نواكشوط ـ العمانية:"النسب أهل هدار، خمسة أجيال من الشعراء في موريتانيا"، عنوان كتاب جديد يتضمن قصائد من الشعر الحساني (اللهجة العربية المحلية في موريتانيا) مع ترجمتها إلى اللغة الفرنسية، لمؤلفيه محمد هدار وعبد الفتاح محمد لمانه. وينطلق الكتاب الواقع في 149 صفحة من الشاعر محمد هدار الأول (1815 – 1886) لينتهي إلى الشاعر زهير محمد فال المولود في 1982، وكلهم من الأسرة الأدبية الشهيرة القاطنة في منطقة "اترارزه"، في الجنوب الغربي من موريتانيا. وتقول كاتبة المقدمة والناشرة، "ميك جوينر"، إن الجد الأكبر لأهل هدار "أراد أن يمكن جميع المتلقين من استيعاب شعر متحرر من قبضة المغنين وزمرة المتعلمين". ويعتبر المؤلفان أنهما واجها ثلاثة تحديات في إعداد هذا الديوان الشعري الحساني الفرنسي، ألاوهي الترجمة أولا، وترجمة القصيدة ثانيا، والتحول من الشفوي إلى الكتابي ثالثا. وأوضح عبد الفتاح محمد لمانه أن الشعر الحساني هو "شعر تم قرضه للإنشاد والترديد مع الانتقال من موقع لآخر بشكل عشوائي في الصحراء"، مبينا أن "الشعر الحساني يتنقل كزاد للبدوي في ترحاله". غير أن البدوي، في موريتانيا كما في غيرها، لم يعد كثير الحركة كذي قبل، وبالتالي لم تعد القصائد تتنقل بالقدر المعهود.ورغم مقولة "أدموند هاروكورت" بأن "الذهاب يعني الموت شيئا ما"، إلا أن العكس هو الصحيح بالنسبة للبدو الرحل (المكوث يعني الموت شيئا ما)، ما يبرز وجاهة "محاولة تثبيت الكلمات المتفلتة التي تولد هنا وهناك".