أحمد بن موسى الخروصي:الشراكة الحقيقية هي التي تنبع من الذات، فالمجتمع هو صانع البيئة الحقيقي، وهو القادر على إيجاد بيئة صحية نظيفة، فبتكاتف المجتمع ولحمته يستطيع أن يجعل عنوان بيئته مطابقاً لهويته العمانية التي بكل تأكيد لا يقبل أن تكون بيئة ملوثة، أو يشوبها شايب فالمواطن يحب أن يرى مجتمعه نظيفاً ، كما يحب أن يرى بيته الصغير في أبهى حلله ، ومن خلال ذلك نستشعر مدى أهمية المحافظة على البيئة ومقوماتها الصحية لدى الفرد والمجتمع.قبل فترة وجيزة نظمت لجنة الشؤون البلدية بولاية السيب برنامجا بعنوان (طيب أثرك) بالتعاون مع المديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب ومجلس الآباء والأمهات بالولاية.البرنامج يهدف إلى أربعة محاور أساسية وهي غرس مفهوم المواطنة وتجليتها ببعض الأمثلة الموجودة في المجتمع لسلوكيات خاطئة تنم عن عدم تعمق المفهوم في نفوس البعض.تعريف الحضور بالقوانين والتشريعات العمانية وأهمية الالتزام بها لتحقيق المصالح العامة والاستقرار في المجتمع.توضيح دور المجتمع في الحفاظ على النظافة العامة والتكاتف مع البلدية لنشر الوعي الصحي والتخطيط الجيد وإدارة الوقت لتحقيق الإنجازات والتعامل الطيب مع من حولنا للوصول إلى السعادة. ومن خلال متابعتي لهذا البرنامج التثقيفي التوعي الذي استمر لأيام وفق برنامج زمني محدد شارك فيه عدد من الجهات المختصة، باحتضان المجتمع المحلي ليس فقط من أبناء ولاية السيب، وإنما من مختلف الأطياف سواء أولياء الأمور من الجنسين أو المقيمين، أو من عموم المجتمع.الجميل في هذا البرنامج مشاركة المجتمع كونه المستهدف الحقيقي، والذي يمكن أن يتقبله الناس برحابة صدر ومن بين هؤلاء منى الرئيسي إحدى مديرات المدارس المتقاعدات ، والتي نظمت البرنامج كونها عاشت الواقع بحكم عملها أيضا في المقابل استضافت سعادة هلال بن حمد الصارمي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية السيب لتقديم ورقة عمل عن أهمية هذا البرنامج من أجل إثراء المعلومة الحقيقية كونه عايش الواقع تحت قبة مجلس الشورى ويدرك مدى أهمية هذا العمل التوعوي التثقيفي ، في الوقت نفسه كان للمختصين بالمديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب أطروحات لتعريف المجتمع بالأنظمة والقوانين والواجبات التي ينبغي على البلدية تقديمها للمواطن ، فعلاً الحضور كان مميزاً كونه أقيم على ساحات مدارس الولاية وكانت الردود مثمرة من خلال ردة فعل المجتمع المحلي وتفاعلهم مع البرنامج وعلى الجانب الآخر استفاد المختصون ببلدية السيب من أطروحات المجتمع والمعاناة التي يعانونها من خلال بعض القوانين والأنظمة التي تعيق مشاركة المجتمع مع الحكومة لإيجاد بيئة نظيفة.نستخلص من هذا أنه لو عممت مثل هذه الأفكار على محافظات السلطنة بأساليب مختلفة تتناسب مع كل محافظة وفق هويتها ، بحيث إن مشاركة المجتمع مع جهات ذات الاختصاص وإجراء حوارات ذات شفافية بأسلوب علمي راق تثري الخدمة المجتمعية ، والتي ينصب صالحها لمصلحة الوطن بالدرجة الأولى والمجتمع بشكل عام ، لاسيما وأننا بحاجة إلى تكاتف وتعاون من أجل بيئة نظيفة فهي عنوان المواطن والمقيم ورسالة للزائر والسائح والعالم بأسره . والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .