لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان ليحصل التأهب وترتاض النفوس كان حال النبي فى شهر شعبان أنه يكثر من الصيام فيه تعظيماً لشهر رمضاناعداد ـ علي بن صالح السليمي:تواصلاً لحلقة الاسبوع الماضي حول هذا الموضوع للدكتور أحمد عرفة ـ معيد بجامعة الأزهر والذي يتحدث فيه حول فضائل شهر شعبان .. حيث قال: ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، قال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القرّا، وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرّغ لقراءة القرآن)، وقال الإمام ابن القيم وفي صومه (صلى الله عليه وسلم) أكثر من غيره ثلاثة معان: أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شُغِل عن الصيام أشهراً، فجمع ذلك في شعبان ليدركه قبل الصيام الفرض، والثاني: أنه فعل ذلك تعظيماً لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيماً لحقها، والثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمال فأحب النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يُرفعَ عملُه وهو صائم)، قال الإمام ابن رجب الحنبلى: فإن قيل: فكيف كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يخص شعبان بصيام التطوع فيه مع أنه قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم) فالجواب: أن جماعة من الناس أجابوا عن ذلك بأجوبة غير قوية لاعتقادهم أن صيام المحرم والأشهر الحرم أفضل من شعبان، كما صرح به الشافعية وغيرهم. والأظهر خلاف ذلك وأن صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، ويدل على ذلك ما خرجه الترمذي من حديث أنس سئل النبي (صلى الله عليه وسلم): أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: (شعبان تعظيما لرمضان) وفي إسناده مقال)، وقال: فإن قيل: فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم):(أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوماً) ولم يصم كذلك بل كان يصوم سرداً ويفطر سرداً ويصوم شعبان وكل اثنين وخميس؟ قيل: صيام داود الذي فضله النبي (صلى الله عليه وسلم) على الصيام، قد فسره النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث آخر، بأنه صوم شطر الدهر وكان صيام النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا جمع يبلغ نصف الدهر أو يزيد عليه، وقد كان يصوم مع ما سبق ذكره يوم عاشوراء أو تسع ذي الحجة، وإنما كان يفرق صيامه ولا يصوم يوماً ويفطر يوماً لأنه كان يتحرى صيام الأوقات الفاضلة، ولا يضر تفريق الصيام والفطر أكثر من يوم، ويوم إذا كان القصد به التقوى على ما هو أفضل من الصيام من أداء الرسالة وتبليغها والجهاد عليها والقيام بحقوقها، فكان صيام يوم وفطر يوم يضعفه عن ذلك، ولهذا سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث أبي قتادة عمن يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال:(وددت أني طوقت ذلك)، وقد كان عبدالله بن عمرو بن العاص لما كبر يسرد الفطر أحيانا ليتقوى به على الصيام، ثم يعود فيصوم ما فاته محافظة على ما فارق عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) من صيام شطر الدهر، فحصل للنبي (صلى الله عليه وسلم) أجر صيام شطر الدهر وأزيد منه بصيامه المتفرق، وحصل له أجر تتابع الصيام بتمنيه لذلك، وإنما عاقه عنه الاشتغال بما هو أهم منه وأفضل .. والله أعلم).حال النبي فى شهر شعبان عن أبي سلمة، أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ حدثته قالت : لم يكن النبي (صلى الله عليه وسلم) يصوم شهراً أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله)، وعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت:(كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان)، قال الإمام ابن حجر:(وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان)، وقال الإمام ابن رجب الحنبلى:(وأما صيام النبي (صلى الله عليه وسلم) من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور)، وقال الإمام الصنعاني:(وفيه دليل على أنه يخصُّ شعبان بالصوم أكثر من غيره)، وعن أبي سلمة، قال: سألت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن صيام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقالت:(كان يصوم حتى نقول: قد صام ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صائما من شهر قط، أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً)، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان).أحاديث فى فضل صيام التطوععن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:(لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)، وعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت: يا رسول الله مرني بعمل ينفعني الله به قال:(عليك بالصوم فإنه لا عدل له)، وفي رواية قال (صلى الله عليه وسلم):(عليك بالصيام فإنه لا مثل له)، وعن حذيفة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(من خُتم له بصيام يوم دخل الجنة)، قال الإمام المناوي:(أي من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب)، وعن عبدالله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:(الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان). * المصدر: بتصرف من (موقع صيد الفوائد)