احتفالات العيود متواجدة والعادات والتقاليد متوارثة بين الاجيال وسط فرحة بين الجميع

العيد يرسم البسمة على الأطفال وعادة التواصل مع ذوي الارحام لها طابعها الخاص بين الجميع

قريات ـ من عبدالله البطاشي: نزوى ـ من سالم السالمي: أدم ـ الوطن: المضيبي ـ من سعود المحرزي: المصنعة ـ من خليفة الفارسي:
تتواصل بمختلف محافظات وولايات السلطنة الاحتفالات بمناسبة عيد الاضحى المبارك وسط فرحة كبيرة وتجسيد للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع العماني والتي تتبلور في ذبح الاضاحي والزيارات العائيلة والتواصل مع ذوي الارحام وتبادل الهدايا وزيارة الاماكن السياحية والترفيهية.
قريات
وفي ولاية قريات بمحافظة مسقط تتقارب العادات وتتشابه مظاهر العيد في مختلف محافظات السلطنة مع اختلافات شكلية، ولكن تبقى المظاهر الأساسية ثابتة لا تتغير كثيراً مثل: العيدية والشواء والمشاكيك والعرسية وزيارة الأقارب والفنون الشعبية، وللعيد طابع خاص لدى جميع العمانيين فهم يحتفلون بالعيد على طريقتهم الخاصة وبعاداتهم التي توارثها الآباء عن الأجداد، حيث تبدأ الاستعدادات لاستقبال العيد قبل حلوله بعدة أيام، وذلك من خلال تجهيز كافة المتطلبات الخاصة به سواء أكان ذلك من حيث شراء الأضاحي والبهارات أو من حيث تجهيز الملابس إضافة إلى شراء وتجهيز الحلويات التي يتم تقديمها في أيام العيد، كما يقوم البعض بتجهيز التنور وتنظيفه من المخلفات وشراء الحطب الذي يوقد به التنور، كذلك تجهيز المشاكيك ومستلزمات الشواء المتمثلة في شراء خصفة الشواء المصنوعة من خوص النخيل، فيما تكون استعدادات النساء من خلال تجهيزهن لملابس العيد لهن ولأطفالهن بالإضافة إلى تجهيزهن لباقي مستلزمات العيد الأخرى مثل:(التبزيرة) التي يتم استخدمها لـ (الشواء)، وخلط البهارات التي يتم استخدامها للمحمس والمشاكيك.
وللعيد في ولاية قريات مظاهر كثيرة وعادات وتقاليد ربما أنها لا تختلف كثيراً عن باقي ولايات ومناطق السلطنة الأخرى، حيث ترى الفرحة في نفوس الصغار والكبار وترى الكل مبتهج فرحاً في أول أيام العيد، ففي أول أيام العيد يجتمع الأهالي كباراً وصغاراً، منذ الصباح الباكر في المجلس العام (السبلة)، وذلك لتبادل التهاني بمناسبة العيد السعيد، وتناول وجبة الإفطار بشكل جماعي، حيث يقوم الأهالي بإحضار العرسية، التي يتم إعدادها منذ الصباح الباكر من منازلهم ويجتمعون عليها في جو أسرى تسوده فرحة العيد والمحبة والتعاون فيما بينهم، وهذه العادة تعد من العادات القديمة التي ما زالت موجودة حتى الآن ويحرص على إحيائها الآباء والأبناء أثناء مناسبات الأعياد، بعدها يتجه الجميع لمصليات العيد لأداء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة، ثم تبادل التهنئة وإقامة الأهازيج الشعبية بمختلف الفنون التقليدية، والتوجه إلى السبل أو المجالس أو المساجد لتناول القهوة والفواكه والحلوى العمانية التي تعتبر رمزاً لكرم الضيافة العمانية، نظراً لمكانتها وجودتها وتميزها بين مختلف أنواع الحلويات التي تقدم أثناء المناسبات، حيث لا يخلو أي بيت عماني من وجود الحلوى العمانية وخاصة أثناء مناسبات الأعياد، وهي تختلف في صناعتها وجودتها من مصنع لآخر.
