إن المرحلة الجامعية من أهم المراحل في حياة الطالب الجامعي بسبب ما تضيفه من فرص النمو الشخصي والتعلم الأكاديمي، غير أن هذه المرحلة كأي مرحلة يمر بها الإنسان، يواجه فيها الطالب بعض التحديات والصعوبات التي تجعله خارج نطاق الراحة وما اعتاده من روتين. إن الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى يجعل حياة الطلبة في تغيير مستمر وذلك بسبب ما يحدث من تجديد في الأفكار وتراكم الخبرة وزيادة المعرفة ،ويعد دخول الطلبة للمرحلة الجامعية انتقاله كبيرة في حياتهم نظراً لما تحمل هذه المرحلة من أهمية في بناء شخصية المتعلم والتطور في مستوى التفكير والثقافة، وعلى الرغم من أهمية المرحلة الجامعية في حياة الطلبة إلا أنهم يواجهون فيها الكثير من الصعوبات. وتختلف المشكلات باختلاف مصادرها فمنها الاقتصادية والاجتماعية والشخصية التي تتعلق بالطالب أو الأستاذ ومنها ما يتعلق بالمادة العلمية ، وقد تتعلق تلك التحديات ناتجا عن فقدان التواصل مع الأصدقاء وزملاء الدراسة في المرحلة الثانوية والتي اعتاد الطالب عليها فترة من الزمن. إضافة إلى ذلك فان بيئة الجامعة تعطي الطلبة مجالا أكبر للحرية وفي نفس الوقت مسؤولية أكبر في اختيار التخصص، أو التصرف في أوقات الفراغ، أو حضور المحاضرات أو الغياب بنسبة معينة ... الخ.هنا نجد أن إدارة الوقت تصبح مشكلة يعاني منها الطلبة بشكل عام والطلبة الجدد خاصة، حيث يواجهون فترات ضغط دراسي لا يترك لهم وقتا كافيا لأداء الواجبات و الالتزامات الدراسية الأخرى، وبين الفترات التي يقضونها خارج أوقات المحاضرات، حيث لا يوجد جدول زمني محدد مشابه لما اعتادوا عليه أثناء الدراسة الثانوية، وهذا يؤدي في معظم الأحيان إلى التسويف في أداء الواجبات وعدم الالتزام بمواعيد المحاضرات.كما يواجه الطلبة الجدد بعض التحديات الأكاديمية مثل صعوبة الدراسة باللغة الانكليزية أوصعوبة استخدام تكنولوجيا التعلم الحديثة المستخدمة في الجامعة، بالإضافة إلى تحديات استخدام التفكير الإبداعي والنقدي في الدراسة بدل الحفظ .ومن جانب اخر نجد ان الطلبة المغتربين (الذين يدرسون في بلدان بعيدة عن بلدهم الوطن) فأهم التحديات التي يواجهونها هي الحنين إلى الوطن و الشعور بالعزلة ويكون ذلك بسبب بعدهم عن أسرهم وأصدقائهم وصعوبات التكيف مع الواقع الجديد فضلاً عن الصعوبة في التعرف على القيم والقوانين التي تسير بموجبها البيئة الجديدة، وقدرتهم على ملائمة انفسهم لهذه البيئة والحضارة الجديدة وتطوير أساليب للتعامل معها والتوفيق بينها وبين بيئته وحضارته الأصلية خاصة مع وجود المتضادات في بعض القيم بين الحضارتين. يمكن توقع صعوبة التأقلم الاجتماعي ـ الحضاري استناداً على القدرة اللغوية (التمكن من اللغة)، الفترة التي مرت على وجود الفرد في البيئة الجديدة، ومدى البعد والاختلاف بين البيئة الجديدة وحضارته وبيئته الأصلية ومستوى التعامل مع الثقافات الجديدة. أما الطلبة المقدمون على التخرج فان أكثر ما يؤرقهم هو التفكير في مرحلة ما بعد التخرج، مثل كيفية الحصول على فرص عمل تلبي طموحاتهم وآمالهم، والتطلع إلى تحمل مسؤوليات الحياة بعد التخرج.وعليه طلبة الجامعة يحتاجون إلى من يستمع إليهم ويقدر أفكارهم وينمي إبداعاتهم ويحترم آرائهم ومقترحاتهم، ولهذا دورالجامعة كبير جداً في مراعاة طلابها وتقديم كل ما يحتاجون إليه من خدمات وأن يهيأ لهم المناخ المناسب لكي يتعلموا بكل ثقة واتزان وتكون حياتهم الجامعية مستقرة وميسرة، فضلاً عن ذلك يتطلب أن يكون جميع طلبة الجامعات على قدر واف من تحمل المسؤولية.د.مها عبد المجيد العاني* نائبة مدير مركز الارشاد الطلابي ـ جامعة السلطان قابوس