مقديشو ــ وكالات: اعلنت الشرطة الصومالية سقوط قتلى وجرحى بهجوم انتحاري نفذه عناصر حركة الشباب المسلحة استهدف فندقا بمقديشو.
وقالت الشرطة ومسؤولون أمنيون إن 18 شخصا على الأقل لقوا حتفهم جراء تفجير سيارتين مفخختين بالقرب من مدخل فندق في العاصمة الصومالية مقديشو امس. وتشمل حصيلة القتلى ستة مهاجمين أحدهم فجر نفسه داخل إحدى المركبتين بينما قتل الخمسة الآخرون على يد قوات الأمن. وقال مسؤول الشرطة محمد ضاهر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن شاحنة محملة بالمتفجرات انفجرت أولا أمام الفندق مباشرة، ثم انفجرت قنبلة داخل سيارة متوقفة بالقرب من الفندق. وأضاف ضاهر أن مسلحين ينتمون إلى "حركة الشباب" الإرهابية الصومالية اقتحموا فندق "داياه"، الذي يحظى بشهرة كبيرة بين رجال الأعمال ومسؤولي الحكومة، عقب التفجيرين. ودوت أصوات طلقات الأعيرة النارية في محيط الفندق. وأفاد المسؤول الأمني محمد حسن بأنه "من المتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى نظرا لأنه من المحتمل أن يكون هناك بعض الأشخاص محاصرين داخل الفندق المكون من ثلاثة طوابق". ومن بين القتلى جنود من القوات الحكومية وحراس من الأمن الخاص بالفندق ومدنيون.
واظهرت لقطات صورتها وكالة الانباء الفرنسية، قوات الامن والمدنيين متجمعين خارج الفندق المدمر الذي تكسر زجاج نوافذه وتحطمت ابوابه بعد الانفجار الاول، عندما انفجرت سيارة ثانية مما ادى إلى انبعاث دخان كثيف في الهواء وتطاير الناس. وسمع اطلاق نار من داخل الفندق بينما كان المدنيون ورجال الانقاذ يقومون بنقل المصابين.
وقال مراسلون في الموقع لوكالة الأنباء الألمانية إن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة ما يصل إلى 35 شخصا . كما قال شهود للوكالة إن الانفجارين هزا مقديشو بالكامل، وتسببا في تهشم عشرات من النوافذ في محيط موقع الهجوم. وأضافوا أن السيارات المتوقفة بالقرب من الفندق تضررت من الشظايا وضغط الانفجارات.
وذكر وزير الأمن الداخلي الصومالي عبد الرزاق عمر محمد أن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة نحو 40 شخصا. وأبلغ مراسلون في الموقع وكالة الأنباء الألمانية بأن من بين المصابين أربعة صحفيين. وقال الوزير :"إننا فخورون بقواتنا الأمنية والحرس الخاص للفندق الذين منعوا الإرهابيين من الاستيلاء على الفندق". وأضاف أن قوات الأمن أنقذت عدة مسؤولين وأشخاصا آخرين دون إصابة. وقالت مواطنة من سكان المنطقة ،وتدعى سميرة أحمد، :"لقد روّعنا هذا الهجوم الفظيع، لقد فقدت أحد أشقائي، والذي يملك متجرا صغيرا بجوار الفندق المستهدف". وذكر صاحب أحد المتاجر، ويدعى عبد الله عبدي، لوكالة الأنباء الألمانية :"إنها منطقة مزدحمة .. . لقد لقي الكثيرون حتفهم، واستغاث آخرون طلبا للمساعدة بعدما أصيبوا". وقال شهود لوكالة الأنباء الألمانية إن الانفجارين هزا مقديشو بالكامل، وتسببا في تهشم عشرات من النوافذ في محيط موقع الهجوم.
وأعلنت "حركة الشباب" مسؤوليتها عن الهجوم على الفور عبر محطة "أندلس" الإذاعية الموالية للحركة . وقالت الحركة إن مسلحيها قتلوا أشخاصا داخل وخارج الفندق. وتهاجم حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، منشآت حكومية وفنادق في مقديشو بشكل متكرر.
تصاعدت الهجمات في مقديشو مع تقدم عملية انتخاب سلطات جديدة في الصومال. والهجوم على الفندق هو الاكثر دموية في 2017. وغرقت الصومال في فوضى وحرب اهلية منذ سقوط نظام الرئيس سياد باري في 1991 في بلد ما زال منقسما بشدة بين القبائل. وشكل غياب القانون وتنافس العشائر تربة خصبة لحركة الشباب التي تريد اطاحة السلطات الضعيفة في مقديشو والمدعومة من المجموعة الدولية. وبعدما شكل عدد من الحكومات الانتقالية في الخارج، انشئ برلمان من وجهاء 135 قبيلة في 2012. وكان الصوماليون وعدوا بالانتخاب المباشر. لكن هذا الالتزام سقط في 2015 بسبب صراعات داخلية ومراوغات سياسية ترافقت مع اضطراب امني مزمن ناجم في المقام الاول عن حركة الشباب التي تسيطر على مناطق ريفية شاسعة، ما ادى الى اجراء انتخابات "محدودة". وشارك 14 الف صومالي فقط في انتخاب 275 نائبا خلال عملية امتدت بضعة اسابيع. ووزع 72 مقعدا آخر في مجلس الاعيان الجديد اختارتهم حكومات الولايات الاتحادية. ويفترض ان يصوت المشرعون قريبا لانتخاب رئيس جديد، لكن لم يحدد موعد بعد لهذا الاقتراع. وخسرت حركة الشباب التي بايعت تنظيم القاعدة، السيطرة على العاصمة عام 2011 قبل ان تخسر معاقل اخرى.