وبعد الانتهاء من تناول القهوة يتجه الجميع إلى منازلهم استعداداً لذبح الأضاحي، حيث يجتمع الأهالي في مكان مخصص لذبح الأضاحي، وذلك بهدف التعاون والمساعدة فيما بينهم، بعد ذلك تبدأ النساء بالإعداد لوجبة المحمس التي تعتبر من الوجبات الأساسية في أول أيام العيد، أما بالنسبة للأشخاص الذين لم يذبحوا في أول أيام العيد فيقومون بتبادل الزيارات بين الجيران وصلة أرحامهم وتقديم المساعدة لهم.
كما إن من أهم ومظاهر العيد والعادات التي يحرص الجميع على القيام بها أثناء الأعياد هي عمل الشواء، حيث تعتبر هذه الوجبة من أهم الوجبات التي تتميز بمذاقها وطعمها الخاص وهي من العادات الجميلة التي يتوارثها العمانيون منذ قديم الزمان، وتكون هي من أفضل الأكلات الشعبية التي تقدم خلال الأعياد والمناسبات الدينية الأخرى، حيث يستعد الأهالي للشواء قبل العيد بفترة ، وذلك من خلال تنظيف التنور وإزالة المخلفات التي تبقت من العيد الماضي إضافة إلى شراء المستلزمات الخاصة بعمل الشواء مثل الخصفة التي يتم وضع اللحم بداخلها بعد أن يخلط اللحم بـ (التبزيرة) التي تتكون من البهارات العمانية والثوم والفلفل الأحمر، حيث أن للشواء مذاقا وطعما جميلا، وخاصة إذا ما أضيفت له أوراق أشجار الموز، حيث يتم لف اللحم بعد أن يتم وضع التبزيرة عليه بورق الموز الأخضر والبعض يفضل الورق اليابس ويحكم جيدا ومن ثم يتم وضعه في داخل (الخصفة)، ويجتمع الأهالي بعد صلاة العصر في مكان موقع التنور ، وذلك استعداداً لرمي الشواء بعد أن يتولى أحد الأشخاص عملية إشعال النار في داخل التنور وتجهيز ورمي الحطب، وبعد أن يتم رمي جميع الخصف أو العلب الخاصة بالشواء يتم تغطية التنور بصفيحة معدنية أو بالخشب ويهال عليه التراب من كافة الجوانب، ويتم التأكد من عدم وجود أية تهوية أو تسرب للدخان، وثم يترك إلى ما بعد صلاة الظهر من اليوم الثاني ليجتمع الأهالي مرة أخرى استعدادا لفتح التنور من جديد، ليتم استخراج الشواء منه وسابقاً كانت هناك بعض الصيحات والأغاني الشعبية التي يرددها الأهالي سواءً أثناء رمي الشواء أو عند فتحه، أما بالنسبة لوجبة (المشاكيك) فهي الأخرى تعتبر من الوجبات المميزة والمحببة لدى الجميع في أيام العيد فالبعض يفضل إعدادها في مساء أول أيام العيد، والبعض الآخر في ثاني أيام العيد كل حسب عادته، وعادة ما يتم تقطيع اللحم المخصص لها على شكل قطع صغيرة تضاف إليها البهارات الخاصة بها ثم يتم شكها في أعواد تم إعدادها من زور النخيل (المشاكيك) والبعض يفضلها من أشجار الشوع ليتم إعدادها على الفحم.
نزوى
وفي محافظة الداخلية احتفلت جميع قرى ومناطق ولاية نزوى ونيابتا الجبل الاخضر وبركة الموز بيوم رمي الشواء العماني الذي تم مساء أول يوم عيد الاضحى المبارك في بعض القرى وثاني ايام العيد في مناطق وقرى اخرى بالولاية من خلال احتفالية اجتماعية متعارف عليها لدى المجتمع العماني بحضور كبار السن والاطفال وهذه المناسبة السعيدة لدى الجميع تمثل واحدة من العادات والتقاليد العريقة ويتوارثها العماني جيلٌ بعد جيل.
ويسبق ذلك من الاستعدادات في كافة قرى الولاية في تجهيز التنور من حيث تنظيفه مما تبقى من مخلفات عيد الفطر من الاتربة والفحم والاخشاب التي لا تصلح للاستخدام للمرة الثانية، كما تم احضار الاخشاب المناسبة التي سوف ترمى في التنور ومن ثم اشعال النار في الفترة المسائية اي بعد صلاة العصر من خلال الاهالي المختصين في تجهيز التنور وتحضير التربة وخلطها بالماء حتى تتكون طينة توضع في سقف غطاء التنور بشكل محكم حتى لا تخرج منه حرارة النار وذلك لكي تعمل على نضج لحم الشواء الموضوعة في الخصفة المصنوعة من سعف النخيل.
