مجالاته عديدة وعطاءاته لاتنتهيعبري – من صلاح بن سعيد العبري:يعدُ العمل التطوعي في أي مجتمع من المجتمعات نبراس للخير والفضيلة، وهو بمثابة عطاء للوطن والإنسان بدافع نيل الأجر والثواب من الله تعالى.والعمل التطوعي مهما تنوعت طرقه وأهميته وأساليبه يعتبر من الثقافات الأساسية التي يتربى المرء عليها، تربية شاملة محبة للخير طامحة لتحقيق كل ما من شأنه إسعاد الآخرين، وتحقيق رغباته بصورة إنسانية.وفي جوانب ومجالات عديدة يظل للأسرة والمجتمع دور كبير في إبراز الجوانب الإنسانية للتطوع ترجمة لما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف من التآلف والتكاتف والتعاضد والتعاون.وعن التطوع وأهميته التقت "الوطن" بعدد من المهتمين بمجالاته المختلفة ..عمل إنساني راقبداية يقول الدكتور عبدالله بن حمد الشرع الجساسي: علينا أن نشكر الله تعالى على نعمة تقديم الخير وإزكاء روح التعاون فيما بيننا أفراداً وجماعات، فخدمة الناس والمجتمع فيها الأجر العظيم وهي خير مثال يحتذى به للتعاون والتكاتف، مؤكداً على أنه ينبغي أن تسود ثفافة التطوع كل فرد في المجتمع صغيراً وكبيراً، ذكراً أو أنثى بإعتبارها عمل إنساني بإمتياز.أوجه كثيرة للتطوعمن جانبه قال صالح بن سيف الصوافي: في مجتمعنا العماني يعتبر التطوع ركيزة أساسية من ركائز التعاضد والتعاون وخدمة الآخرين في جوانب كثيرة شاملة ومتعددة، فنجد الكثير من المناشط والبرامج والفعاليات التطوعية التي يقوم بها شباب وفتيات من دافع شخصي إيمانا من كل فرد منهم بأهمية التطوع في حياة البشرية، وما للتطوع من انعكاسات إيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع كحد سواء، خاصة في تعزيز القيم النبيلة وترجمة ما حث عليه الإسلام من فضائل الأعمال التي تعود بالنفع والفائدة على الآخرين، مشيراً الى أن كتاب الله الكريم وسنة نبيه المرسل الهادي الأمين (صلى الله عليه وسلم) ومن خلال تعاليم ديننا الحنيف فإن جميعها تحث على العمل التطوعي وتشجّع عليه، لأن فيه صلاح ومنفعة للبلاد والعباد، وذلك يتجسد في القيام بأعمال تطوعية خدمية .. وغيرها والتي تتنوع حسب مجال وتخصص وقدرة كل فرد من ذكر وأنثى، وما يملكه من قدرات ويتمتع به من طاقات وإمكانات، مضيفاً أنه من الضرورة نشر ثقافة التطوع، فهؤلاء المتطوعين أدركوا أن ما يقومون به من أعمال تطوعية مختلفة هو لوجه الله تعالى وإبتغاء مرضاته سبحانه، لذا فالشكر أجزله لهؤلاء المتطوعين على أعمالهم خدمة للوطن والإنسان.حاجة ملحّة للإنسانيةويقول الدكتور عبدالله بن محمد الحاتمي: يقول نبينا المصطفى الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم):(والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)، من هذا المنطلق تبرز أهمية التطوع شاملة وصالحة لكل زمان ومكان مهما تنوعت جوانب التطوع، فكل عمل يفيد الآخرين يعد تطوعاً، ومجالات العمل التطوعي تعرف بأنها بذل الوقت والجهد والمال للأغراض الإنسانية والخيرية النبيلة (دون إنتظار لمردود مالي)، وأن الإسلام أرشدنا للخير، فإن العمل التطوعي يعتبر حاجة ملحة للإنسانية لتقديم كل خير وبما يفيد الآخرين، مشيراً إلى أن على الجميع المساهمة في نشر ثقافة التطوع الذي يولد لدى الإنسان حساً جميلاً ولذة في مواصلة العمل دون كلل وملل أو إستياء.التطوع .. عطاءأما حميد بن راشد الشهومي فيقول: إن العمل التطوعي بات أحد المعايير التي على أساسها يُقاس تطوّر المجتمعات ورقيّها، وللتطوع مفهوم يجسد كلمة (العطاء) في أبهى صوره، من حيث أن مفهوم التطوع ييقصد به أي عمل أو جهد جسدي أو مالي أو عيني أو فكري يبذله الإنسان للآخرين، بدون إنتظار أي مقابل وتتنوع مجالات العمل التطوعي فمنها التبرع بالدم، أو تنظيف البيئة كإقامة المعسكرات الخدمية ، وزرع الأشجار في الحدائق العامة والمتنزهات وعلى جانبي الطرق، أو تقديم المساعدات العينية للأُسر المحتاجة وغيرها الكثير من الأمثلة على الأعمال التطوعية.وقال: ان دوافع العمل التطوعي متعددة أهمها الدافع الديني الذي ينبع من إحساس المواطن بالمسئولية والواجب التي يحتم عليه خدمه مجتمعه في شتى أوجه الحياة.وقال يوسف بن حمد الشرع الجساسي: أعتبر العمل التطوعي ثقافة يتربى الفرد عليها، كون العمل التطوعي يولد لدى الإنسان حساً جميلاً ولذة في مواصلة العمل دون كلل وملل، ومن الضروري المساهمة في نشر ثقافة التطوع، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي هو دِين اجتماعي أفراده يشدون من أزر بعضهم البعض كالبنيان المرصوص، وقد حثَّ الإسلام على العمل خارج نِطاق المنفعة والمقابل وهو العمل التطوعي الذي يبتغي به فاعله وجه الله تعالى، والمثوبة والأجر منه عزوجل خدمة مجتمعه ومساندة أهله أو غير أهله.