فيما يصفها ساكنوها بقرية الحب والجمالسوقها التقليدي وجامعها وحاراتها القديمة معالم تحكي عراقة وتاريخها الضارب في القدم شمولية معطيات النهضة المباركة جعلت منها بلدة عصرية نابضة بالحياةاستطلاع ـ من مؤمن بن قلم الهنائي:بلدة الحبي بولاية بهلاء بمحافظة الداخلية هي واحةً صحراوية تطالعك خلالها أشجار النخيل من كل جانب وتبعد عن مركز الولاية حوالي خمسة وأربعين كيلو مترًا، كما تبعد عن ولاية أدم بحوالي ثمانية وعشرين كيلو مترا حيث تعتبر حلقة وصل بين ولايتي بهلاء وأدم ونزوى، اشتق اسمها من (الحب) بذور القمح الذي كان يزرع فيها ويقال عنها ايضًأ بأن من سكنها كان شغوفًا بحبها.أفلاج الحبي ومنتجاتها الزراعيةتضم قرية الحبي في جنباتها مجموعة من الأفلاج، أهمها فلج العين ويعتبر الأكبر على مستوى أفلاج القرية ويروي العدد الأكبر من مزارع القرية وفلج الطفيل وفلج الصغيّر وعملت الحكومة على مساعدة تلك الأفلاج بآبار تصب في قنواتها لتسقي المحاصيل والمزارع في القرية، كما يوجد بها فلج الوديم وفلج السمن الذي اندثر ومعالمه ما زالت باقية إلى يومنا هذا.كما تميزت قديمًا بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية كالنخيل والليمون والبرسيم وبعض المحاصيل الأخرى كالفواكة والخضراوات والتي تقلصت حاليًا بسبب ندرة المياه.معالم الحبي التاريخيةومن المعالم التاريخية والباقية في القرية (الحصن) والذي يعتبر من الحصون المشهورة في ولاية بهلاء كذلك تضم عددًا من الحارات القديمة كـ (الحارة الحدرية والحارة العلوية وحارة التّل) وهي من الحارات القديمة المسورة ومازالت تحكي تاريخ الأجداد في هذه القرية العريقة.ويناشد الأهالي في بلدة الحبي وزارة التراث والثقافة بضرورة الإهتمام بتلك الحارات وترميمها حيث أنها آخذة في الإنهيار بسبب خروج الأهالي عنها لبيوت عصرية حديثة وبسبب قدمها حيث أنها بنيت بالجص والصاروج والطين.سوق الحبي التقليديسوق الحبي واحدًا من المعالم الأثرية في القرية ويحكي أهمية أن الحبي كانت وما زالت مركزًا تجاريًا فريدًا عن غيرها من قرى الولاية ، حيث كانت تعرض فيه السلع والبضائع بشكل يومي بعد صلاة الظهر فيما يعرف بـ(المناداة)، كذلك كان يضم عددًا من المحال التجارية التي كان يعرض فيها الملابس والمواد الغذائية، وتجلب له السلع والبضائع من القرى المحيطة بالقرية.ويحكي الآباء بأن سوق الحبي كان غنيًا بمختلف السلع وتشمل الأسماك المجففة والجح والشمام والبرسيم والأغنام والأخشاب والسعفيات والعسل والسمن العماني والتمر والليمون ، كما كان مزاد الفلج (القعادة) حاضرةً فيه بعد صلاة العصر.سوق سابع شاهد على عراقة الحبي تجاريًا، فقد كانت تعرض فيه أغنام العيدين فيما يعرف بـ (الهبطة) والآن يطالب أهالي قرية الحبي من الحكومة الرشيدة بتخصيص أرض لإعادة بناء سوق الحبي وذلك لأن موقعة القديم لم يعد صالحًا بسبب ضيقه وعدم اتساعه لحركة الناس والسيارات.الحبي ومكانتها التجاريةوتشهد القرية حاليًا حركة تجاريةً نشطةً، حيث تتعدد المحال التجارية في أرجائها وتنوع الأنشطة التجارية فيها وتشهد رواجًا كبيرًا فهي تتنوع الى أنشطة تجارية وتشمل محلات بيع المواد الغذائية بأنواعها وأشكالها وصناعية وتشمل محلات الحدادة والنجارة ومحلات تصليح السيارات وصيانتها ومحطة تعبئة الوقود وزراعية وتشمل العديد من محلات المنتجات الزراعية ومحلات بيع اللحوم والأسماك والدواجن، كما يوجد فيها العديد من محلات المواد الإستهلاكية ومحلات الحلاقة والخياطة.جامع الحبي القديمجامع الحبي القديم يعتبر شاهدًا على حياة الإنسان الدينية والإجتماعية فهو يقوم بدوره الديني والإجتماعي في المناسبات الإجتماعية وموقعه القديم في حصن الحبي والذي تجاوره مدرسة تعليم القرآن الكريم القديمة وهما بحاجة أيضًا إلى الترميم والصيانة.