عملية دفن الشواء
تتم احتفالية دفن الشواء أو رمي الشواء في التنور بعد صلاة المغرب مباشرة حيث يحضر الاهالي ورب الاسرة سواء كان صغيراً أو من كبار السن الخصفة المعدودة بصورة محكمة وبداخلها لحم الشواء سواء للحم البقر أو الضأن المخلوط والمغطى بالبهارات (التبزيرة) وهي خلطة عمانية خاصة عرفت في اعدادها الاسرة سواء في عيد الفطر أو عيد الاضحى، وصاحب احتفالية رمي الشواء الفنون الشعبية كالرزحة والرزفة وتبقى هذه الاحتفالية في مجتمع متحابا ومتعاونا ومتكاتفا بكل همة وحيوية حيث يعمل الجميع نجاح هذه المناسبة ليهنأ الجميع بشواء ناضج ولذيذ بطعم رائحته التي تبقى حضارة في وجبة الغداء في يوم احتفالية اخراج الشواء من التنور.
كيف يستخرج الشواء؟
من العادات المعروفة لدى الاهالي في الحارات منذ القدم يعرف مسبقاً لدى الجميع موعد فتح التنور فيتجمع الاهالي كباراً وصغاراً امام التنور، حيث يترقب الجميع تلك اللحظة الجميلة والرائعة حين يتم ازالة الطين وازاحة غطاء التنور وترتفع رائحة الشواء لترسم الفرحة والبهجة، حيث يتم ذلك في بعض الحارات والقرى صباح اليوم الثالث من ايام العيد وفي حارات وقرى اخرى يتم فتح التنور قبل صلاة الظهر بحيث يكون لحم الشواء ساخنا لكي تتناوله الاسرة مع وجبة الغداء وسط فرحة الاطفال والاسر والعائلات ورائحة الشواء تفوح بطعمه وشهيته.
أدم
مواكبة لأفراح عيد الاضحى المبارك انطلقت فعاليات العيود الثقافية الترفيهية في ولاية ادم والتي ينظمها فريق الفضاء الرياضي الثقافي التابع لنادي البشائر وذلك في ساحة المسرح بمقر الفريق وبمشاركة الأسر والاطفال وجموع غفيرة من الاهالي حيث تستمر هذه الفعاليات لمدة ثلاثة ايام متتالية.
وتضمن برنامج العيود في اليوم الاول على العديد من الفعاليات والمسابقات الثقافيه والالعاب الترفيهية للاطفال واستعراض الفنون الشعبية كفن الميدان والعازي والإنشاد وكذلك بيع الألعاب للاطفال، كما سيتم تخصيص اليوم الثاني يوم مفتوح للنساء والاطفال وذلك بمشاركة فريق بسمات التطوعي
حيث يتخلل الحفل مسابقات حركية للأطفال وأناشيد وبرامج المسرح المفتوح مع صحبة الشخصيات الكرتونية وفي اليوم الثالث تختتم الفعاليات ببرنامج مفتوح.
تأتي هذه الفعاليات بهدف رسم البسمة على الاطفال وايجاد بيئة مناسبة تعم فيها مظاهر الفرح والبهجة تقضي خلالها الأسر والعائلات والشباب ايام العيد المباركة وكذلك تنمية وصقل مواهب الاطفال والشباب وغرس حب المشاركة لديهم في المناسبات الاجتماعية والتفاعل مع المجتمع المحلي.
المضيبي
وفي محافظة شمال الشرقية تتعدد المظاهر والعادات بين قرية وأخرى والفرحة واحدة تعم أرجاء الولاية، حيث تحتفل ولاية المضيبي بالعيد مثل باقي ولايات السلطنة وبما أن لكل ولاية بل لكل قرية عادات وتقاليد توارثها الاباء عن الاجداد ويتوارثها الابناء عن الآباء تتجلى فيها روح الألفة والمحبة و الاخوة.
