بروكسل ـ وكالات : أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك امس الخميس أن فريقي التفاوض من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا توصلا الى اتفاق حول علاقتهما بعد بريكست بشكل مشروع "إعلان سياسي" ينبغي المصادقة عليه خلال قمة بعد غد الأحد. وقال توسك إن المفوضية الأوروبية أبلغته بموافقتها على الاعلان السياسي حول العلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وأضاف "لقد ارسلت الى المفوضية مسودة الاعلان السياسي حول العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا" مضيفا "لقد أبلغني رئيس المفوضية (جان كلود يونكر) أنه تمت الموافقة عليه على مستوى المفاوضين، وعلى المستوى السياسي بشكل مبدئي". وأوضح أنه لا يزال يتعين على قادة الاتحاد الأوروبي إقرار النص الذي سيرفق بمشروع اتفاق حول بنود خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهذا النص الذي سيرفق بمعاهدة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "يحدد أسس شراكة واعدة وموسعة ومعمقة ومرنة" في مجالات التجارة والسياسة الخارجية والدفاع والأمن بحسب النص الواقع في 26 صفحة والذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية. وأفاد الاتفاق أيضا أن الفترة الانتقالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019 يمكن ان تمدد حتى نهاية 2022.وهذه الفترة الانتقالية يفترض أن تتيح التحضير لمرحلة ما بعد بريكست وخصوصا العلاقة المستقبلية الاقتصادية والتجارية بين بريطانيا والدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي. لكن المفوضية أعلنت لاحقا أنه لا يزال يجب العمل لحل مسألتي جبل طارق والصيد في اطار اتفاق بريكست.
وقالت الوزيرة البريطانية المكلفة شؤون العلاقات مع البرلمان اندريا ليدسوم الخميس إن "رئيسة الوزراء ستدلي بكلمة أمام مجلس العموم في وقت لاحق خلال النهار". وأشاع الاعلان عن الاتفاق أجواء إيجابية في أسواق المال البريطانية، حيث ارتفع الجنيه الاسترليني الخميس أكثر من 1% أمام الدولار.
من جانبه، كرر رئيس الحكومة الاسباني بيدرو سانشيز مساء أمس الاول من جديد تهديده بتعطيل الاتفاق حول بريكست في القمة الأوروبية الأحد، إذا لم يتضمن بشكل واضح منح مدريد حق الاعتراض في المفاوضات المقبلة حول جبل طارق.وقال رئيس الوزراء الاشتراكي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البرتغالي انطونيو كوستا على أثر قمة بينهما في بلد الوليد بوسط اسبانيا "إذا لم تتم تسوية هذا الأمر بحلول الأحد، فستصوت اسبانيا (...) للأسف بلا وستستخدم قدرتها على التعطيل لأنها قضية تمس بجوهر بلدنا".وأضاف أن "اتفاق الانسحاب غير مقبول ومثله الإعلان السياسي" حول العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، مؤكدا أنه على المفوضية الأوروبية ولندن أن "تدركا أنها نقطة أساسية".وتابع "نشعر أننا مضطرون لذلك (...) ندافع عن مصالح الأمة الاسبانية وسنفعل ذلك حتى النهاية".وتأخذ اسبانيا على مشروع الاتفاق حول بريكست الذي نشر قبل أسبوع بأنه لا يذكر بوضوح أن مدريد تملك حق الاعتراض في المفاوضات المستقبلية حول جبل طارق، الجيب البريطاني الواقع جنوب اسبانيا وتطالب مدريد بالسيادة عليه. وتطالب اسبانيا التي تؤكد أنها لم تطلع على مشروع الاتفاق إلا في يوم نشره قبل أسبوع، بتعديل النص من قبل كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه، أو بأي حل آخر لمنع أي "التباس". وكانت الدول الـ27 تعهدت قبل بدء المفاوضات حول بريكست في يونيو 2017 "ألا يطبق أي اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على أراضي جبل طارق" بدون ضوء أخضر من اسبانيا.وهذا التهديد الذي أطلقه الاثنين وزير الخارجية الإسباني خوسيب بوريل وكرره سانشيز بنفسه الثلاثاء قبل أيام من قمة بروكسل الطارئة التي يفترض أن تبرم اتفاق انفصال بريطانيا، شكل مفاجأة لأنه صدر عن دولة تعتبر مسالمة جدا داخل الاتحاد الأوروبي. وبمعزل عن الاتفاق الشامل حول بريكست، أبرمت مدريد ولندن أربعة بروتوكولات اتفاقات واتفاقا ضريبيا ستحكم شكليا الانتقال في العلاقات بين اسبانيا وجبل طارق بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، حسبما ذكرت سلطات جبل طارق والحكومة الاسبانية.وتتعلق هذه البروتوكولات بمكافحة تهريب التبغ من الجيب، والتعاون الأمني وحقوق العاملين على الحدود والبيئة.