تحتفل البلاد في كل عام بذكرى الثالث والعشرين من يوليو بيوم مجيد وهو يوم النهضة المباركة الذي شكل نقطة انطلاقة نحو افاق العزة والتقدم والازدهار والطيران المدني هو واحد من القطاعات التي حظيت بالاهتمام من الحكومة الرشيدة وكان انشاء الهيئة العامة للطيران المدني في عام 2012م هو بداية رسم سياسات هذا القطاع نحو التغير للأفضل في مجال الطيران المدني اكان ذلك بتحقيق أعلى مستويات الامن والسلامة من خلال تنظيم هذا القطاع او تقديم خدمات الأرصاد والملاحة الجوية ذات جودة عالية متفوقة على مثيلاتها في المنطقة واصبح التركيز على عنصري الكفاءة البشرية وإستكمال النظم والمقاييس واللوائح المنظمة لهذا القطاع وتأكيدا لدور الهيئة الرئيسي في تنظيم الطيران المدني والخدمات المقدمة في هذا المجال وفي هذا الإطار أصدرت الهيئة حتى تاريخه 69 لائحة تنظميه ووثيقة مساعدة واكملت التدقيق في جانبي السلامة وأمن الطيران والخدمات المقدمة وذلك في جميع المطارات والشركات العاملة في هذا المجال وتم تسجيل 61 طائرة محلية واصدار868 إجازة صيانة طائرات. وعززت الهيئة اهتمامها بالبنية الاساسية فأدخلت الانظمة المتطورة والحديثة ذات مستوى عالمي في منظومة الطيران المدني العماني وكان مشروع تطوير مطاري مسقط الدولي وصلالة واضافة ثلاث مطارات اقليمية حديثة في كل من صحار والدقم ورأس الحد تعزيزا لدور السلطنة في هذا المجال.ومن ابرز الانجازات على مستوى الاداري والفني فقد تم اعتماد الهيكل التنظيمي للهيئة العامة للطيران المدني وقد اولت الهيئة الكادر البشري جل اهتمامها على مستوى قيادات الصف الأول أو الكوادر الإدارية والفنية الاخرى حيث بلغت مجموع البرامج 127 وعدد المتدربين 322 من مختلف التخصصات وانتظم قيادات الصف الأولى في برامج تدريب كوتشينج وأصبحت الهيئة من اوائل المؤسسات الحكومية في تنفيذ هذا النمط الجديد من التدريب على راس العمل للقيادات .وحرصا من الهيئة على التواصل المجتمعي وان تصبح أكثر قربا من الجميع فلقد تم تفعيل حساب الهيئة على توتير@PACAOMAN والذي تم تفعيله في مطلع عام 2014.وتوالت الإنجازات بتشغيل النظام المساند للمراقبة الجوية بتقنية حديثة ومواصفات متطورة ومنظومة تستخدم لأول مرة في المنطقة وما يدعو للفخر ان السواعد العمانية كان لها الدور البارز في المشروع من بداية تأسيسه وتصميمه واختباره وتشغيله وبمعايير دولية.كما تم تركيب أجهزة حديثة للهبوط الآلي وبتقنيات ذات مستوى عالي وتركيب عدد من أجهزة المساعدات الملاحية في جميع ربوع السلطنة خدمة لمستخدمي الاجواء العمانية.اما في مجال الأرصاد الجوية اصبح خبراء الأرصاد و إخصائيي الأرصاد الجوية العمانيين محل تقدير اقليمي وعالمي وما دقه المعلومات خلال الأنواء المناخية الاخيرة الا خير دليل لما وصلت اليه منظومة الأرصاد الجوية في السلطنة وتم رفد هذه الخبرات بالأنظمة المختلفة وكان اخرها مشروع رادارات الطقس الجاري تنفيذه مما يساعد على التنبؤ الدقيق والسريع وتقديم خدمات متميزة حول احوال الطقس والمساعدة في البحوث والدراسات المتبعة بهذا المجال .فيما يتعلق بزيادة التعاون الدولي وما تحظي به السلطنة من احترام فكان توقيع اتفاقية النقل الجوي مع الولايات المتحدة الاميركية في العام المنصرم هو نتاج علاقات وطيدة تربط حكومتي البلدين وتحظي هذه الاتفاقية بميزة الاجواء المفتوحة بين البلدين خدمة للشركات التي تعمل في مجالات النقل الجوي بشكل مباشر ورافدا اقتصاديا للبلدين في جميع المجالات الاقتصادية والسياحية والتبادل المعرفي كما تم التوقيع مؤخرا على اتفاقية النقل الجوي مع جمهورية جورجيا الصديقة وهذه الاتفاقيات من اصل ما يقارب مائة اتفاقية تم ابرامها حتى الان.وكان للهيئة العامة للطيران المدني دورا بارزا في اللقاءات الاقليمية والاجتماعات الدولية فقد شاركت السلطنة في اجتماعات المنظمة الدولية للطيران المدني حول تعديلات اتفاقية طوكيو وبرزت السلطنة دوليا من خلال استضافتها لمؤتمر السلامة الثاني لمنطقة الشرق الاوسط حيث هدف المؤتمر الى دراسة وضع سلامة الطيران في دول منطقة الشرق الاوسط .وخير تمثيل للسلطنة كان من خلال الجمعية العامة للهيئة العربية للطيران المدني العشرين حيث تمت تزكية الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني نائبا لرئيس المجلس التنفيذي للهيئة العربية للطيران المدني كما تم انتخاب السلطنة لعضوية المجلس التنفيذي وحظيت السلطنة بعضوية جميع اللجان الفنية بالهيئة العربية للطيران المدني .كل هذه النجاحات والمكانة المرموقة للسلطنة اقليميا ودوليا هي من منجزات النهضة المباركة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله وابقاه ـ قائدا ملهما لعمان وشعبها الأبي.