أحيانا نعمل خطة تتضاد مع خطة أخرى فكيف تنجح خطة عكسها خطة ؟ مثال أن هناك مؤسسات حكومية معينة تعمل ووتضع خططا لمحاربة التجارة المستترة وارتفاع معدل الوافدين في السلطنة وفي المقابل مؤسسات حكومية تقدم تسهيلات أو فرص للذين يعملون في التجارة المستترة وقد تكون نفس المؤسسات تكيل بمكيالين بوعي أو بدون وعي مثال هنا في عمان رأت الحكومة مشكورة الحد من نزيف الأموال في الاقتصاد الوطني والتي تقدر بالمليارات من الريالات والتي تحول سنويا خارج السلطنة من أين يحدث ذلك ؟ من التجارة المستترة وارتفاع معدل الوافدين في السلطنة طيب ما هي الخطط التي ضد ذلك ؟
إننا نرى أخطاء ترتكب من قبل البعض ، وهناك مؤسسات ترى ذلك ولا تحاسب من يفعلها كيف ذلك ومن الأمثلة عندنا في القرية حيث توجد ثمانية محلات غير مؤجرة وتبدو مهجورة فيأتي الشخص العماني يريد استئجارها فيقول له صاحبها إنها مؤجرة كيف ذلك وهي على هذه الحال منذ سنوات ولم تستغل سوى في تعليق اللافتات تضليلا للبلدية وذلك بهدف جلب أيدي عاملة وافدة وتتركها في البلد .. لماذا البلدية لا تتابع تلك المحلات التي صرفت لها تصارح ولوحات لنشاط معين ثم لم يفعل صاحبها فلماذا لا تتابع الحكومة مثل هذه التجاوزات وتفرض غرامات على المؤجر والمستأجر اللذين تركاها بدون تفعيل ، هي فقط شكليات لجلب عمال وتسريحهم في البلد الأمر الذي يخلق مشاكل اقتصادية واجتماعية وتحدث إخلالا للتركيبة السكانية ما يؤدي لطمس الهوية العمانية والتي نطمح لها جميعا قائدا وحكومة وشعبا فمن لا يعي ما يفعل سوف يرى أن في العملية مكسبا ، ولكن لو حسبنا هذا الكسب مقابل تضييع مكاسب جمة كتضييع فرص العمل ونزيف الاقتصاد الوطني من تحويلات الأيدي العاملة الوافدة وغيرها من المشاكل .
كذلك من الخطط المتضادة أننا نسعى بجد كبير للحد من الحوادث وفي المقابل نضع خططا قد تسهم في وقوع الحوادث ومنها أن البلدية تعطي التصريح لمحلات تجارية في منازل موقعها على الشارع مباشرة دون أن تضع لهم شروط كتوفير مواقف لسيارات المرتادين لتلك المحلات الأمر الذي يجعلهم يقفون في الشارع ويعيقون الحركة وعند خروجهم قد يتسببون في حادث ، ثانيا : بعض الأطفال يخرجون من تلك المحلات مباشرة إلى الشارع مما يعرضهم للدهس ، فهذه خطط تتضاد مع مشروعنا للحد من الحوادث المرورية ، كذلك بعض التقاطعات في طرقنا لا يوجد بها نظام يتحكم في حركة المرور مما يخلق تصادما بين بعض السيارات ولو كانت بسيطة فهي في النهاية حوادث .
ثالثا : كلنا يعرف مدى اهتمام جلالة السلطان ـ حفظه الله ورعاه ـ والجهات المعنية بموروثنا الوطني بكامل أجزائه ، والذي يعتبر جزءا من تاريخ عمان العريق كذلك هو من الرياضات التقليدية مثل : سباقات الإبل والمزاينة والتي يعطيها المواطن العماني اهتماما كبيرا ، كذلك المعنيين ولكن ما يضاد فكرة تربية الإبل هي الإزالات التي تقوم بها البلدية لحظائر الإبل الأمر الذي يضيق بـمربي الإبل ؛ فالإبل لا يمكن حصرها في أماكن ضيقة أو بين الحارات فهذا لا يتكيف مع طبيعتها فهي تحتاج إلى السيوح والأماكن المفتوحة تؤدي الأداء الجيد وتحقق الإنجازات لهذا أرى أن هذه خطط مؤسسات تتضاد مع بعضها البعض ، لذلك يجب مراعاة ذلك وعدم تضاد الخطط مع بعضها في منظومة المؤسسات الحكومية والتنسيق فيما بينها من أجل الخروج بخطط متكاملة تراعي كل الجوانب ، ونشكر الجهود المبذولة من قبل جميع المؤسسات ونرجو التعاون فيما بينها لمصلحة الوطن والمواطن.

غنية بنت ذياب الربيعية
[email protected]