كتب ـ خميس السلطي: الصور ـ المصدر:
يستعد القطاع المرئي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لتنفيذ عدد من الأعمال الرمضانية المتنوعة في أفكارها وأهدافها والتي ستبث على شاشة القناة العامة بتلفزيون سلطنة عمان خلال شهر رمضان المبارك المقبل لعام 1438 هـ.
هذه البرامج تأتي لتكوّن منظمومة الدورة البرامجية للشهر الفضيل، تجسد مدتها الزمنية المتمثلة في ثلاثين يوما، بدءا من اليوم الأول وحتى اليوم الثلاثين من الشهر ذاته، لتوجد مساحة خاصة لدى المشاهد ليتعرف على خصوصية الثقافة العمانية وتفاصيلها المتعددة، حيث التاريخ والفكر وحضارة الإنسان العماني.
من بين هذه البرامج التي سترفد الدورة البرامجية والتي ستكون لها خصوصية في الطرح وتناول الفكرة برنامج "محاريب" الذي يعده الاعلامي صالح الزكواني ويخرجه المخرج حمود الحسني، ويتكون فريق إنجاز هذا العمل من كل من محمد الفارسي في التصوير، وأحمد الدغيشي في الصوت، ومحمد الهاشمي في الإضاءة وحسن المعمري في المونتاج. وبرنامج "محاريب" الذي يأتي في عدد 30 حلقة يومية، كل حلقة تتحدث عن مسجد بعينه، في مدة 10 دقائق، يأتي ليؤكد دور المساجد الأثرية ويحكي قصة بنائها وارتباطها ببعض الشخصيات كما يتناول جانبها المعماري ودروها التعليمي ويقف عند الجانب الوقفي لهذه المساجد.
وستكون هذه الحلقات استعراضا من خلال التعليق والصور لتاريخ وبناء كل مسجد ودوره الاجتماعي والتعليمي، مع مقاطع لمقابلات الباحثين والمهتمين والعارفين بكل مسجد.
في هذا السياق تحدث معد البرنامج صالح الزكواني الذي انطلق ليعرف بماهية "محاريب" موضحا أن محاريب هو جمع محراب، الذي هو رمز المسجد وأيقونته، فعندما تنظر الى المحراب تعرف الى أين تتجه بصلاتك، فلا مسجد بدون محراب، كبر أم صغر، بنقوش أو بدونها، وأي بقعة خصصت للصلاة محرابها رمزها، للمصليات والمساجد والجوامع، لكن هناك مساجد كثيرة دون مآذن ولا قباب، فكان القاسم المشترك هو المحراب.
وحول آلية جمع المادة العلمية للبرنامج وأهم مصادرها يشير الزكواني بقوله: مصادر المعلومات لم تكن بالسهولة المتوقعة، فليس هناك مصدر واحد يحوي معلومات وافية، ولكن اعتمدنا على مصادر متعددة منها الكتب المختصة بالمساجد، وشبكة المعلومات والمنتديات التي تكتب عن كل ولاية، ثم المصدر اﻷهم للبرنامج تحديدا وهم الباحثون والعارفون بتاريخ كل مسجد الذين أثروا البرنامج بحديثهم الشيق الجميل، ومع ذلك هناك مساجد ينقصها توثيق تاريخها الدقيق ومن بناها، ويبقى بعضها معلومات يستقيها جيل بعد جيل شفاهيا.
أما فيما يتعلق بالمناطق التي تم تصوير حلقات البرنامج فيها يوضح المعد صالح الزكواني في حديثه: حاولنا في برنامج "محاريب" أن نغطي الرقعة الجغرافية للسلطنة، فمعظم المحافظات لديها عدد من المساجد الموغلة في القدم، بدءا من السنة السادسة للهجرة النبوية الشريفة عندما بنى الصحابي الجليل مازن بن غضوبة مسجد المضمار في سمائل، وبعدها توالى بناء المساجد في أرجاء عمان من أقصاها إلى أقصاها، وبالتالي حاول البرنامج رصد هذه المساجد بحيث نعطي كل محافظة نصيبها من التغطية ، فقد صورنا في محافظات الداخلية ومحافظتي شمال وجنوب الباطنة ومحافظتي شمال وجنوب الشرقية ومحافظة الظاهرة ونحن اﻵن في مسندم ثم نختم بمحافظة ظفار .
وأشار المعد صالح الزكواني إلى عدد من التحديات التي قد ترافق كل مشروع يهدف إلى تحقيق النجاح وهنا أوضح : أبرز التحديات عدم وجود مصدر واحد يمكن أن يثري المهتم بهذا الجانب، هناك مصادر متفرقة، أضف إلى ذلك تعدد الجهات التي تتبع لها المساجد واختلاف سياسة السماح بالتصوير، فبعضها يريد إذنا مسبقا ومراسلات قد تطول، مع صعوبة الحصول على الباحث المطلع بجوانب كل مسجد في بعض الأماكن، أو عدم وجودهم في الولاية وقت التصوير واعتذارهم في آخر لحظة مع صعوبة توفر البديل، الى جانب ذلك أننا نسابق الزمن ﻹنجاز الحلقات قبل حلول الشهر الفضيل نتيجة تأخر بدء التصوير، كل ذلك يضع طاقم البرنامج في ضغط مستمر إلى أن يرى البرنامج النور.
وفيما يتعلق بالجانب الفني والإخراج يقول مخرج العمل حمود الحسني: كأي برنامج وثائقي لابد أن يكون القالب الذي يقدم المادة التاريخية متوائما مع الطبيعة التاريخية للمادة، آخذاً بعين الاعتبار تطور نمط وأسلوب التصوير ومستجداته المتسارعة على أن تكون مدة الحلقة لعشر دقائق، ملبية للحاجة الفعلية التي يمليها هدف البرنامج من تسليط للضوء على حاجاتٍ ثلاث وهي الجانب التاريخي والمعماري والوقفي والابتعاد عن البحث الاستقصائي والاكتفاء برأي الباحثين في هذه الجوانب الثلاثة، كما يوضح الحسني: يستمر التصوير قرابة الشهرين وبخطى متسارعة وبطموح تحقيق أكبر قدر ممكن المادة المصورة والمنطوقة على أمل الانتهاء من مرحلة المونتاج في النصف الاول من شهر رمضان المبارك.