ولقد شيّد أهالي البلدة جامع الحبي الجديد ليكون منارة وصرحًا دينيًا واجتماعيًا وثقافيًا للقرية، حيث تقام فيه صلاة الجمعة وكذلك تقام فيه المحاضرات والفعاليات الثقافية والتعليمية التي ينظمها شباب القرية.كما يوجد في الحبي العديد من المساجد الحديثة والتي تنتشر في أحيائها وأماكن تجمع السكان فيها.منجزات النهضة المباركة.شملت النهضة المباركة مختلف جوانب الحياة في البلدة، ففي الحبي توجد مدرستين تابعتين لوزارة التربية والتعليم، مدرسة الشيخ ابن بركة السليمي للصفوف (12 ـ 5)، ومدرسة بنات الحبي للتعليم الأساسي للصفوف (4 ـ 1)، كما تضم مدرستين للقرآن الكريم تابعتين لوزارة الأوقاف والشئؤن الدينية، كما تطوق القرية طريقًا معبدة تتصل بين حاراتها ومخططاتها السكانية وتنتشر الإنارة فيها لتجعل من قرية الحبي بنوراما جميلةً تتسم بالحياة والجمال.كما ينعم أهالي البلدة بخدمات الإتصالات والأنترنت وتتسارع انجازات النهضة المباركة في هذا المجال لتكون القرية في مصاف القرى التي تنعم بخدمة الإتصالات والإنترنت فائق السرعة، كما أن شبكة المياه على وشك الإنتهاء منها قريبًا، وقد تم افتتاح محطة تعبئة مياه الشرب قريبًا الأمر الذي سهل الحياة على المواطنين بعد جفاف الآبار بسبب ندرة سقوط الأمطار.فريق الحبيفريق الحبي متنفس رياضي وثقافي واجتماعي لشباب القرية ففيه يمارس الشباب مختلف أنشطتهم الرياضية والثقافية والإجتماعية والوطنية، كما أن الملعب المعشب لفريق الحبي شجع شباب القرية لممارسة الرياضة في مختلف الأوقات، وقد برز فريق الحبي في مختلف الأنشطة الثقافية والإجتماعية في الولاية وخارجها فحصول فريق الحبي على (جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي) ممثلًا في حملة "على هونك" للسلامة المررية، وأيضًا حصول فريق الحبي على جائزة الوطن العربي ممثلًا بالإنجاز التاريخي الذي تم تسجيله في رصيد انجازات العمل التطوعي في السلطنة، حيث حصدت السلطنة على (جائزة الشارقة للعمل التطوعي) بفوز حملة "على هونك" للسلامة المرورية عربياً بهذه الجائزة والتي اختيرت ضمن أفضل اربعة مشاريع فائزة على مستوى الوطن العربي.كما يسعى الفريق لتنويع أنشطته وفعالياته لتناسب جميع شرائح المجتمع فيسعى للإحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية من خلال الإحتفالات والمسيرات الوطنية وكذلك المحاضرات والندوات والأنشطة الرياضية والصحيّة والمسابقات والملتقيات .. وغيرها من البرامج التي ينفذها فريق الحبي بين حين وآخر.كل ذلك شاهدًا على الحراك الرياضي والثقافي والإجتماعي للفريق ولشباب قرية الحبي.المهن قديمًامن المهن القديمة التي مارسها أهل الحبي قديمًا الحدادة والنساجة وصناعة السعفيات والتجذيع، كما عملوا في الزراعة وتربية الماشية، كل تلك المفردات تكون حاضرة في المعارض التي يقيمها فريق الحبي أو ضمن فعاليات المعارض المدرسية، حتى يتعرف الأبناء على تلك الحرف والمهن التي عمل بها أجدادهم وآبائهم قديمًا.فن الرزحةمن الفنون التقليدية الباقية والتي يحرص أهالي بلدة الحبي على احيائها في المناسبات المختلفة سواءً أكانت دينية أو اجتماعية أو ثقافية (فن الرزحة) ذلك الفن الذي يحييه حاليًا الأبناء بصحبة آبائهم في منظرٍ فريدٍ يدعو للفخر بأن الفنون التقليدية ستظل باقية لأجيال قادمة مهما دخلت التقانة والعصرية والتقدم.المجالس الإجتماعيةتضم الحبي عددًا من المجالس الإجتماعية التي يقيم فيها أهالي القرية مناسباتهم الإجتماعية المختلفة كما تستخدم للتجمعات الصحية والثقافية وتبادل الآراء والمقترحات فيما يفيد الصالح العام لأهالي القرية.تلك هي الحبي التاريخية التي اشتقت اسمها من الحب والوداعة والسلام فهي برد وسلام لكل زائر إليها يرتوي من التاريخ التليد لهذه القرية العريقة والتي يتصف أهلها للبشاشة والترحاب مرحبين بكل زائر وسائح.