كتب ـ يوسف الحبسي:تعد عملية تعدين النحاس في السلطنة واحدة من أقدم المهن إذ تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ويتواجد هذا المعدن اليوم في 6 ولايات وهي صحار وينقل والمضيبي وشناص والرستاق ولوى.وقالت الهيئة العامة للتعدين في تقرير نشرته على حسابها في التويتر: إن النحاس يتواجد في السلطنة في مناطق التأكسد لرواسب كبريتيد النحاس وضمن اللافا البازلتية، وتتراوح جودته من 1% إلى 3%، ومن أهم مواقع ترسبات النحاس التي تم اكتشافها في ولاية صحار "الأصيل، العرجاء، البيضاء" وفي ولاية ينقل "حيل السافل، والجديد، وأمل، وبشارة، والراكي" وأيضاً في لوى وشناص والرستاق والمضيبي.وأشارت الهيئة إلى أن النحاس هو أحد العناصر الكيميائية الموجودة في المجموعة الحادية عشرة من الجدول الدوري، ويكون شكله صلباً في الحالة الطبيعية له، وفي درجة حرارة الغرفة، وناعماً نسبياً في حالته النقية، كما أنه معدن مطاوع، بحيث يمكن تشكيله دون كسر، ويعد النحاس معدناً مقاوماً للتآكل، وموصلاً جيداً للحرارة، والكهرباء، والذي يكون باللون البرتقالي المحمّر، بالإضافة إلى أن له بريقاً معدنياً لامعاً، وهو أحد المغذيات الدقيقة الأساسية، والذي يتواجد كأحد العناصر الغذائية المهمة في النبات، والحيوان، والإنسان بتراكيز قليلة، ويوجد النحاس على الطبيعة في عدة صور منها الصورة المنفردة أو الصورة المتحدة، على شكل أكاسيد ويتم تنقيته باستخدام التحليل الكهربائي.وأضافت أن معدن النحاس يستخدم في مواد البناء، ومواد الكهرباء والإلكترونيات، والمنتجات الاستهلاكية العامة، والآلات والمعدات الصناعية، ومعدات النقل، بالإضافة إلى صناعة المجوهرات وتصميم المنازل والمكاتب .. مشيرة إلى أن السلطنة عرفت تعدين النحاس وصهره منذ الألف الثالث قبل الميلاد "العصر البرونز" وذلك نظراً لوفرة خام النحاس في جبالها، وقد ورد ذكرها باسم مجان "أرض النحاس" في الألواح السومرية، وذلك لتطابقها مع مواقع النحاس بمنطقة صحار.ويعتقد أن عمال المناجم العمانيين كانوا يستخدمون أزاميل معدنية لتكسير الصخور وكشف عروق النحاس، حيث دلل وجود "الخبث" إلى الكشف عن أغنى مستوطنات النحاس في السلطنة، كمستوطنة الميسر بسمد الشأن والذي يعود تاريخها للألف الثالث قبل الميلاد بالإضافة إلى مواقع مناجم النحاس الممتدة على طول وادي الجزي كالأصيل وعرجا والبيضاء والسياب وطوي عبيلة والواسط.