عمّان - العمانية:يضم معرض استعادي للفنان الفلسطيني صالح المالحي 65 لوحة تمثل أبرز المحطات والتحولات التي مرت بها تجربة الفنان الذي عاش بين سنتَي 1943 و2013.وتمثل اللوحات المعروضة في جاليري مركز جلعد للثقافة والفنون، ما يشبه السرد المكتمل لملحمة تاريخية محورها الأرض والإنسان.وتعبّر اللوحات عن موقف الفنان تجاه قضايا يعيشها العالم العربي بمجمله، وتصوّر الحياةَ اليومية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني من جراء الاحتلال الإسرائيلي، مسلطةً الضوء على كفاح هذا الشعب وصموده ومقاومته سواء بالكلمة أو السلاح او الفن بأشكاله المتعددة.تنوعت أساليب الرسم لدى المالحي، لتشمل الواقعية والتصويرية والسريالية والتكعيبية والكاريكاتورية والرمزية، وفي عدد من اللوحات زاوج الفنان بين هذه المدراس ليترك بصمته الخاصة على اللوحة، ويبث فيها رؤيته وأفكاره التي تنحاز لقضايا شعبه بخاصة وقضايا الإنسانية بعامة، حيث مطلب الحرية والعدالة.. وهو ما تُبرزه لوحته "الغريب" التي تمثل صورة لإنسان يحمل الخريطة على ظهره، وفي ملامحه يتبدى الخوف والقلق وكذلك الحزن والتيه، وهنا تغدو الخريطة رمزاً للوطن، فيما يعبّر اتساع العينين عن نظرة نحو مستقبل مجهول.نُفذت اللوحات وفق تقنيات الرسم باستخدام الألوان الزيتية على القماش والحرق على الخشب، وجاءت الألوان في أغلبها داكنة وتميل إلى البني وتدرجاته لتعبّر عن العلاقة بين الإنسان والأرض، مع اشتغال مدروس على مفردتَي الظل والضوء، والمزاوجة الجمالية بين الالوان القاتمة وتلك الفاتحة.وتوثق أعمال المالحي مراحل التهجير واللجوء التي مر بها شعب فلسطين بعد تعرضه للنكبة، كما توثق لمراحل المقاومة والصمود؛ ففي جداريته عن القرية، يصور الفنان ثلاثة مشاهد تلخّص حال الإنسان الفلسطيني بين الماضي والحاضر والمستقبل، وكذلك في لوحاته "عرس الأرض" التي تحتفي بالحرية والحياة وتدين الحرب، و"صبرا وشاتيلا" التي تصور أشكال الظلم والاضطهاد التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، و"ناجي العلي" التي يصور فيها رسامَ الكاريكاتير ناجي العلي الذي دفع حياته ثمناً لنضاله ودفاعه عن حق شعبه.