[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/06/h.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]حمد الصواعي[/author]
نعم غلاء المهور بات يشكل هاجسا ثقيلا وعقبة صلبة وتحديا عميقا لدى شريحة كبيرة من الشباب الطامح للزواج بهدف الاستقرار النفسي وتحمل المسؤولية في تكوين أضلاع أسرة متكاملة، ولكن المهور المثقلة بالآلاف تقصم الظهور ويا ليتها تقف عند ذلك التحدي ويتنفس العريس الصعداء، ولكن من تحدٍّ إلى تحدٍّ آخر ومن مطبة إلى مطبة أخرى، ومن هم إلى هم آخر بهدف إشباع رغبات وهواجس داخلية وعقد نفسية لا تنتهي بؤرها عند بعض الأسر، وبعد تحدي المهر المرتفع المتعارف عليه، ننتقل إلى تحدٍّ آخر وهو الصندوق السحري الممتلئ بالكثير من قطع الذهب المتنوعة وأغلى أنواع الأقمشة بمختلف أحجامها وأشكالها وفخامتها، وشتى أصناف الهدايا الفاخرة لعلامات العطور والبخور المزحومة في الصندوق السحري المغلف بتشكيلاته المختلفة من الورود والزهور والياسمين الطبيعي بهدف التصوير بأحدث الهواتف من مختلف الزوايا للتفاخر واستعراض المال بهدف البحث عن التقدير وكلمات المدح والثناء، وبعدها ويا ليتها انتهت الأمور وكفى وينفرد العريس بعروسه، ولكن أيضا هناك تحدٍّ آخر يجب أن يتجاوزه العريس بمضمون آخر وبتفاخر آخر بمكان العرس بقاعة خمس نجوم المدججة بشتى أنواع الأطعمة والمشروبات وكوشة وزفة وما يترتب عليها من تكاليف باهظة الثمن في استعراض المال والتباهي به بهدف التفاخر.
لتكون المحصلة بعدها ينتهي كل شيء ويتعرى الزوج تحت وطأة رزحة الديون المتنوعة لسنوات عديدة كضريبة قيود نحن من نصنعها وننسجها ونحملها أولادنا وبناتنا عنوانها الإسراف والتبذير لتجر بعدها خيبات وخيبات من الديون المتراكمة نتيجة قسوة متطلبات الحياة بالوقت الحالي.
رغم أن مبادئ ديننا الإسلامي تحرص كل الحرص على تسهيل سبل الزواج وإزالة العقبات وليس وضعها كما نفعل نحن الآن تجسيدا لسيد البشرية نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام" أقلهن مهراً أكثرهن بركة" وكذلك سيدنا عمر بن الخطاب قبل 14 قرناً من الزمان وحد المهور لجميع النساء وبمنهجية ثابتة.
ومن هنا نناشد أولياء الأمور بتأصيل القناعة الداخلية بتيسير سبل الزواج لأبنائنا وبناتنا بما هو متاح بدون تعقيد، والسعي وبكل قوة بإزالة العقبات والتحديات في المهور، والتخفيف بقدر المستطاع من البهرجة كنوع من التكاتف المبني على التعاون، ونتيجة ذلك أقترح بتأسيس صندوق لزواج في كل ولاية من أجل الدعم يشارك فيه كافة أثرياء ورموز الوطن بلحمة واحدة بقيمة واحدة وهبة رجل واحد كفرصة حقيقية يجسد فيه هذا التجمع الكبير من التجار والرموز والرواد دورهم الحقيقي في هذا الصندوق المجتمعي كمبادرة تحفيزية ملموسة لشباب الوطن الطامح لزواج من أجل دعمهم ولو بمبلغ رمزي من الصندوق.

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]