- كنت أذهب للتمرين مشيا على الأقدام وقلة الاهتمام والتشجيع سبب تأخر ظهوري للساحة
- كلمة شكر للكابتن وليد السعدي فهو من اكتشفني وأخذ بيدي ونصائحه سبب نجاحي
- استدعائي لصفوف المنتخب الأول خبر أسعدني كثيرا وسأعمل لأكون عند حسن الظن

حاوره ـ حمدان بن سعيد العلوي :

علي الرشيدي لاعب من الطراز الرفيع شق طريقه بصعوبة وتوقف عن ممارسة كرة القدم بسبب الظروف ، واجه الأبواب المغلقة قبل وصوله للعب في صفوف نادي السويق ، ورغم قناعات المدربين في تلك الفترة وعدم الاستفادة من خدماته ، إلا أنه أصر على المواصلة والمحاولة مرارا وتكرارا حتى وجد الفرصة ، وكما يقال من رحم المعاناة يولد الإبداع ، لينفجر علي الرشيدي هذا الموسم بشكل لافت للنظر في صفوف نادي النهضة ، بعد أن وجد فرصته كاملة لتقديم كل ما يمتلكه من إمكانيات ، ليصبح في عشية وضحاها لاعبا مهما في صفوف العنيد بل هدافه الأول في هذا الموسم ومفتاح انتصاراته ، سجل (6) أهداف في الدوري ، و (3) أهداف في مسابقة الكأس الغالية وبإمكانه زيادة الغلة ، لا يستطيع محسن درويش ومساعده خليفه المزاحمي الاستغناء عن خدمات هذا اللاعب الواعد في كل المباريات ، هكذا هي الظروف أحيانا تهزم عند مواجهتها باللامستحيل .

البداية

علي ضاحي محيل الرشيدي من مواليد ١٩٩٤م ، هو ابن ولاية السويق ، كانت انطلاقته في عالم كرة القدم مع فريق خضراء آل بورشيد في مرحلة الناشئين ، حيث برز هذا الموسم بشكل لافت مع الفريق النهضاوي ، هو اللاعب القناص الذي قلما تضيع من بين أقدامه الفرص ، مهاري يجيد تنويع اللعب يعشق الانطلاقات والتسديد من بعيد ، يسجل من أنصاف الفرص ، إلا أنه عانى كثيرا خلال مسيرته الكروية بسبب ظروف العمل وعدم وجود الدعم الكافي ، توقف عن اللاعب بسبب ظروف العمل ، لكنه عاد من جديد ليثبت أحقيته في التشكيلة الأساسية بعدما ظل أغلب الأوقات في دكة البدلاء ، وهي الفترة التي كانت تراوده الأماني بأن يحصل على فرصة المشاركة ولو بالقليل من الوقت ليثبت للجميع أحقيته في اللعب ، فكان ذلك وحدث هذا الموسم ليؤكد الرشيدي بأنه الرقم الصعب وهو ما تحتاجه الكرة العمانية في الفترة الحالية ، توج جهوده باستدعائه لقائمة المنتخب الوطني الأول ، حوارنا معه كان شيقا ومثيرا ، اقتربنا منه أكثر ليفتح لنا قلبه ويحكي معاناته والصعوبات التي واجهها وعن طموحاته التي لا تنتهي .

الجد والاجتهاد

- ما شاء الله تبارك الله ... تميزت هذا الموسم بتسجيلك للأهداف الحاسمة لفريقك ما سر هذا التميز؟

- أولا هذا توفيق من الله سبحانه وتعالى ومن ثم دعاء الوالدين للأمانة ، وباعتقادي أن السر في التميز هو الجد والاجتهاد في التمرين والتضحية والابتعاد عن السهر والتركيز على توجيهات المدرب وتشجيع زملائي اللاعبين لي ومساندتي وإعطائي الفرصة الكاملة التي من خلالها تمكنت من استغلال إمكانياتي والظهور بالشكل المطلوب .

