تبقى التحديات العصرية التي تواجه الأسرة في تربية الأبناء عبئاً كبيراً في هذا الوقت الذي يتطلب جهداً كبيراً لتشكيل وعي الأبناء وسلوكياتهم وبنائها على القيم والمبادئ الاجتماعية التي يتمتع بها مجتمعنا وتسعى إليها كل أسرة من أجل إيجاد جيل ملتزم بالمبادئ والقيم النبيلة يستطيع أن يتحمل تبعات بناء مجتمعه وأمته.وكانت المبادرة التي أطلقتها اللجنة الوطنية لشؤون الأسرة لتنظيم ملتقى "التواصل والتكامل" تحت عنوان تحديات الأسرة في تربية الأبناء وتعزيز القيم والهوية العمانية في دورتها الأولى تجسيداً للكثير من المرئيات والمعطيات التي خرجت بالعديد من التوصيات والقرارات الهادفة، حيث احتوى الملتقى على الكثير من النقاشات والحوارات حول التأثيرات التي طرأت على تربية الأبناء في ظل الطفرة التكنولوجية والعمرانية والانفتاح على العالم الخارجي والذي أصبح من أهم التحديات للأسرة وتشكل أحدى المحاور الهامة والأساسية والتأثيرات الجانبية فلابد من إيجاد الحلول الكفيلة بإرساء القواعد الصحيحة وترسيخ مبدأ الحوار بين الأسرة والأبناء واستخدام أساليب الإقناع والأدلة التي ترسخ المبادئ الحقيقية والطرق السليمة في حياة الأبناء والاستشهاد من واقع الحياة عن المواقف التي حصلت وكيفية الاستفادة منها في معالجة الظواهر الدخيلة على المجتمع بشكل عام وعلى الأبناء بشكل خاص والوقوف عليها لتكون سبيلا للخروج إلى بيئة آمنة وسليمة.إن تكثيف الجهود من قبل الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني وتضافر وتكاتف الجميع لإيجاد البيئة السليمة الصحية للاقتراب من واقعهم من خلال التعرف على احتياجاتهم وتحليل الواقع لاستنباط مبادئ تربية تعين الأسرة على التربية السليمة، كل ذلك يعد من الركائز الرئيسية والهامة في حياة الأبناء .وتأتي الشراكة بين الأسرة والمؤسسات الحكومية والخاصة والقطاع المدني لتشكل أهمية بالغة في ايجاد البيئة السليمة للأبناء كونهم اللبنة الأساسية في المجتمعات فالحملات التوعوية والبرامج الهادفة والبناءة والتواصل مع الأسرة يعزز دور القيم والهوية بين الأبناء .إن النهوض بالمستوى التوعوي للأسرة يحصن الأبناء من ارتكاب الأخطاء وحل الإشكاليات والإلمام بالمعرفة الكافية وتوضيح الآلية السليمة في التعامل مع المواقف التي يتعرضون لها وإعطاؤهم القدرة على تجاوزها والبعد عنها، لذلك لا غنى عن توعية حقيقية مبنية على الفهم تقدمها جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية لتعزيز دور الأسر في التربية.سليمان بن سعيد الهنائي
[email protected]من أسرة تحرير "الوطن"
