دمشق ـ الوطن:أدى التراجع الكبير في المخزون المائي لسد "الرستن"، الذي يعد أكبر سدود المنطقة الوسطى في سوريا (250 مليون م٣)، إلى ظهور مبنى أثري، يعود لفترة الاحتلال الفرنسي. وقالت مصادر أهلية في مدينة "الرستن" إن البناء كان مخصصا لتوليد الطاقة الكهربائية من نهر العاصي، بناه الفرنسيون قبل نحو قرن من الزمن، وعندما تم بناء السد، في خمسينيات القرن الماضي غمرته مياه السد، ليعود ويظهر من جديد، ولأول مرة بعد عشرات السنين من اختفائه، عقب انخفاض مياه السد إلى ما دون الحجم الميت في الصيف الماضي. وأشارت المصادر الأهلية إلى أن البناء يقع قرب "دير مار مارون" الشهير، حيث أكد الباحث الأثري "عبد الرحمن أيوب" ابن مدينة "الرستن"، أن "دير مار مارون" يقع في "خربة البللور"، الواقعة بالقرب من معمل الكهرباء القديم، الذي بنته فرنسا في مطلع القرن الماضي على الجانب الشرقي الجنوبي من بحيرة سد الرستن. ويقال إن "الدير" كان يقيم فيه 800 راهب، وكان يسمى "دير البللور". وإلى الجنوب الغربي من "دير البللور" والمبنى الأثري، يوجد جسر أثري على نهر العاصي هو الأكبر في المنطقة الوسطى، مبني من الحجارة البازلتية السوداء بطريقة معمارية وهندسية جميلة جدا ويقع بين قريتي "كفرنان" و"الغجر" (غرناطة حالياً)، ويوجد بجانبه أعمدة أثرية ضخمة مبنية أيضا من الحجارة السوداء، التي تشتهر بها محافظة حمص، وفوق هذه الأعمدة الأثرية، توجد قناة مائية حجرية، لنقل مياه الري من ناعورة "الرستن"، التي كانت موجودة على نهر العاصي قبل نحو 100 عام، إلى الأراضي الزراعية في قرى "غجر أمير وتسنين وكفرنان". ويعود تاريخ مدينة "الرستن"، الواقعة في منتصف المسافة بين مدينتي حمص وحماة، إلى النصف الثاني من الألف الثانية قبل الميلاد، ووقعت تحت النفوذ الروماني عام 64 قبل الميلاد، وهي من المدن السورية الغنية جداً بمعالم سياحية وأثرية قديمة.