فن الشعر والطرب ينقله الشعراء للأجيال فـي المديح والفخر والشجاعة الرزحة العمانية

مسقط ـ العمانية: مع احتفالات السلطنة بمناسبة عيد الفطر السعيد يحرص العمانيون في العديد من محافظات السلطنة على الاحتفاء بهذه المناسبة من خلال ممارسة العديد من الفنون التقليدية العُمانية التي تعكس ثراء وتنوع هذه الفنون وتضفي الفرحة والبهجة على الجمهور وتسهم في إحياء هذه الموروثات الأصيلة ومن اجل ديمومة توارثها بين الأجيال ونشر الثقافة العامة للفنون التقليدية. وتعد الرزحة من أشهر الفنون التقليدية العمانية ومن الأنماط الموسيقية الواسعة الانتشار في السلطنة والتي تؤدى في العديد من محافظات السلطنة خاصة خلال أيام الأعياد، حيث إن الرزحة هي فن السيف والمبارزة، وهي فن الشعر والمطارحات الشعرية بين الشعراء في المديح والفخر والشجاعة والإقدام والهجاء والنصح والإرشاد والأحاجي والألغاز وتقام ايضا للسمر والترويح، وهي فن خاص بالرجال ولا تشارك به النساء ويتجمع لتأديتها الكبار والشباب والصغار في أبهى حلتهم مرتدين ملابسهم العمانية التقليدية ومتزينين بخناجرهم وبنادقهم ومحازمهم وعصيهم.
مع احتفالات السلطنة بمناسبة عيد الفطر السعيد يحرص العمانيون في العديد من محافظات السلطنة على الاحتفاء بهذه المناسبة من خلال ممارسة العديد من الفنون التقليدية العُمانية التي تعكس ثراء وتنوع هذه الفنون وتضفي الفرحة والبهجة على الجمهور وتسهم في إحياء هذه الموروثات الأصيلة ومن اجل ديمومة توارثها بين الأجيال ونشر الثقافة العامة للفنون التقليدية.
وتعد الرزحة من أشهر الفنون التقليدية العمانية ومن الأنماط الموسيقية الواسعة الانتشار في السلطنة والتي تؤدى في العديد من محافظات السلطنة خاصة خلال أيام الأعياد، حيث إن الرزحة هي فن السيف والمبارزة، وهي فن الشعر والمطارحات الشعرية بين الشعراء في المديح والفخر والشجاعة والإقدام والهجاء والنصح والإرشاد والأحاجي والألغاز وتقام ايضا للسمر والترويح، وهي فن خاص بالرجال ولا تشارك به النساء ويتجمع لتأديتها الكبار والشباب والصغار في أبهى حلتهم مرتدين ملابسهم العمانية التقليدية ومتزينين بخناجرهم وبنادقهم ومحازمهم وعصيهم.

ويقول الشاعر مبارك بن مسلم السلطي إن للرزحة حسب ترتيبها في الأداء الفني ثلاثة أنواع هي همبل مسير، قصافي ثابت ولال العود وينبثق من كل نـوع من هذه الأنواع عدة ألحان نوايح، ونايحة أو ناحية مثل (نايحة المطوع) أو (نايحة الخالدية) أو (نايحة ود ساعد) أو (النايحة البوشرية) وغيرها، وتؤدى الرزحة من قبل الرجال في صفوف منتظمة متتالية أو متقابلة أو دائرية حسب نوع الرزحة وأدائها ويقوم الشعراء بتلقين قصائدهم لصفوف الرزحة حيث تنسجم الأبيات الشعرية شكلا ومضمونا مع المتطلبات الأدائية لكل نوع من أنواع الرزحة، والشعراء الذين يشكلون ركنا أساسيا في أدائها هم دائما صوت قبائلهم وهم محل تقدير واحترام المجتمع، ويتصفون بموهبة شعرية عالية ويتميزون بالقدرة عن ارتجاله في شتى الموضوعات الأدبية وهم يبتدعون النص كرد فعل لحدث شعري أو اجتماعي معين.
ويضيف أن همبل المسير أول أنواع الرزحة ويُطلق عليها عدد من التّسميات المحلية الأخرى حيث يبدأ أداؤها من مكان الانطلاق إلى الساحة المقرر أداء الرزحة عليها أو من المكان الذي تجتمع فيه المجموعة لتبدأ انطلاقها الى المكان المقصود أو يؤدى بعد انصرافهم من الرزحة عائدين، ويردد الصف الأمامي بيت من القصيدة لترد عليهم الصفوف الخلفية، ورزحة همبل المسير إيقاع ثنائي سريع يتقدم صفوفها الرجال الزافنون أي المُستعرضون بالأسلحة من حملة السيوف والبنادق، يهزون سيوفهم أو يقفزون بها أو يرمونها عالياً ليلتقطونها قبل وقوعها على الأرض، والبنادق يُطلقون رصاصها في الهواء، ثم يأتي ضاربا الايقاع الطبالان أحدهما يضرب الطبل الكاسر، والآخر الطبل الرحماني، وأحيانا تكون آلات الإيقاع أكثر من طبلين، وقد يكون معهما نافخ في البرغام (وهو من الآت النفخ الموسيقية التقليدية تشبه البوق) ويطلق صيحات متقطعة تنبَه أهل القبيلة أو العشيرة وتدعوهم للانضمام إلى الهمبل.
