تؤوي المسنين الذين تعذرت رعايتهم عائلياالأسر البديلة ترجمة للتكافل الاجتماعي وإظهار للتواد والتراحم في المجتمعتقدم دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية خدماتها للمسنين ومن في حكمهم وفق منظومة شاملة بهدف توفير بيئة متميزة لهذه الفئة .وحول الدار وما تقدمه من خدمات قال خليفة بن سليمان المياحي رئيس دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية : إن الدار تؤوي المسنين ومن في حكمهم ممن تعذرت رعايتهم والاعتناء بهم في وسطهم العائلي أو محيطهم الاجتماعي وعددهم في الدار حتى الآن 43 نزيلا من بينهم 32 ذكرا و11 أنثى ومنهم من تجاوز الـ 60 في العمر ومنهم أقل من ذلك، وتُقدم لهم منظومة من خدمات الإيواء والرعاية والأنشطة، ويوفّر لهم السكن المريح والتغذية ذات الجودة العالية مع تقديمها لهم بشكل منتظم وفي أوقات محددة، مع إتاحة المجال لاحتضان هؤلاء النزلاء من قبل المجتمع.أما الكادر العامل في الدار فيبلغ عددهم 24 موظفا وموظفة من بينهم رئيس الدار والمسميات الوظيفية الإدارية والفنية الأخرى كوجود أخصائي شؤون إدارية، وأخصائي برامج وتوعية مجتمعية، وأخصائي اجتماعي، وأخصائي نفسي، وأخصائي تغذية، وباحث اجتماعي، وجامع بيانات، ومدخل بيانات الحاسب الآلي، ووجود الكادر الطبي من ممرضين ومضمدين، وكذلك سائقي السيارات والحراس ، إلى جانب وجود 27 عاملا لخدمة النزلاء ورعايتهم وكذلك الأعمال المرتبطة بالنظافة والتغذية والزراعة والبستنة.شروط الإيواءوفيما يتعلق بـ " شروط الإيواء في الدار" أوضح بأن الإيواء يكون في "أضيق الحدود" ومع تعذر وجود الأسرة البديلة حيث يُستقبل في بداية الأمر " طلب الإيواء" تمهيدا لإجراء البحث المكتبي والميداني، ومعرفة ظروف صاحب الطلب وحال أسرته من النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسكنية مع التيقن التام من مدى الحاجة إلى الإيواء ، ومراعاة من لا يوجد لهم أقارب من الدرجة الأولى أو يتعذر القيام بمهمة رعايته من ذوي القربى، والبحث عن أسرة بديلة تقدم له الرعاية ، وفي حال تعذر ذلك يتم رفع طلبه مع الدراسة المتكاملة لمسؤولي الوزارة للعمل وفق توجيههم ، وعادة ما يتم الأخذ بتوصية الدراسة التي رُفعت من قبل الدار .وفي هذا السياق أكد بأن الجهود تبذل ـ قدر المستطاع ـ للحيلولة دون وصول أو إلحاق أي حالة بالدار، وهذا ليس عجزا أو تنصلا من تحمل الدار لأعبائهم، ولكن الهدف سام والغاية نبيلة في الحرص والمحافظة على لحمة المجتمع وتماسكه وإظهاراً لمعاني البر بحق هذه الفئة وعيشها في مواقع سكناها، ولذلك أقرّت الوزارة فكرة " الأسر البديلة " سعياً لإبراز دور المجتمع وترجمة لمبدأ التكافل الاجتماعي وإظهار التواد والتراحم بين أفراده على أن يكون إيواء النزيل في الدار آخر الحلول ، ومناشدا خليفة المياحي المجتمع بضرورة تعاضده في احتضان هذه الفئة حيث يظل حنين نزلاء الدار مستمرا إلى محل سكناهم.فكرة احتضانويضرب المياحي في سياق حديثه مثالا على تكاتف المجتمع ففي حال قيام مثلا إحدى ولايات السلطنة بتبني فكرة احتضان النزلاء الموجودين في دار الرعاية الاجتماعية ممن ينتمون لتلك الولاية لاستطاعوا العيش في محل سكناهم وبين أهلهم وذويهم حيث إن أغلب الولايات يوجد منها نزيل واحد فقط في الدار، لذا يصبح الأمر يسيرا حين يتكاتف أبناء الولاية الواحدة بالتعاون والتنسيق مع لجان التنمية الاجتماعية أو الجمعيات الخيرية أو فريق رعاية المسنين وفروعه الموجودة في ولايات السلطنة ؛ لبناء ملحق سكني لهذا النزيل وتوفير عامل منزل يتولى خدمته وتعمم هذه الفكرة ولايات السلطنة الأخرى .صديق الداركما تحدث عن تعاون مختلف الجهات الحكومية والخاصة والتطوعية في إقامة البرامج المشتركة والفعاليات الترفيهية التي تضفي الفرحة والبهجة لنزلاء الدار وهناك مقترح لا يزال قيد الدراسة ويتمثل في السعي لإيجاد " صديق للدار " في مختلف ولايات السلطنة وبالأخص الولايات البعيدة لإيجاد باب التواصل والتعاون في تسهيل مهمة الدار في الأمور المتعلقة بالطلبات الجديدة أو لإيجاد الحلول لنزلاء الدار في إيجاد الأسر البديلة التي تشجع على احتضانهم وعودتهم إلى مكان سكناهم.