الأزمات ساعدت الفنانين على تخطي العقبات والتكبلات المالية التي ولطالما كان ينفقها الفنان ما قبل الأزمة، فالأزمات ساعدته على توسيع نطاق التفكير والتي من صالحها تعود بالنفع على الفنان والفن والبلاد وبالتالي يجعل الفنان قادراً على استثمار الموهبة لإيجاد مصدر رزق من المجال الفني الذي يتقنه والذي يعود بالنفع لدفع عجلة الاقتصاد باعتماد الفرد على استثمار طاقاته في كسب الرزق وتنويع مصادره.

وتقول غدير المجيزية، وهي عملت في العديد من الفرق والمبادرات التطوعية في خدمة المجتمع، وقد ألفت كتاباً بعنوان (انعكاس): قد يجد البعض أن من المضحك مقولة أن بالفن نواجه الأزمات، وقد يتساءل الأخر كيف ذلك؟ وهنا أجد أن للفن دور مهم في مواجهة الأزمات استنادا بالظروف التي نشهدها هذه الأيام (أعنى أزمة كورونا)، فمن وجهة نظري أولا أن الفن يعمل كمهدئ للمجتمع، ففي ظل مثل هذه الأزمات ينتشر الذعر والقلق بين الناس مما ينتج عنه توجههم للاستماع للشائعات وتداولها وكذلك اتخاذ قرارات في جو نفسي مضغوط ومشحون، في مثل هذه الظروف يعمل الفن على تهدأت الاوضاع وتحسين الجو النفسي للمجتمع ويصبح المجتمع قادر على التفكير بشكل ايجابي في كيفية التعامل مع الازمة بفضل النفسية المستقرة". وأضافت المجيزية: "أجد بجانب أن الفن متنفس فهو أيضا يعمل على تحفيز الاخرين في كيفية استغلال الفرص والتفكير في كيفية التعبير عن الازمة بطريقة فنية وإظهار روح الابداع والابتكار، كما أن الفن رسالة ومنه يمكن عرض الازمة بطريقة مختلفة ومن خلاله أيضا يمكن نشر التوعية والرسائل الاحترازية لتصل للمجتمع بطريقة مثالية وغير متكررة.

بدورها تقول خلود الياسية، وهي صاحبة مبادرة الفن في ظل الأزمات: كنت أعتقد بأن الفن ينتشلنا من أعباء الحياة اليومية بشكل مؤقت في اللحظة التي نقرر فيها أن نسمع أغنيتنا المفضلة في طريقنا إلى المنزل وبعد عمل شاق لتنتهي تلك اللحظة عند باب المنزل لنعود كما كنا قبلها، حتى جاء اليوم الذي أُجبرنا فيه على ممارسات لم نكن لنستوعب أهميتها لولا أزمة كورونا، والتي أيقظت فينا الامتنان للأشياء من حولنا كذلك الطريق والأغنية، وهنا أنا أرمز للفن بالأغنية كي أختصر مسافات الشرح بمثال بسيط نفعله قبل الأزمة بشكل روتيني مما جعلنا لا نرى أهميته ومدى أثره على يومنا ومزاجنا وكيف ينقذنا من الساعات البائسة.

وأضافت قائلة: نعم أحدث الفن اليوم فارق جعلنا نخرج من إطار كلمة حظر لـمُتنفس، أصبحت أحد أهم عاداتنا أن نمارس أحد الفنون أن نتعلم فن جديد أن نخلق جو من الفن، أن نرى في الفن علاج لأرواحنا وفرصة لنشاهد الأشياء بمنظور الفن والفنانين، وكما قال إرنست ليفي:(ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الفيزياء أو الكيمياء أو المال).

أما عزان الزدجالي، وهو مؤسس مبادرة (صِحـاب) المهتمة بالمجال الفني بالتحديد المسرح والدراما العمانية والمجال المعرفي، فيقول: دائماً ما يقال عن الفن أنهُ متنفس مريح وممتع ومغذي للبصر، وفي ظل هذه الازمة والحالات النفسية التي يمر بها الفرد، من قلق وتوتر والتفكير في المجهول والمستقبل نرى أن الفن هو المواجه الحقيقي للصحة النفسية وهو المريح لها سمعيا وبصريا من الإخباريات المنتشرة عن الوباء والاقتصاد وأزمة المؤسسات .. وغيرها، الفن من الفرص الاستثمارية التي يجب على الفنان التفكير والابتكار فيه، بالتحديد في الازمات.

أما عن أحد الأعضاء المؤسسين في مبادرة (صِحـاب) فيتحدث سعيد الندابي: الفن هو ذلك الشيء المميز الذي نرى فيه الابداع والتألق، شخصيا لا أتوقع ان يختلف اثنان على أن الفن هو متنفس للإبداع وتنمو به الذات والكاريزما، من الماضي والعالم كان يمر بأزمات ولكن لم نتوقع في يوم أن نصل لهذه المرحلة، بالتأكيد المبدع والمتفرد في شغفه من يستغل أبسط الأدوات لصنع أقوى سلم للصعود من القاع ويحلق في سماء الابداع والخروج عن المألوف لصنع محتوى مختلف يواكب ما نحن عليه وما نحن مقبلون عليه.