بتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال

المشروع سيخدم بعد إنشائه 52 ألف طفل في السنة من خلال خدمات تشخيصية وتأهيلية
تغطية ـ جميلة بنت علي الجهورية:
احتفلت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال صباح أمس بوضع حجر الاساس لمشروع المركز الوطني للتوحد بمحافظة مسقط وذلك ضمن مبادرات "هدية عمان" والذي حرصت الشركة على تفعيل مسؤوليتها من خلال دعم ومساندة أكبر برامج التنمية الاجتماعية في السلطنة وعبر مبادرتها الوطنية "هدية عمان".
ويعد المشروع هو الخامس من بين مبادرات الشركة والي يتوقع أن تستغرق فترة بنائه 18 شهراً وينفذ في منطقة الخوض السادسة بولاية السيب ويقام بتكلفة إجمالية تصل إلى "مليونين وثلاثمائة ألف ريال عماني"، ويقع على مساحة إجمالية تصل إلى 23 ألفاً و600 متر مربع إلى جانب مبنى المركز والبالغ مساحته 5 آلاف و225 متراً مربعاً.
رعى المناسبة معالي الشيخ محمد بن سعيد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية بحضور عدد من اصحاب المعالي والسعادة الوكلاء واعضاء مجلس الشورى والمكرمين بمجلس الدولة وعدد من المدعوين.
وبهذه المناسبة أكد راعي الحفل أن مبادرة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في تقديم هذه الهدية لحالات اضطراب طيف التوحد وأسرهم هي بادرة مقدرة تشكر عليها كما إن قطاع الإعاقة بحاجة إلى جهود الدعم والمساندة من مختلف مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع، مضيفاً ان وضع حجر الأساس لهذا المشروع الوطني يعد بادرة من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ومحفزة للمؤسسات والجهات الأخرى والتي ـ بلا شك ـ ساهمت في الكثير من القطاعات التي تعنى بالشأن الاجتماعي ووجود هذا المركز بخبرات محلية ودولية يخدم شريحة كبيرة من حالات التوحد، والتي أصبحت الكثير من الأسر العمانية تعاني من هذا الاضطراب وتلجأ إلى الكثير من المراكز لتقديم الخدمات لها.
فيما أوضح الشيخ خالد بن عبدالله المسن الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ان شراكتهم الاستراتيجية مع وزارة التنمية الاجتماعية تعني للمؤسسة التنموية للغاز الطبيعي المسال الكثير وان مبادرة هدية عمان والتي بدأتها المؤسسة منذ حوالي 20 سنة تتلخص في قيام المؤسسة كل خمس سنوات بتقديم هدية بمبلغ كبير للوطن يخدم أحد المشاريع التي تهم الوطن والمواطن، وقد بدأناها بمستشفى صور كأول هدية وتبعناها بمركز السلاحف براس الحد في صور، ثم مدرسة الابحار ومن ثم تقديم 26 سيارة اسعاف لشرطة عمان السلطانية ووزارة الصحة والمؤسسة اليوم تحتفل بمشروعها الخامس بوضع حجر الاساس لمشروع المركز الوطني للتوحد.
وأضاف: إننا سعيدون بهذه الشراكة والبادرة الخيّرة، حيث ان المشروع سيكلف في حدود المليونين ريال عماني ويخدم 200 طفل توحدي في اليوم و1000 طفل في الاسبوع و52 ألف طفل في السنة ووفق خطط المشروع سيستمر العمل فيه تقريباً لاكثر من 12 شهراً في الانجاز والانشاء.
وأشار إلى ان المركز الوطني للتوحد ستديره وزارة التنمية الاجتماعية وهو هدية من الشركة، وأن الميزانية المرصودة للمشروع تشمل انشاءه والتكفل بتجهيزاته بالكامل.
من جانبه أعرب الدكتور يحيى بن محمد الفارسي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد عن سعادته الغامرة بهذه المناسبة، والذي يعتبر ثمرة لجهود وتعاون العديد من الجهات كوزارة التنمية الاجتماعية والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.