وتحدث المياحي عن مرافق الدار كمكاتب إدارية، وصالة استقبال كبيرة، ومجلس بمساحة واسعة، وقاعة اجتماعات، وصالة العلاج الطبيعي، وعيادة تضم بين جنباتها صالة استقبال، ومكتب الممرضين، وغرفة التضميد، وغرفة أخرى للصيدلة، وغرفة ثالثة لتحضير العلاج، وغرفة رابعة للعناية الخاصة، ومصلى رجالي وآخر للنساء، وقاعة طعام رجالية وأخرى نسائية ، كما توجد قاعة متعددة الأغراض لإقامة الاحتفالات والفعاليات وحلقات العمل التدريبية ، ووجود عدد 11 وحدة سكنية مخصصة لإيواء نزلاء الدار ومجهزة بمختلف سبل الراحة ، حيث تتألف كل وحدة سكنية من صالة ومطبخ وأربع غرف ، بحيث تضم الثلاث الغرف سريرين لكل منها وتكون الغرفة الرابعة بنظام سرير واحد مع وجود دورة مياه خاصة لكل غرفة ، وبذلك يكون استيعاب كل وحدة سكنية 7 نزلاء.زيارات مستمرةوعرج على حصول دار الرعاية الاجتماعية في 2017م على جائزة الشيخ خليفة بن علي بن خليفة آل خليفة للعمل الخيري ، وتحظى الدار بزيارات متواصلة من مسؤولي وممثلي الجهات الحكومية وطلاب المدارس والمؤسسات الجامعية وأعضاء الجمعيات والفرق التطوعية، وقد حظيت دار في عام 2016م ب 57 زيارة، ووصلت عدد الزيارات في 2017م 96 زيارة، كما بلغ عددها في النصف الأول من عام 2018م الجاري 42 زيارة ، مما تساعد هذه الزيارات على بث السعادة والراحة للنزلاء.قبل الإيواءوقبل إيواء الحالات في الدار قالت شفيقة بنت صالح الهاشمية جامعة بيانات اجتماعية بالدار اننا نقوم بمهمة البحث الميداني بحق الحالة ومعاينتها وجمع المعلومات عنها في مقر إقامتها، وإعداد تقرير يشمل الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسكنية، ووضع أو ظروف ذويهم أو أقاربهم ومحاولة إقناعهم بتكفل رعايتهم والاهتمام بهم، وإن ثبت للأقارب رغبتهم في إيواء الحالة فإن الوزارة تعمل على تهيئة المكان المناسب لها كإيجاد غرفة ودورة مياه في المنزل الذي يفتقد إلى ذلك ، أو توفير الأجهزة التي تحتاجها الحالة كسرير طبي أو كرسي متحرك أو سماعة أو نظارة وغيرها من الجوانب التي يوصي بها تقرير البحث الاجتماعي ، وفي حال تعذر أيواء الحالات من قبل المقربين لها يتم إرسال تقرير البحث الاجتماعي إلى مشرف الدار تهيدا لرفعه إلى مسؤولي الوزارة ، كما نقوم بمهمة الإشراف على المسنين ، وكتابة سجل وفيات النزلاء.جهود التوعيةاما مريم بنت خليفه الخزيرية أخصائية برامج وتوعية مجتمعية بالدار فقالت اننا نعمل على تنظيم الفعاليات الترفيهية لنزلاء الدار بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة بالولاية، وتنظيم محاضرات دينية ورحلات خارجية لهم.خدمة النزلاءاما آسية بنت جمعة البسامية أخصائية اجتماعية بالدار فقالت اننا نستقبل طلبات الإيواء الجديدة، ونقوم بمهمة البحث الميداني للحالات التي تستدعي ذلك ومراجعة البحوث التي ترد من الباحثين وجامعي البيانات، بالإضافة إلى استقبال النزلاء الذين يتقرر إيواءهم بالدار واتمام إجراءات إيوائهم وتنظيم عودة النزلاء لذويهم في حال التعلميات تقتضي ذلك ، وتنظيم الزيارات المؤقتة لهم ولذويهم بين فترة وأخرى ، ومتابعة أوضاعهم في المسكن والملبس والطعام ، وصرف مصروف الجيب للنزلاء المستحقين لذلك .اما وداد بنت سعيد الرواحية أخصائية تغذية فقالت اننا نقوم بمهام الإشراف على مطبخ الدار من حيث نظافته ونظافة طاقم الطبخ وصلاحية المواد الغذائية، وانتقاء الوجبات الغذائية التي تتناسب والظروف الصحية للنزلاء، والتنسيق مع عيادة الدار للحفاظ على حالتهم الصحية .كما أن المجال النفسي دوره في خدمة النزلاء من خلال ما تقوم به أمل بنت عبدالله الخروصية أخصائية نفسية التي قالت اننا نقوم بإعداد ملف نفسي لكل حالة، وتوعية العاملين بالأسلوب الأمثل في خدمة النزلاء، ومتابعة الحالات المترددة على العيادات النفسية والعقلية التابعة للمستشفيات المرجعية بالتنسيق مع عيادة الدار، وإيجاد برامج وصناعات حرفية تجعلهم قادرين على العطاء واصطحابهم في البرامج والرحلات الترفيهية، ودمجهم وإشراكهم في نقاش جماعي حول موضوع معين.