إحباط

- لماذا تأخر ظهور علي الرشيدي إلى هذا الوقت رغم الإمكانيات الكبيرة ؟
- باعتقادي هناك أسباب عديدة ساهمت في هذا الجانب ، أولها قلة الاهتمام والتشجيع ، وعدم توفر وسائل النقل لدي ، حيث كنت أذهب للتمرين مشيا على الأقدام حتى أجد من يوصلني لملعب النادي ، وبالتالي لم أكن أجد على فرصة للعب وتقديم نفسي بالشكل الذي يرضي طموحات المدربين .

فضل كبير

- إلى من يعود الفضل في اكتشافك ؟
- للأمانة وبكل شفافية وصدق ، السبب بعد الله هو الكابتن وليد السعدي مساعد مدرب منتخبنا الوطني الأول السابق ومدرب نادي صحم الحالي ، هو من تعلمت على يديه أساسيات كرة القدم ، وقدم لي الكثير وكان يقوم بتشجيعي على المواصلة وأن لا أتوقف أو أبتعد بسبب بعض الأمور التي قد تحطم إمكانياتي وكان يوجهني بالابتعاد عن السهر وكان يقول لي سوف تصل لديك الإمكانيات الكبيرة وهو من له الفضل الكبير بعد الله .

أمنية دائمة

- فترة جلوسك على مقاعد البدلاء فترات طويلة ، بماذا كنت تفكر وما هو شعورك ؟
- كنت أتمنى المشاركة في أي مباراة حتى ولو خمس دقائق لعمل الفارق وأبرز الإمكانيات التي أمتلكها ولم أشعر باليأس أبدا ، ولم أكن أهتم لقلة المشاركات لو بالقليل من الوقت الذي سوف أشارك به ، دائما كان تفكيري في الحصول على الفرص وأنها سوف تأتي بما أنني أبذل جهدا في التمارين .

فترة عصيبة

- مررت بفترة عصيبة عندما كنت تبحث عن عمل هل أثر ذلك على مستواك ؟
- نعم كنت أعاني من ضغوطات مادية وأفكر كثيرا في تأمين المستقبل ، حيث إنني لم أكن أعرف بأنني سوف أحقق النجاح في مشواري الكروي أم لا ، وقد أثر ذلك على المستوى بكل تأكيد ، وحتى بعد إلتحاقي بالعمل واجهت صعوبة أخرى ، حيث أنني لم تمكن من مواصلة الحصص التدريبية مع النادي بشكل يومي والغياب عن اللعب في بعض المباريات بظروف وارتباطات العمل .

فرحة كبيرة

- كيف استقبلت خبر استدعائك لصفوف المنتخب بقيادة الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش ؟
- للأمانة شعرت بسعادة كبيرة ، وبأن كرة القدم بدأت في إنصافي أكثر عن ذي قبل خاصة في ظل العطاء التصاعدي الذي اقدمه في هذا الموسم بحسب إشادة المتابعين والجهاز الفني وزملائي اللاعبين في النادي ، وزادت من ثقتي بنفسي وأعطتني دافع كبيرللاهتمام أكثر وأكثر والتركيز بشكل مضاعف لرفع المستوى بشكل كبير من أجل تحقيق الطموحات التي كنت أحلم بها منذ زمن متمنيا التوفيق في المستقبل القادم .

تمارين يومية

- توقف الدوري في ظل الظروف المصاحبة لجائحة كورونا ، ما هو برنامج اليومي الحالي ؟
- الوضع أصبح صعبا بخصوص ممارسة التمرين ولكن بشكل يومي خلال فترة العصر أقوم بالجري لمسافة خمسة كيلومترات على البحر للحفاظ على اللياقة ولكن هذا الشيء لا يكفي للحفاظ على المستوى لأن المحافظة على المستوى تحتاج تمارين مركبة ولعب مع مجموعة ، وفي الوضع الحالي أجد صعوبة في ظل هذه الجائحة ، كما إنني اتابع الأفلام وأشارك أخوتي باللعب بالبلايستيشن وأمارس تمارين الحديد وفي بعض الأوقات نقوم بجلسات الشواء في فناء البيت من أجل كسر الروتين ، حتى يرفع الله عنا هذه الجائحة التي يمر بها العالم أجمع عاجلا وليس آجل ، ونسأل الله الصحة والعافية للجميع .