وأشار الفارسي إلى جهود الجمعية العمانية للتوحد من خلال تثقيف المجتمع وزيادة وعيّه وتدريب وتأهيل المختصين بالتوحد، وتقديم الدعم الأسري مادياً ومعنوياً، كما اعتبر رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد أن الجمعية بمثابة حلقة الوصل بين الأسر التي ترعى أطفال توحديين وكافة المؤسسات ذات الاختصاص باضطراب طيف التوحد الحكومية أو الخاصة.
وأكد الدكتور يحيى الفارسي بأن اضطراب طيف التوحد أرّق العالم من خلال تنامي الأرقام المصابة به في كافة دول العالم، حيث أنه قبل أقل من 20 عاماً من الآن يكاد لا يسمح مصطلح "التوحد" ولكن في الفترة الأخيرة بات ذكر اضطراب التوحد بشكل مستمر، وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في حالات المصابين به، حيث يقدّر عدد حالات التوحد في الولايات المتحدة الاميركية بوجود طفل توحّدي من كل 60 طفلاً، أما على مستوى شمال اوروبا فيوجد طفل توحدي في كل 100 طفل، وذلك حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، وعلى مستوى السلطنة تم إجراء أكثر من دراسة حول هذا الجانب، كان أولها دراسة أقيمت بجامعة السلطان قابوس، حيث أظهرت الدراسة بأنه يوجد طفل توحدي من كل 5 آلاف طفل، ولكن كان لفريق العمل إحساس بأن ربما تكون هناك مشكلة تكمن في التشخيص الصحيح للاضطراب وكثير من الحالات لا تشخّص وبالتالي لا تصنف ولا تسجل، لذلك قمنا خلال الفترة الماضية بمراجعة تلك الدراسة، وتم تعديلها حسب المستجدات التي أوضحت بأنه يوجد طفل توحدي في كل 165 طفلاً في السلطنة.
وقال الفارسي: إن هذه الأرقام لا تزال تقديرية ولكن هناك سعي من جامعة السلطان قابوس وبالتعاون مع الجمعية العمانية للتوحد للشروع في دراسات أكثر عمقاً لتحديد النسبة الحقيقية ومعرفة معدل انتشار التوحد بالسلطنة.
وأضاف الدكتور يحيى الفارسي بأن عدد الحالات التي تم اكتشافها في الوقت الحالي يقارب 3 آلاف حالة وذلك من خلال الأرقام المسجلة لدى وزارة الصحة والجمعية العمانية للتوحد مع وجود إحساس كبير بأن هناك حالات أخرى لم تكتشف بعد، ونسعى لتقديم كافة الدعم المعنوي والمادي لتحسين وضع الأطفال وذويهم.
من جهتها اشادت صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد بهذا المشروع وقالت: نبارك للجميع هذا المشروع الوطني الممول من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، والذي سوف يخدم فئة التوحد، والتي تظهر من خلال القوة الاستيعابية لاستقبال حوالي 200 حالة في اليوم والذي يحتاج له اطفال التوحد من المجتمع العماني.
وأشارت سموها إلى مبادرة جمعية رعاية الاطفال المعوقين منذ نشأتها بالاهتمام بأطفال التوحد واستقبلتها ولذلك لا شك ان يكون هناك تعاون بين المركز والجمعية، لتفعيل العمل وتوحيد الجهود وخدمة هذه الفئة.
وأوضح راشد بن عبدالله النصري نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال: ان الهدف من المشروع ليس التعامل فقط مع طيف التوحد، فهو مركز متكامل ومركز تميز يشمل عمل الابحاث والدراسات ورصد المؤشرات والاحصاءات وبناء قاعدة من المعلومات وطرح ومناقشة التقارير المقدمة من مختلف الجهات، بحيث يقف على طيف التوحد ووضعه في المجتمع وما هي الاجراءات الاحتراجية والمعالجات التي يمكن القيام بها، اضف إلى ما يضيفه من تبادل للخبرات.
