القاهرة – من إيهاب حمدي :في الحروب والنزعات بين الأمم قد يقع مجهولين ضحية لتلك النزعات ليس لأنهم مدانين بشىء بل لمجرد انهم ينتمون لاحد الطرفين.. وإذا ما اضفنا الإهمال والفساد المستشري فإننا هنا بصدد الالاف من الضحايا الأبرياء الذين قد يقعوا ضحايا لانعدام الضمير و الرغبة من اغلاق القضايا العالقة و تقديم اية متهمين.في فيلم " Sarbjit" او "ساربجيت" هو فيلم هندي من إخراج أومانج كومار وتأليف راجيش بيري مأخوذ عن قصة حقيقية للمناضلة الهندية دالبير كور مدته(131) دقيقة .. بطلنا هنا هو شاب هندي عانى من كلتا الحالتين الإهمال والفساد فضلا عن النزاع الحدودي القائم بين الهند وباكستان. لقد العلاقات الشائكة و المعقدة والتي تسودها المشكلات المتعددة بين الهند و باكستان كانت مسرحاً لكثير من الأفلام الهندية منها ما هو الاجتماعي ومنها ما السياسي او الامنى .فلقد شاهدنا شاه روخان قبل ذلك في فيلم "فيير وزارا" يتحدث عن الاعتقال السياسي بين البلدين كيف تم تلفيق القضايا له بسبب خلافات شخصية، كما شاهدنا نهاية العام الماضي فيلم سلمان خان " باجرانجي بهايجان الذى جسد فيه رجلاً هندياً يكافح من اجل ان تعود طفلة مسلمة باكستانية لوطنها وهو الفيلم الدرامي الذى ابكت فيه الطفلة شهيدة ملايين المشاهدين.وغيرها الكثير من الأفلام التي غطت تلك المنطقة الشائكة في الحرب الضروس بين البلدين.هنا في فيلم " Sarbjit" او " ساربجيت" تخلت ملكة جمال الهند الممثلة الجميلة " اشواريا راي " عن اناقتها و جمالها لتجسد دور الأخت الكبيرة بالنظارة الطبية التي تأخذ الكثير من ملامحها الجميلة ولتتحول الشخصية بمرور الوقت من فتاة شابة الى أمراة عجوز طاعنة انهكها البحث عن براءة اخيها من تهم لا دخل له فيها. فاشواريا تجسد هنا دور الأخت الصلبة التي تقاتل بشراسة مرة وبدبلوماسية أخرى وباحتجاجات شعبية مرة ثالثة لإثبات براءة اخيها الشاب المستهتر العابث.اعتقال عشوائيساربجيت "رانديب هودا" هو مزارع هندي فقير يعيش في قرية في البنجاب بالقرب من الحدود الباكستانية الهندية، وتعيش معه زوجته وابنتاه ووالده المسن وشقيقته.هو مزراع بسيط يعيش حياة هادئة مع اسرته يخرج ذات يوم ليلهو مع صديق له ويثمل فيضل الطريق ويدخل في الحدود الباكستانية.تلقي عليه الشرطة الباكستانية القبض وتتهمه بعبور الحدود، وتتطور الاحداث بسرعة بحث تعتبره جاسوسا عليها من الهند، حينما تكتشفت بعد التحقيق معه ان اسمه يطابق اسم جاسوس تقريبا مع فارق حرف واحد فقط، وهذا الجاسوس متهم بتفجيرات في لاهور.الشرطة تحاول الصاق التهم به باى شكل لاغلاق القضايا فيتم تعذيبه بشكل بشع حتى يعترف على نفسه بما لم يفعل .في هذا الوقت تبحث عنه اسرته فى كل مكان بقيادة شقيقته دالبير كور " اشواريا راي" .. لكن حينما يقدم اشواريا راي الى القضاء في باكستان يستطيع من خلال مسجون زميل له ارسال مذكراته لشقيقته عبر البريد لتعرف شقيقته حقيقة ما حد له و انه مظلوم فتبدأ رحلة جديدة لأثبات براءته.النضال من اجل القضيةتتعهد شقيقة ساربجيت بطرق كل الأبواب كى تتحرك الحكومة الهندية من اجل الافراج عن شقيقها فتقابل رئيس الوزراء و ووزير الخارجية و أعضاء في مجل النواب لكنها بالنهاية لا تصل لشىء ابداً و ويظل ساربجيت وراء القضبان يعانى مرراة الاعتقال ظلماً وتظل اسرته تعانى مرارة فراقه قهراً.لكن شقيقته لا تستلم وترفع له محام هندي مناصر للقضايا الحقوقية ومن جانبها تعلن عن اعتصام كبير تنضم لها العشرات و المئات من النساء ومناصري قضايا حقوق الانسان في دلهي لح حكومة الهند للتحرك للافراج عن اخيها ولكن دون جدوى.في المقابل يتم الحكم على ساربجيت بالإعدام لإدانته بجرائم تفجير في لاهور ويستطيع المحامي الهندي استقدام اسرة ساربجيت لزيارته في سجنه الهندي.لكن الأمور بعد ذلك لا تسير جيداً فالهنود المتعصبون ضد باكستان يحرقون مكتب المحامي و يضربونه بل يعترضون طريق شقيقة ساربجيت نفسها ويحاولن مضايقتها لانهم يعتبرون شقيقها مجرم.وبالرغم من القبض على المجرم الحقيقى الذى نفذ تفجيرات لاهور المدان فيها ساربجيت الا ان الامن الباكستانى يرفض مرة أخرى الافراج عنه .الموت ظلماًظلت شقيقة سارابجيت تكافح من اجل الافراج عنه وتبرئة ساحته من الاتهامات الباطلة وقد استطاعت أن تأجل حكم الإعدام الى اجل غير مسمي الى ان توفي بهجومٍ وحشي من قبل نزلاء السجن على خلفية ادانته بالإرهاب والتجسس من قبل محكمة باكستانية ظناً من النزلاء انا فعلاً متورط في التفجيرات ورداً على مقتل باكستاني في احد السجون الهندية.لقد كشف الفيلم حقيقة عن مرارة الظلم الذي يقع على الافراد في النزعات بين الدول لكنه كشف أيضا عن قوة المرأة التي قد تتحمل اى شيء من اجل ان تناضل . من ناحية أخرى اظهر الفيلم المناظر الطبيعية الخلابة التي يتمتع بها إقليم البنجاب وقدرته على ان يكون مقصداً سياحياً عالمياً . اما فيما يخص الممثلة اشواريا راي فقد تألقت في أحد أفضل ادوارها التمثيلية متنقلة في هيئتها من فتاة جميلة الى سيدة مناضلة الى أم ملكومة. كما استطاع رانديب هودا تجسيد دور المعتقل ظلماً وما يعانية من مرارة الظلم وتشوهات الشخصية بسبب التعذيب والمعاملة الغير ادمية حتى انه ابكي المشاهدين في مشاهد عدة.