[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]سبحان المغير الذي لايتغير .. والذي وعيه تأخذه تجربته إلى الحقيقة فيراها ولو بعد حين ويتبناها. فهاهو الدكتور هيثم المناع رئيس هيئة الانقاذ في المعارضة السورية يكتب تاريخيته في لحظة مفصلية يحتاج فيها كل عناصر " المعارضة " مهما انتموا الى مراجعة للاخطاء التي ارتكبوها بحق بلدهم ومجتمعهم واماني اجيالهم السورية التي تحملهم مسؤولية كبرى، واذا كان لديهم مشاعر نقدية وتبكيت ضمير، فعليهم ان يعترفوا انهم اجرموا بحق السوريين من اجل حفنة من الدولارات، باعوا مستقبل سورية على موائد اللئام فكانوا عونا ومقدمة في الخراب الذي عم بلادهم وفي الموت الذي وقع، وفي النزوح والتهجير الذي تم وفي التدمير الذاتي للاجيال.هاهو الدكتور هيثم يكتب تراجعه ورؤيته الجديدة بعدما كشفت التجارب ماهو معنى الماضي السوري، فنراه يكتب مقالا بعنوان " رسالة إلى حافظ الاسد من كاره للنظام " يقول في مقدمته " بعد كل ماجرى وبعد التعرف على شعبي السوري وعلى مثقفيه وفئاته وحدود تفكيرها ، اقر ... ان حافظ الاسد أعظم رجل في التاريخ السوري".مقال هو فعل توبة لرجل في وعيه يعني اكتشاف اللحظة التاريخية في الازمة السورية ، وهي لحظة يفترض بكل من يعيشها اليوم ان يتبنى فيها كلماته لتتحول الى ايقونة، فلن يرحم الزمن كل من عاند قول الحقيقة التي لاتحتاج للكثير من التفكير امام هول الارهاب الذي تكالب على سورية، وامام عجز تلك المعارضة المرمية في فنادق الخارج تبيع وتشتري على حساب بلادها ومستقبل ابنائها.في مقال الدكتور المناع قراءة دقيقة لشخص الرئيس الراحل حافظ الاسد، هي تكفير عن ذنب ارتكب في فهم قائد تاريخي عرف كيف يحمي سورية وكيف يقودها وكيف يصنع لها الخير الذي عايشه شعبه باحساس الامن والامان والعيش الرغيد. وهو ايضا اعتراف واقرار بان سورية الاسد هي نعمة للسوريين، فيتدخل هنا الاب المؤسس والابن الرئيس الذي دلل على ذات تمكنت من كل الهجمة البربرية لتلك القوى العالمية على سورية من صدها، فاظهر ليس فقط كلاعب ماهر، بل ايضا كصاحب تجربة وخبير باصطياد المؤامرات وقتلها في مهدها ، وامتلاك لذات النفس الابوي بكل امتداداته وتفاصيله.حري بكل المعارضة السورية بكافة صورها، من اولئك الذين تعيش فيهم احاسيس طائفية او مذهبية، او اولئك الذين ينامون على حلم بكرسي الرئاسة ومشتقاتها، او الذين دفعتهم شهوة السلطة الى موقفهم العدائي، او الاتباع، وكلهم اتباع في النهاية، لهذا النظام او ذاك، بل كلنا يذكر برهان غليون واقواله وكتاباته التي وصلت الى حد الاعتراف باسرائيل فور الوصول الى السلطة.مهما يكن الاعتراف متأخرا، فهو خير من الوقوف كالمسمار لا احساس ولا تعبير سوى شهقة الحقد التي تظهر بين الفينة والاخرى. سورية بامس الحاجة الآن الى مواقف لمصلحتها ولصالحها، رغم ان تلك المعارضة المضحكة تأخروا في مراجعة مواقفهم وافكارهم، ولا شك انهم لن يهتموا كثيرا بالتاريخ المسجل عليهم، لآن ما اصابوا من مال الغدر كان المحرك ومن قاد العقل البسيط الذي عاش على الامل وما زال يأمل وسيظل هكذا محاربا طواحين الهواء.سورية اليوم تتجاوز بفضل رئيسها وشعبها وجيشها المقدام وحلفائها المخلصين من الاقتراب من نهاية النفق مهما كان ماتبقى وعرا ويحتاج لمعالجات ليست اصعب مامر وما صار وتم تنفيذه بحقها، ويتحمل هؤلاء المعارضون السذج مسؤوليات جمة في ذلك امام شعبهم والتاريخ الذي سيكتب.