[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fawzy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]فوزي رمضانصحفي مصري[/author]” لاينهض المجتمع إلا على أساس المصالح لكن في إطارها الشرعي والقانوني، بعيدا عن الغش أو التزييف أو التدليس ، وأن يكون الهدف من التقاء المصالح ما ينفع الناس وما يمكث في الأرض وما ينشر الخير للجميع ، فعندما يجتهد الطالب للحصول على العلامات الكاملة بالمثابرة والاجتهاد متخطيا أساليب الغش ، يكون قد حقق وعزز الصالح العام في إطار سعيه لتحقيق طموحه المتمثل في مصلحته الشخصية ، في التفوق والرقي والرفعة...”كل مرتبة عقلية تكشف عن خلق ، وكل فعل تشكل يجاهر عن مكنون صاحبه وكل سلوك يكشف خبايا النفس ومضمون بشرية الإنسان ، نعم خلق الإنسان في كبد ليكابد العيش والتمسك بالحياة، يكابد بني جنسه ليظفر بالسلام، ويكابد نفسه لينقيها من الآثام والشرور، أو يدفعها للمهالك والدمار، في علاقة الإنسان بكل شيء على وجه البسيطة ، كان هناك دائما المحرك والدافع أو الباعث ، أو بالمعنى الأشمل هي المصلحة التي تحرك كافة البشر، نحو السعي الدؤوب والمتواصل لتجاوز أوجه القصور لديه وإلى تمكين ذاته من تحقيق المنفعة الخاصة ، وحتى الوصول إلى المنفعة الحدية والشعور بالزهو والفخار من تحقيقه للمراد أو تملكه للمقصود أو بلوغه للهدف.قد يغضب البعض عندما يقال له (مصلحجي) أي يسعى نحو مصالحه ، عندما نكون جميعا وبلا استثناء أصحاب مصالح، إذا ماهو العيب هنا عندما تلتقي جموع المصالح الخاصة في إطار مصالح المجتمع، ويزداد الشك والريبة فيما يدعون دائما أنهم يعملون للصالح العام هذا كذب وتدليس ، لكن الصحيح أن تنسجم المصالح التي تبدو مختلفة أو حتى متعارضة، لتكون متلاقية ومتقاطعة في نقطة التقاء الهدف، فمن يقيم مصنعا أو متجرا كبيرا أو ينشئ مؤسسة كبرى ، لم يكن هدفه أولا الصالح العام أو الأعمال الخيرية فقط ، بل سعي لاقتناص فرصة للمكسب والربح وجمع المال، ولكن في هذا السعي ، كم أوجد من الوظائف، وكم وفر من الأعمال وكم فتح من أبواب الرزق لمجتمعه، فليس الصالح العام هدفا اجتماعيا منشودا في حد ذاته، بل هو وسيلة للعيش المشترك والتقاء ذوي المصالح الخاصة لتحقيق مصلحة المجتمع ككل.لاينهض المجتمع إلا على أساس المصالح لكن في إطارها الشرعي والقانوني، بعيدا عن الغش أو التزييف أو التدليس ، وأن يكون الهدف من التقاء المصالح ماينفع الناس وما يمكث في الأرض وما ينشر الخير للجميع ، فعندما يجتهد الطالب للحصول على العلامات الكاملة بالمثابرة والاجتهاد متخطيا أساليب الغش ، يكون قد حقق وعزز الصالح العام في إطار سعيه لتحقيق طموحه المتمثل في مصلحته الشخصية، في التفوق والرقي والرفعة على كافة أقرانه، وعندما يجتهد الأبوان بالكد والتعب في التربية الراقية والتعليم المتواصل ، والسهر والمعاناة في سبيل بناء صرح إنساني متمثلا في أبنائهم ، يكونون قد حققوا الصالح العام ، في الدفع بجيل متعلم ومتحضر في إطار سعيهم للظفر بشهادة حسن التربية وإشادة المجتمع برقي أبنائهم .ولم تكن علاقة الرجل بالمرأة رغم كل ما تحتويه من حب واحترام وسكن ومودة ، ألا ويحكمها دافع المصلحة الخاصة وتكوين أسرة والإنجاب وتحقيق حلم الأمومة للمرأة وحلم الأبوة للرجل، وهذا يصب في المصلحة العامة بدعم التوازن السكاني لأي مجتمع، والحافظ على النسل البشري من الانقراض والاندثار، حتى العامل المتميز أو الموظف المجتهد، في إطار سعيهم لتحقيق الجدارة واتقان أعمالهم وسرعة إنجاز مهامهم الموكلة إليهم وتحقيق غايتهم ومصلحتهم الشخصية، من الريادة والترقي وزيادة رواتبهم هم يسعون في نفس الإطار لتميز مؤسساتهم ومواقع أعمالهم في إطار المصلحة العامة لتحسين الأداء والإنتاجية لصالح مجتمعهم.وقد دفع بذلك مديرو الأعمال إلى التركيز على عامل الإثابة أو الحافز أو المكافأة أو الراتب الجيد، أو التقدير أو الثناء أو رفع سيف العقاب والتوبيخ والخصم، بل والطرد من محل العمل لتدعيم عنصر المصلحة الخاصة السوية، واستثارتها بكل تلك الوسائل المساعدة لتحقيق مصلحة العمل والمؤسسة، فما هو الدافع الذي يستفز الفرد ليستيقظ من أحلى ساعات نومه وترك فراشه، ليسارع الخطى ويتحمل المشقة ليلحق بعمله. قد يلتبس على البعض الخلط بين المصلحة الخاصة والأنانية، الأولى حافزا لتحقيق المصلحة العامة، وخير المجتمع أما الأخرى سلوك فردي ينبع من شخصية مترهلة ونفسية متأزمة تحويها شروخ من عزلة النفس فى سجن الطمع والجشع، تلك الشخصية الأنانية التي تسعى للحصول على حق الغير أو تستحوذ على مقدرات البعض، أو السعي للحصول على مكاسب خاصة وعوائد مميزة، على حساب أقرانه وزملائه بل قد تسبب عن وعي أو دونه في إلحاق الأذى بالآخرين، أو التعدي على حقوقهم مادية كانت أو معنوية. إذن الشخصية الإيجابية التي لاتعنيه ولاتعيبه كلمة (صاحب مصلحة) هي الشخصية السوية الفاعلة التي تنتج وتتقدم وتتفوق، حيث تلتقي كافة المصالح المشروعة، ليتأكد سعي الجميع نحو مصالحهم في إطار المصلحة العامة وخدمة المجتمع.