ومن قرى ولاية المضيبي قرية (بَعَد) والتي تمارس عاداتها الخاصة في العيد، حيث يبدأ العيد في القرية منذ فجر اليوم الاول من ايام وذلك باجتماع الاهالي على مائدة واحدة وهي العرسية وهي الأكلة العمانية الاكثر شهرة في ايام العيد، حيث يتنوع تناول الوجبة من مكان لآخر فهناك من يتناولها مع عائلته وهناك من يتناولها كمجموعة من أبناء الحارة الواحدة يشترك في اعدادها جميع ابناء الحارة ويتناولونها بيدٍ واحدة سواء في المجالس العامة او المساجد عقب صلاة الفجر، بعدها يلتقي الجميع من أبناء القرية في مصلى العيد حيث صفاء القلوب والمحبة بين الجميع وتوزيع العيدية على الاطفال، وبعد تأدية صلاة العيد يقوم البعض بالرماية فرحاً واستبشاراً بالعيد وبعد النزول من المصلى يتشارك الجميع في الفنون الشعبيىة أبرزها الرزحة وبعدها تناول القهوة الجماعية وبعد القهوة والتحية بين الجميع يزور كل ارحامه وأهله حتى نهاية اليوم الاول.
وفي صبيحة اليوم الثاني يتم ذبح الاضاحي واعداد واكل المقلي مع بداية الصباح، بعدها يتم تجهيز التنور لرمي الشواء ويتم رميه في ظهر اليوم الثاني واغلاقه بإحكام بمشاركة الجميع، كما يتم اعداد المشاكيك أو المضبي في مساء اليوم الثاني ويشهد اليوم الثالث استخراج الشواء بعد دفنه في اليوم الذي قبله ويتم إخراجه بعد صلاة الظهر وذلك عقب اجتماع الكل عند التنور ليتعاون الجميع بكل إخاء في استخراج الشواء والذي يتم تناوله على وجبة الغداء.
المصنعة
وفي محافظة جنوب الباطنة تعيش ولاية المصنعة فرحة العيد السعيد كسائر ولايات السلطنة وتعد العيدية والشواء والمشاكيك والعرسية والقلية وزيارة الاقارب من اهم مظاهر العيد في ولاية المصنعة وتبدأ هذه العادات بعدما يفرغ المصلين من صلاة العيد مكبرين ومهللين وشاكرين الله وداعينه عزوجل أن يتقبل حج حجاج بيت الله الحرام والقيام وشاكرين سبحانه وتعالى على ما وهبهم من صحة الابدان وأن يعيد الله افراح عيد الاضحى على جلالة السلطان المعظم والامة الاسلامية بالخير والسلام، بعدها تظهر الملامح الاجتماعية للعيد من خلال تبادل الزيارات بين الاهل والاقارب والاصدقاء وذلك لتبادل التهاني، فيما يتجول الاطفال بين منازل الاهل والاقارب للحصول على العيدية.
فيما استعدت الاسر بتجهيز الوجبة الرئيسية وهي العرسية العمانية حيث تقوم الاسر بأعدادها استعداداً لاستقبال الضيوف وقد تطهى العرسية قبل صلاة العيد بوقتٍ كافٍ وذلك حسب نظام الزيارات في كل قرية ويجمع أهالي القرية في منزل احدهم لتناول العرسية، كما يتنقل أهالي القرية من منزل الى آخر وتستمر هذه العادة حتى بعد صلاة الظهر كما يجتمع الاهالي مرة اخرى في منزل احدهم وغالباً ما تكون الوجبة هي (المكبوس مع لحم).
وفي اليوم الثاني تستعد الاسر إلى عمل التقلية والمشاكيك ثم التجهيز للشواء وهنا تختلف العادة من قرية لأخرى فمنهم من يقوم بدفن الشواء في أول ايام العيد ومنهم من يأجل دفنه إلى اليوم الثاني وتنشط في اليوم الثالث الرحلات السياحية فتقصد بعض العائلات السيوح والحدائق وذلك للابتعاد عن ضجيج المدن ولقضاء اوقات ممتعة برفقة الاهل، كما تختلف الوجبة في هذا اليوم فيحاول البعض الاستمتاع بالسمك المشوي مع الارز أو الخبز وذلك كنوع من التغيير كذلك تحتفل بعض قرى الولاية فى اقامة الفنون الشعبية كالرزحة وغيرها من الفنون الاخرى الى جانب احتفال بعض القرى بسباق العرضة للجمال.