ويسير الطبّالان أمام الصفوف ووجهاهما متجهان إلى الأمام مثل بقية أفراد المسير وقد يلتفان ليواجها صفوف الهمبل فتكون مشيتهما إلى الخلف لإضفاء مزيد من التشجيع والحماس للأفراد الذين عادة ما يحملون البنادق أو السيوف أو العصي بأياديهم اليمنى في خطى سريعة منتظمة تتوافق وسرعة الإيقاع وتعبر عن الشجاعة والإقدام.
أما رزحة القصافي فهي سريعة الإيقاع بمثابة استفتاح يسبق أداء رزحة اللال (العود)، ويكون الشعر فيها قصير البحر والتفعيلة ويتكون البيت منه من صدر وعجز في العادة، وقد يأتي ثلاثي الشطرات، ويؤدى في صفين متقابلين يقوم ضاربو آلات الإيقاع بالحركة بين الصفين، ويتبادل الصفان الغناء بشلة شعر واحدة يرددها الصفان على التوالي، والأصل في القصافي أن يكون لها طبلان، الكاسر والرحماني، غير أن ذلك لا ينطبق على كل محافظات السلطنة ففي ولايات محافظة الداخلية يشترك فيها أكثر من طبلين وتصل في بعض الولايات إلى أربعة طبول قد تكون جميعها من نوع الرحماني فقط.
وأوضح الشاعر مبارك بن مسلم السلطي أن (رزحة اللال) العود - أي الكبير- تمثل النوع الأبرز والأشهر من بين أنواع الرزحة الثلاثة، والأداء فيها يستغرق وقتاً طويلاً وقد يمتد في مناسبات كثيرة من بعد صلاة العصر أو العشاء حتى ساعاتٍ متأخرة من الليل وأحيانا الفجر، حيث تؤدى في أدوار عبارة عن مُساجلات شعرية بين كبار الشعراء يفصل بينها استراحة قصيرة، ويتألف كل دور من عددٍ من المقاصب وكل مقصب منها يتألف من عددٍ من الشلات، والشلة الواحدة من المقصب تتألف من بيتين أو أربعة أبيات شعرية تتحدّث في موضوع معين، وربما هذا الوقت الطويل في الأداء وتعدد ادوارها أحد أسباب تسميتها او لأن الشعر الذي تتكون منه شلات ومقاصب الغناء الشعرية من بحر الطويل وتدور فيها مُطارحات شعرية ومساجلات. ومن الموروثات الأصيلة التي يحرص على إقامتها العمانيون خلال مناسبة العيد ركض عرضة الخيل والهجن التي تمثل استعراضًا لبراعة العماني في ترويضه للخيل والأبل وعنايته بها وتدريبها، وهو فن من الاستعراض يقوم الفرسان أو راكبي الجمال من خلاله بعروض تعكس مهارة تعامل الإنسان العماني وترويضه للهجن والخيل والتناغم بين الفرسان أثناء تأديتها، حيث تبدأ العرضة بدخول الفرسان أو الجمال أو معا في شكل صفوف ترحيبية وهي بكامل زينتها وجمالها، ويرددون الفرسان أو راكبي الجمال فنونا شعبية وأبيات شعرية تسمى بالهمبل وهم على ظهورها، بعدها تبدأ فقرة المحورب وهي المشي بالخيول والإبل في الميدان ببطء بشكل طولي يتقدم كبار السن ثم الشباب، ومن اشتراطاتها دخول الخيول في المقدمة تليها الهجن إذا كان الاستعراض مشترك.
وتلي هذه المرحلة ركضة العرضة حيث تكون الخيول في خط مستقيم متساوي ويقوم الفرسان بلقطات متنوعة كالوقوف على ظهور الخيل والتشابك بالأيدي تظهر براعتهم وقدراتهم، أما الجمال فتكون باركة على الأرض وتنطلق مباشرة عند ركوب المشارك على ظهرها وتسمى هذه العملية بالزجر وتنتهي العرضة بالتنويم وهو نوع من المهارة تظهر العلاقة والانسجام عند الفرسان المشاركين وقدرتهم على ترويض الخيل.