طرابلس ـ وكالات: عملت القوات الليبية أمس الخميس على تأمين المناطق التي سيطرت عليها في مدينة سرت ونزع الألغام منها حيث قامت بتمشيط المنطقة المحيطة بمركز للمؤتمرات كان رمزا لسلطة التنظيم المتشدد في المدينة. وسيطرت قوات متحالفة مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة على مركز واجادوجو للمؤتمرات وعدد من المواقع الرئيسية وتقدمت إلى مناطق حاربت للسيطرة عليها لأسابيع. وقالت القوات - المدعومة بضربات جوية أميركية في بيان إنها سيطرت على أهم مواقع التنظيم في سرت معقله السابق. غير أنها لم تتمكن بعد من السيطرة على بعض الأحياء بوسط سرت حيث يتحصن عدد غير معلوم من مقاتلي التنظيم. وقال رضا عيسى المتحدث باسم عملية سرت إن 18 من المقاتلين الموالين للحكومة قتلوا أمس الأربعاء وأصيب 72. ودارت معارك من بيت إلى بيت في المناطق السكنية في الأسابيع الماضية حيث واجه المقاتلون الليبيون صعوبة في تحقيق مكاسب بسبب نيران القناصة والشراك والألغام الأرضية. وتقود كتائب من مدينة مصراتة القريبة المقاتلين بعدما صدت تقدما للتنظيم جنوبي المدينة في مطلع مايو قبل أن تتقدم شرقا نحو سرت وتحاصر المتشددين في وسط المدينة الساحلية. وتشكل خسارة سرت انتكاسة كبيرة لداعش التي ستخسر المدينة الوحيدة التي سيطرت عليها بالكامل في ليبيا. وقد يعزز ذلك في الوقت نفسه الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة والتي تكافح لبسط سلطتها في بلد يموج بالخصومات السياسية والمسلحة. وقال عيسى إن مقاتلي الكتائب عثروا على منزل استخدم كمصنع للأحزمة الناسفة واستولوا على عدد من السيارات العسكرية التي استخدمها التنظيم بعضها متضرر وبعضها في حالة جيدة. وقال عيسى إن الوحدات الهندسية العسكرية تعمل حاليا على تطهير المناطق المحررة من الألغام. ومن بين قوة قتالية قدر قوامها بنحو 6000 رجل لقي أكثر من 350 من مقاتلي الكتائب حتفهم وأصيب ما لا يقل عن 1500 منذ بدء حملة استعادة سرت. ولقي مختار فكرون المتحدث باسم القوات الجوية حتفه وقتل طيار آخر عندما تحطمت طائرتهم فوق سرت. وبحسب بيانات صدرت عن القيادة الأميركية في أفريقيا فقد شنت الطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة الأميركية 29 ضربة جوية في سرت واستهدفت عددا من مواقع التنظيم وعربات وعتادا عسكريا. من جهة أخرى رفضت الحكومة الايطالية الخميس تأكيد معلومات لوسائل الإعلام عن وجود قوات خاصة في ليبيا، فيما تعرض رئيس الوزراء ماتيو رينزي لانتقادات المعارضة في هذا الصدد. وأشارت غالبية الصحف أمس الخميس الى وجود عشرات الجنود الايطاليين في ليبيا منذ الأسبوع الفائت، وتحدثت صحيفة "لا ريبوبليكا" عن خمسين جنديا. لكن حكومة يمين الوسط رفضت تأكيد هذا الأمر. وأورد الإعلام أن دور هذه القوات هو الاشراف على عمليات نزع الألغام وتدريب قوات حكومة الوفاق الليبية التي تشن هجوما على تنظيم الدولة الاسلامية في معقله سرت بشمال ليبيا. وصرح وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" "ليس لدينا مهمة عسكرية في ليبيا. لو كان الأمر كذلك لتم ابلاغ البرلمان". وعما اذا كان هذا الأمر يشمل ايضا الاستخبارات الايطالية، رد جنتيلوني "لا أعلق على العمليات المصنفة أسرارا دفاعية".
وتم العام الفائت اقرار نص مثير للجدل يتيح لرئيس الوزراء ارسال قوات خاصة إلى مناطق نزاع بهدف القيام بمهمات استخباراتية من دون موافقة البرلمان. وينبغي ابلاغ اللجنة البرلمانية التي تشرف على عمل الاستخبارات بالأمر، لكنها ملزمة عدم الاعلان عن هذا القرار. وأكدت وسائل الإعلام الايطالية ابلاغ هذه اللجنة سرا بأمر نشر قوات الأسبوع الفائت. وسمحت ايطاليا للمقاتلات والطائرات الأميركية من دون طيار باستخدام مجالها الجوي وقواعدها العسكرية واتهمت أحزاب المعارضة رينزي باستغلال النص المذكور لجر ايطاليا الى حرب. وقال نواب مجموعة النجوم الخمسة، القوة الأكثر شعبية في ليبيا، ان "هذا النص يتحدث بوضوح عن ارسال تعزيزات بشرية لعمليات الاستخبارات، الامر الذي لا علاقة له بما تقوم به القوات الخاصة حاليا في ليبيا". واضافوا "مع التنازل في شان قواعدنا والان مع ارسال جنودنا على الارض، تجرنا الحكومة الى ساحة حرب من دون موافقة البرلمان". وكشفت صحيفة واشنطن بوست هذا الاسبوع ان قوات خاصة اميركية تساعد بدورها للمرة الاولى حكومة الوفاق الليبية الى تسعى الى بسط سيطرتها على كل الاراضي.
وحتى الان، اقتصر الدعم العملاني الوحيد من جانب ايطاليا على اجلاء مصابين من القوات الحكومية ليتلقوا العلاج. وتظهر استطلاعات الراي الاخيرة ان ثمانين في المئة من الايطاليين يرفضون اي تورط عسكري لبلادهم في المعارك في ليبيا. من جهة اخرى أفادت تقارير إخبارية بمقتل عشرة من عناصر قوات "عملية البنيان المرصوص لتحرير سرت" من تنظيم داعش، والتابعة لحكومة الوفاق الليبية، في تفجير بسيارة مفخخة بالمدينة. وقال الناطق باسم غرفة عمليات "البنيان المرصوص" العميد محمد الغصري
لموقع "بوابة الوسط" الليبي إن مسلحا من داعش يقود سيارة مفخخة قام
بتفجيرها بعد دخوله وسط القوات بمحور الجيزة العسكرية ومجمع القاعات، ما أسفر عن مقتل عشر من قوات البنيان المرصوص. ونقل الموقع عن المتحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي القول إن عدد قتلى بلغ 17 قتيلا إلى جانب 82 جريحا بينهم خمسة في حالة حرجة. وكشف أن عدد قتلى "البنيان المرصوص" ارتفع إلى 360 قتيلا إلى جانب أكثر من ألفي مصاب. وأعلنت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" بسط سيطرتها على منطقة الجيزة
العسكرية وجامعة سرت بالكامل، وأكدت أن قواتها تتقدم باتجاه مجمع قاعات واجادوجو.