القاهرة ـ العمانية
لمدينة طرابلس اللبنانية تاريخ عريق، وكانت تسمّى قديماً (طرابلس الشام) تمييزاً لها عن العاصمة الليبية، وهي مدينة غارقة في الجمال، حيث البساتين الخضراء والبحر بمياهه الصافية.
وتحولت المدينة إلى إسمها الجديد منذ أربعينات القرن الماضي، وقد كان لسكانها دور كبير في مقاومة الاحتلال الفرنسي للبنان، وفي معظم الأحداث التي شهدتها بلاد الشام على مدار تاريخها.
وتعرضت المدينة للكثير من هجمات الغزاة، لا سيما إبان الحملات الصليبية، لكن تم تحريرها في عهد السلطان الخليل بن قلاوون، وقد وصفها إبن الأثير بأنها "أعظم بلاد الإسلام وأكثرها تجملاً وثروة".
هذه المدينة وتاريخها هي مدار بحث الدكتور إبراهيم طاحون في كتابه "عمارة وفنون طرابلس الشام"، الذي صدرت طبعة جديدة منه عن دار الحكمة للطبع والنشر.
وقدم للكتاب السفير اللبناني في مصر الدكتور خالد زيادة، موضحاً أن المؤلف، وهو أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة حلوان، أقام في مدينة طرابلس على مدى سبع سنوات، ما أتاح له أن يتفحص بالدراسة آثار طرابلس المنوعة التي ترجع إلى عصر المماليك، وأن يعرض أحوال خمس عشرة مدرسة مملوكية ما زالت قائمة في المدينة القديمة.
وأوضح أن أبو طاحون خصّص رسالته للماجستير لهذا الموضوع، ثم واصل البحث والتنقيب لينجز رسالة الدكتوراه، والتي كان عنوانها "المنشآت المدنية والعسكرية المملوكية في مدينة طرابلس الشام"، وقد مر فيها على الخانات والحمامات والأسواق، وبعض دور السكن، فضلاً عن السبيل الوحيد المتبقي من الحقبة المملوكية، والطاحونة والقلعة والأبراج.
وأكد أن الباحث تمكّن من تصحيح الكثير من الأخطاء وصوّب قراءة بعض النصوص المحفورة على مداخل بعض هذه المنشآت وداخلها، ومن خلال رسالتيه للماجستير والدكتوراه برز كباحث متميز في آثار طرابلس المملوكية.
وأشار إلى أن المؤلف وضع العديد من الأبحاث في آثار طرابلس، منها دراسة عن جامع الأمير طينال من زاوية معمارية أثرية، ويرجع بناء هذا الجامع إلى الفترة المبكرة في العصر المملوكي؛ ودراسة عن جامع الأويسية من العصر العثماني، ودراسة أثرية معمارية عن الحمّام الجديد بمدينة طرابلس الشام من العصر العثماني، فضلاً عن دراستين: تختص الأولى بالمنابر المملوكية في مدينة طرابلس الشام، والثانية بظاهرة الطبق النجمي الفردي بالعمائر المملوكية في مصر والشام.
ويحوي الكتاب 239 صفحة من القطع الكبير، ويضم خمسة بحوث، بالإضافة إلى مجموعة من الأشكال واللوحات والوثائق والملاحق.