لأصابِعُكَ الصَغيرةِ
مواجِعُ طفولتي!
لها أثرُ تُفاحةٍ ورطبْ
ولِعَزفِ نايها
بَعضُ ما سَمعتهُ
حِينَ بلغتُ يُتمي
منْ نعي "قابيل" أمامي!
أم لمْ جِراحَكَ يا مُحمدْ
اجمَعهُ منْ طِينِ هذي الأرضِ
ومنْ خرابِ تِينهِ المَنثورِ
في الوادي
ومِنْ ارتباكاتِ القَصَبْ
* **
لمْ يَنتظر
مَطرٌ على شُبّاكِهِ
لمْ يَنتَظِر
تشرينَ يُنجِبُ غيمَتين
فيَرجِعُ مثقلاً بالصّبرِ
في شَيبِ بحّار ٍ
ولهفةغلام ٍ
مبللٍ بماء ِ صِباهُ
وكان الليلُ لَهُ
الصَمتُ،
والكوفِية البيضاء
ومِسبحة الأصابِعِ
مُبتهلا كناسكٍ في الدارِ
إله الخَوفِ قِبلتهُ
يَصعدُ للنبوءةِ تارةً
يُلقي السماءَ على يَدَيهِ
إذا ما عَسعَسَ
الليلُ
بكلّ الممكِناتْ
فكأنَهُ يَتَسلّقُ قشّةً
في الرِيحِ
يَخلعُ نَعلهُ،
ليُهيأ رَاحِلةَ الوَداعِ
إلى جنَّةٍ لا تُرى
فينتَهي بهِ العُمر
مقبرة وناياً!!!!.

سميرة الخروصية