وعلى مستوى اولياء الامور أعربت فايزة الراشدية عن اهمية المشروع والذي ترى فيه انه المستقبل المشرق لابنائهم حتى يعيشوا افضل حياة وقالت: المستقبل الذي سيعيشوه بخدمات أفضل وامكانية اعلى، من التطورات والمهارات التي قد يوفرها هذا المركز وبجودة عالية، ولذلك نتمنى من جميع شرائح المجتمع أن تدعم هذا المشروع.
كذلك أشارت رقية بنت حارب الحديدية الى ان المشروع يعد نقلة نوعية للتوحديين وللاعاقات المختلفة وقالت: إنه مركز شامل للكثير من الخدمات التشخيصية والتأهيلية والمهنية، والتي ستلبي خدمات نبحث عنها كحقوق للاطفال التوحديين، ولذلك فهو نقلة للاهالي الذين يسعون وراء مصلحة أبنائهم.
وتضيف: إن الاهالي يهتمون في كيفية تطور ابنائهم ممن يعيشون في غربة في التأهيل والتي سيشملها المركز ويغطيها من خلال التخصصات المتعددة التي سيوفرها، خصوصاً ما بعد سن التأهيل وهو سن ما بعد 14 سنة، في إيجاد له التدريب المهني الذي يساعده ويهيئة للتعلم والعمل والمشاركة في البناء الوطني.
يهدف هذا المركز إلى تشخيص وتقييم الحالات داخل المركز منذ سن مبكر باستخدام مقاييس حديثة، وتنمية وتطوير قدرات حالات اضطراب طيف التوحد في مختلف الجوانب التطويرية "المعرفية، والحركية، والاجتماعية، والانفعالية"، ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بتحقيق الاندماج التام في المجتمع، إلى جانب تثقيف وتعزيز الوعي المجتمعي بهذه الفئة في كيفية التعامل مع حالات اضطراب طيف التوحد المتعايشين معهم.
ويقدم هذا المركز منظومة من الخدمات التأهيلية لحالات اضطراب طيف التوحد بدءاً من مرحلة التدخل المبكر للحالة وحتى عمر 30 سنة وتحديداً في مجالات التربية الخاصة، والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق والتواصل، والإرشاد النفسي وتعديل السلوك، والعلاج بالماء، والعالج بركوب الخيل، والتأهيل المهني، والعلاج بالرسم والموسيقى إلى جانب تقديم برامج الارشاد والتوجيه الأسري لأسر هذه الحالات.
يذكر أن مبنى المركز الوطني للتوحد يشتمل على عدد من المكاتب الإدارية كمكتب رئيس المركز، ومكتب مشرف التأهيل، ومكتب شؤون الإدارية، ومكتب الشؤون المالية، ومكتبين للأخصائيين النفسيين، ومكتبيين للأخصائيين الاجتماعيين، كما يشتمل على العديد من القاعات كقاعة استراحة أخصائيو التأهيل، وقاعة اجتماعات ، وقاعة التقييم والتشخيص، وقاعة الملاحظة أثناء اللعب، وعدد 15 قاعة للتربية الخاصة، و3 قاعات للجلسات الفردية، وقاعتين للعلاج الوظيفي، و5 قاعات لعلاج لنطق، بالإضافة إلى قاعة التهيئة المهنية، وقاعتين للعلاج الحسي، وقاعة العلاج النفسي، وقاعة متعددة الأغراض ومرفقاتها، وقاعتين للنشاط الموسيقي، وقاعتين للعب، وقاعة الطعام ومرفقاتها، وقاعة التقنيات المساعدة، وحوض العلاج بالماء ومرافقه، وغرفة تمريض، بالإضافة إلى تضمن المركز على بيئة محاكاة للمنزل، وبيئة محاكاة ثانية لمحل الحلاقة، وبيئة محاكاة ثالثة لعيادة الأسنان، ومصلى بمرفقاته للذكور وآخر للإناث إلى جانب وجود ساحة داخلية مغطاة .. وغيرها من المرافق الأخرى.