اعداد ـ علي بن سالم الرواحي9 ـ العلاقة الآلية: ذكر آلة الشئ وإرادة الشئ, نحو قوله تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ..) (إبراهيم ـ ٤), فذكر (اللسان) وأراد (اللغة) وهي آلة لها.10 ـ إطلاق اسم اللازم على الملزوم: كقوله تعالى:(فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) (الصافات ـ ١٤٣), وقوله:(من المسبحين) أي: يونس ـ عليه السلام ـ فأطلق اسم التسبيح عليه لأنه وصف لازم له.11 ـ اطلاق اسم الملزوم على اللازم: كقول الله سبحانه وتعالى:(أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) (الروم ـ ٣٥), ومعنى قوله:(يتكلم) أي يدِّل, فسماه (كلاماً) لأن كل كلام له دلالة تلازمه.12 ـ إطلاق المقيد على المطلق: نحو(مشفر زيد مجروح), فالمشفر في اللغة مقيد لشفة البعير, واستُخدِم لمطلق الشفة.13 ـ إطلاق المطلق على المقيد: كقوله تعالى:(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (الأعراف ـ ٧٧), فـأطلق قوم صالح ـ وهو مطلق ـ على المقيد وهو عاقر الناقة, لأنهم رضوا بفعله.14 ـ اطلاق الخاص على العام: كقوله سبحانه:( .. هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) (المنافقون ـ ٤), فأطلق الخاص (العدو) على العام (الأعداء) بدلالة (هم).15 ـ إطلاق العام على الخاص: كقوله سبحانه:(وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الشورى ـ 5) فأطلق (لمن في الأرض) وهو عام, على (المؤمنين) وهو خاص.16 ـ إطلاق الجمع على المثنى: كقوله تعالى:(إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّـهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ..) (التحريم ـ ٤), والأصل (قلباكما).17 ـ النقص: كقوله تعالى:(كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) (المطففين ـ ١٥), حيثا قيل: محجوبون عن رحمة ربهم, فنقصت (رحمة) حيث حذفت من السياق, والنقص يفيد نفي أي رحمة.18 ـ الزيادة: كقوله سبحانه:(وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (الرحمن ـ ٢٧), فزيدت (وجه) في عبارة (وجه ربك).4) الكناية: الكناية هي التعبير بالشيء ويراد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الظاهر, ولها ركنان: المكنى عنه والمكنى به, والمكنى به هو المعنى الظاهر الساتر للمعنى المراد, والمكنى عنه هو المعنى المراد المستور بالمكنى به, وهناك الكناية عن صفة كما في قوله تعالى:(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان ـ ١٨), حيث كنى بـ (تصعّر) و(مرحاً) عن الكبر, وهناك الكناية تكون عن موصوف, قال الله تعالى:(.. أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ..) (النساء ـ ٤٣), كنى عن البول والتبرز بالغائط, وهناك الكناية عن نسبة صفة إلى موصوفها أو نفيها عنه, مثال قولهم: (الذكاء بين عينيه) فصفة الذكاء منسوبة إلى العين, والعين جزء من الموصوف وهو الإنسان, فكأنه ينظر بذكائه.والكناية أسلوب جمالي جذاب وممتع, فائدتها: المدح والذم والايضاح واختصار المعنى,والتعمية والستر, وحسن الكلام.5) المجاز العقلي: لا علاقة للمجاز العقلي بالتجوز في وضع الألفاظ كما هو الحال في المجاز اللغوي, ولكن يتعلق بالتجوز في الأسناد, أي إسناد المسند إلى المسند إليه, لعلاقة ومناسبة بينهما, وهذا الأسناد لا يقره العقل, أي ليس منطقياً في الواقع, ولذا يُحمل على المجاز, فالمعنى الحقيقي هو ما يدل عليه حقيقة الأسناد ويتركب الإسناد النحوي بإسناد فعل إلى اسم او اسم إلى اسم هذا في الغالب، وتنشأ بلاغة المجاز العقلي من التجويز الإسنادي وعدم التقيد بالروتين مما يعطي ذلك ديناميكية في الإسناد, وتخطي الحقيقة إلى الخيال, والحركة من عناصر الحياة, فيكتسب الإسناد حياة وفعالية وجمال, هذه الحيوية هي التي تشد الأذهان لما فيها من الدهشة والتفخيم, وتصغي إلى معانيها المفخمة, وبالمجاز تتسع مجال المعاني لتضم الجديد والجديد.وأهم علاقات المجاز العقلي:1 ـ العلاقة السببية, نحو قوله تعالى:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال ـ ٢), فالآيات لا تزيد المؤمنين إيماناً, لأنها شئ معنوي لا إرادة لها, لكن الله هو من يفعل ذلك, لكن وقعت الآيات سبباً لزيادة الإيمان. 2 ـ العلاقة الزمانية: حيث يكون إسناد الفعل ونحوه لا إلى فاعله بل إلى زمان ذلك الفعل, نحو:(وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ) (الضحى ـ ٢), والليل لا يسكن لأنت لا حركة له, ولكن الناس هم الذين يسكنون عن الحركة, وزمالن هذا السكون هو الليل, وفي المجاز العقلي إشارة إلى سكون عموم من غشاهم الليل.3 ـ العلاقة المكانية: حيث يكون إسناد الفعل ونحوه إلى مكان الفعل لا إلى الفاعل،(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ..) (البقرة ـ ٢٥), فالنهر هو مكان جريان الماء فالجاري هو الماء, وفي إسناد الفعل إلى النهر, دلالة على أن الماء تدفق ملأ النهر.4 ـ العلاقة المفعولية: وهو التعبير عن اسم المفعول باسم الفاعل, نحو قوله تعالى:(فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) (النمل ـ ١٣), فالآيات لا تبصِّر بنفسها وأنما يبصرها الناس. 5 ـ العلاقة الفاعلية: هو التعبير عن اسم الفاعل باسم المفعول, نحو قوله تعالى:(وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا) (الإسراء ـ ٤٥), والحجاب يكون ساتراً لا مستوراً.